أثارت أخبار مسلسل “قيصر” جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، مما أدى إلى قرار اللجنة الوطنية للدراما بإيقاف تصويره مؤقتاً. السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة يعود إلى ارتباط اسم المسلسل بقضية المعتقلين السوريين، وتحديداً في سجن صيدنايا، حيث من المفترض أن يتناول المسلسل بعضاً من القصص المأساوية التي تعرض لها المعتقلون.

إيقاف تصوير مسلسل “قيصر” في سوريا

سرعان ما اندلعت موجة من الاعتراضات من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن اسم المسلسل، حيث وجد الكثيرون أن العنوان قد يثير حساسيات خاصة. كما أصدر الضابط فريد المذهان، المعروف بلقب “قيصر”، بياناً أعلن فيه أنه لم يمنح موافقته على استخدام اسمه في المسلسل.

وفي أعقاب هذه التطورات، أصدرت اللجنة الوطنية للدراما في سوريا بياناً أكدت فيه أن إيقاف تصوير المسلسل جاء نتيجة الرفض الواسع الذي لاقاه من قبل الشارع السوري، بالإضافة إلى الجدل الذي أثارته بعض الشخصيات المشاركة في العمل. وأوضحت اللجنة أنه سيتم تغيير اسم المسلسل وإعادة النظر في اختيار الأبطال.

مسلسل “قيصر” في مرمى الجدل: ردود أفعال متنوعة وآراء متباينة

أضاف البيان الصادر عن اللجنة الوطنية للدراما مزيدًا من التوضيح حول محتوى المسلسل، مشيرًا إلى أن العمل لا يرتبط بقضية “قيصر” الشهيرة إعلاميًا، وأنه يعكس طابعًا مختلفًا يناقش قضايا مستوحاة من النظام السابق في سوريا. كما تم التأكيد على أن المسلسل يتكون من 30 حلقة.

من ناحية أخرى، يذكر أن المسلسل من تأليف نجيب نصير وعدنان عودة وزهير الملا، ويخرجه صفوان مصطفى نعمة. وكان من المقرر أن يشارك الفنان غسان مسعود في بطولته.

رد كاتب المسلسل على جدل الاسم

في معرض رده على الجدل الذي أثاره اسم المسلسل، أكد الكاتب السوري نجيب نصير أن المسلسل لم يُكتب في جلسة واحدة، بل كان قد كتب جزءًا منه في 15 حلقة سابقة قبل أن يقتصر العمل على ثلاث حلقات فقط. ولفت نصير إلى أنه لم يكن يعلم أن اسم المسلسل سيكون “قيصر”.

وأشار في حديثه مع BBC إلى أنه عالج كل الجوانب القانونية والشرعية المرتبطة بمسألة السجن، مؤكدًا أنه يؤيد الانتقادات التي طرحت بشأن صعوبة تحويل الأحداث التي وقعت مؤخرًا إلى عمل فني. وأوضح أن الحلقات التي كتبها لا تركز على قضية السجون بالدرجة نفسها التي فهمها البعض، بل على حالة السجين النفسية بعد خروجه من السجن وتأثير التعذيب على المعتقلين.

وأكد نصير أن القصة التي تناولها تنتهي أحداثها في عام 2008، أي قبل ثلاث سنوات من بداية الانتفاضة ضد النظام السوري، مشددًا على أنه ليس مهتمًا بتوثيق الفترة الحالية.

وفيما يخص الجدل حول مشاركة غسان مسعود، أكد نصير رفضه لمبدأ الإقصاء، معبرًا عن احترامه لحقوق المواطنين بشكل عام، مهما كانت مواقفهم السياسية السابقة، وأن هذا النوع من الخطاب لا يساهم في بناء مجتمع متماسك، بل يزيد من مشاعر الانتقام.

رد فريد المذهان على الجدل بشأن المسلسل

أما فيما يتعلق بالجدل حول استخدام اسم “قيصر”، فقد أصدر الضابط السوري السابق فريد المذهان، المعروف بلقب “قيصر”، بيانًا عبر حسابه الشخصي على منصة “إكس”، أكد فيه رفضه القاطع لأي عمل يتناول قصته أو يحمل اسمه دون إذنه. وقال: “أصرّح بأنني لم أسمح أو أفوض أو أعطِ أي موافقة، لا شفهية ولا مكتوبة، لإنتاج أي عمل يتناول قصة قيصر، أو يحمل هذا الاسم”.

يُذكر أن المذهان، الذي خدم في جيش النظام السوري منذ عام 2000، أصبح معروفًا عالميًا بعد تسريبه نحو 11 ألف صورة توثق الانتهاكات والتعذيب في السجون السورية، خاصة في سجن صيدنايا. وقد ظل المذهان مجهول الهوية لسنوات قبل أن يكشف عن شخصيته في الشهر الماضي. يُعد اسم “قيصر” رمزًا للأدلة الدامغة التي تم تسريبها حول الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون السوريون، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض “قانون قيصر” في عام 2020، الذي يستهدف النظام السوري بفرض عقوبات مشددة.