جوني لويس جبرا

يحيي العالم سنوياً ذكرى عيد الميلاد المجيد ( الكريسماس ) ذكرى ولادة السيد المسيح عليه السلام، ويترافق عيد الميلاد المجيد باحتفالات دينية وصلوات خاصة بهذه المناسبة.
ففي هذا العيد تجتمع العائلة حول شجرة الميلاد، حيث يقوم أفرادها بتبادل هدايا العيد واستقبال بابانويل ( سانتا كلوز ) وتناول عشاء الميلاد والذي يكون مميزا فيتناسب مع هذه المناسبة المميزة.
ولا تقتصر الاحتفالات بعيد الميلاد على المسيحيين فقط حيث أن هناك عدد من غير المسيحيين ممن يحتفلون بعيد الميلاد حيث أنه يوم عطلة رسمية في أغلب دول العالم.
ويعتبر عيد الميلاد المجيد ( الكريسماس )  من أكثر المناسبات التي ينفق عليها البشر المال،  كما أن لهذه المناسبة حيزاً كبيراً في حقيبة الأغاني والموسيقى والفنون، حيث نجد الكثير من الأغنيات الخاصة بعيد الميلاد وبمختلف لغات العالم بالإضافة إلى الأفلام الخاصة بالكبار والصغار والمسرحيات والصور التي باتت تحتل مساحات كبيرة على الشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال الحديثة بأنواعها.
وتبدأ تحضيرات الأردنيين بعيد الميلاد المجيد في الثلث الأخير من شهر تشرين ثاني ضمن أجواء مميزة تُظهر العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، حيث تمتلئ الأسواق بشتى أنواع البضائع الخاصة بالميلاد وأشهى أنواع الشوكولاته والحلويات والمجسمات المضاءة بأشكال متعددة، بينما يقف (بابانويل) أمام المحلات التجارية حاملاً بيدهً الجرس وبيده الأخرى كيساً مليئاً بالسكاكر والحلويات لتوزيعها على الأطفال الذين يلتفون حوله بفرح عظيم ويأخذون معه الصور التذكارية.
وتبدأ اللجان الشبابية في الكنائس بتحضير البازارات الخيرية والتي تختص بعرض كل ما يلزم لاحتفالات عيد الميلاد، ضمن أجواءٍ خاصة ومميزة تضاء فيها أشجار الميلاد المزدانة بالحلة البهية، وتبدأ معها الفرق الكشفية بعزف المقطوعات الموسيقية الخاصة بعيد الميلاد المجيد.
أما في ليلة الميلاد – وهي الليلة المميزة عند المسيحيين  كبارا كانوا أم صغاراً- يستعد الجميع للذهاب إلى الكنيسة والاحتفال بميلاد السيد المسيح، في الوقت الذي يبدأ فيه (بابانويل) جولته على المنازل لتوزيع الهدايا على الأطفال برفقة مجموعات كشفية وموسيقية، ثم يبدأ الجميع –  مع بداية يوم جديد – باستقبال أول أيام عيد الميلاد المجيد (الكريسماس) بزيارات عائلية ذات طابع خاص لتقديم التهاني بالعيد المجيد وتبادل الهدايا وتناول طعام الغذاء وهو – كما العادة لدى الغالبية العظمى من الأردنيين والأساس للمائدة الأردنية – وهو (المنسف الأردني باللبن الجميد واللحم البلدي والمكسرات). وتبقى الاحتفالات حاضرة في بيوت الأردنيين حتى عيد الغطاس في السادس من كانون الثاني من العام الجديد وتبقى معها أفئدة الأردنيين تردد في أعماقها «ولد المسيح .. هللويا».