مجلة النجوم – سيدني.
تتضاعف عادة احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي في فصل الصيف؛ نظرا لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وانتقال أنواع من الأمراض عن طريق الغذاء الملوث، حيث تزداد نسبة تعرض الأغذية للتلف، فما أهم النصائح لتفادي التسمم الغذائي؟
ما التسمم الغذائي؟
هو مجموعة من العلامات والأعراض التي يعانيها الإنسان بعد تناول أطعمة أو شرب ماء يحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات أو السموم البكتيرية أو المواد الكيميائية.
يصنف التسمم الغذائي على أنه خطر عالمي يهدد صحة المجتمع، ويعد الرضع والأطفال والحوامل وكبار السن والأشخاص المصابون بأمراض مؤقتة أو مزمنة من الفئات المعرضة للخطر بشكل خاص.
لماذا يزداد التسمم الغذائي في الصيف؟
يعد التسمم الغذائي من أهم المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب الإنسان في أشهر الصيف، حيث يزداد في هذه الفترة من السنة مع ارتفاع درجات الحرارة تلوث الطعام بالجراثيم الممرضة، لأن الجراثيم تتكاثر بشكل أسرع في الأجواء الدافئة والرطبة.
تؤكد الدراسات أن أحد أنواع البكتيريا -وتسمى العطيفة (كامبليوباكتر) تؤدي إلى عدد كبير من حالات التسمم الغذائي، وهو السبب وراء النوع الأكثر شيوعا من أمراض الجهاز الهضمي، مبينا أن العلماء حصروا البكتيريا الرئيسية المسببة للتسممات الغذائية في 12 نوعا.
ما أسباب التسمم الغذائي؟
يعد تلوث الغذاء من أكثر الأسباب التي تسبب التسمم الغذائي، ويحدث عادة بسبب عدم طهي الطعام جيدا، خاصة اللحوم، وعدم تخزين الطعام بشكل جيد، وحفظ الطعام المطبوخ من دون تبريد فترة طويلة، وتناول الطعام الذي لمسه شخص مريض أو كان على اتصال بشخص مصاب بالإسهال والقيء، بالإضافة إلى انتقال التلوث حيث تنتشر البكتيريا الضارة بين الطعام والأسطح والمعدات.
فيما قد يحدث تلوث متبادل؛ على سبيل المثال بعد إعداد الدجاج النيء على لوح التقطيع، وعدم غسله وتعقيمه جيدا قبل استخدامه لتقطيع الخضار، حيث تنتشر أنواع البكتيريا الضارة من التقطيع السابق، ناهيك عن الخضراوات والفواكه الملوثة والأغذية الحيوانية غير المطهية.
متى تظهر أعراض التسمم الغذائي؟
تبدأ أعراض التسمم الغذائي بعد عدة ساعات أو أيام قليلة من تناول الطعام الملوث أو شربه، واصفا إياها بأنها تشبه أعراض التهاب المعدة والأمعاء، حيث يشعر أغلب المصابين بأعراض مرضية خفيفة، ومن الممكن أن يتحسنوا من دون علاج.
وهناك أعراض أيضا تشمل اضطراب المعدة والإسهال والقيء، والإسهال مع وجود دم في البراز، وآلام المعدة أو تقلصاتها المؤلمة، والحمى، والصداع. وفي القليل من الأحيان يمكن أن يؤثر التسمم الغذائي في الجهاز العصبي، ويسبب الإصابة بأمراض عدة. وقد تشمل الأعراض ضبابية الرؤية أو ازدواجها، وفقدان الحركة في الأطراف، ومشكلات في البلع، وإحساسا بالوخز أو الخدر في الجلد، وتغيرات في طبيعة الصوت.
كيف نعرف أننا تعرضنا للتسمم الغذائي؟
هناك بعض الإشارات التي تعرفنا على التعرض للتسمم الغذائي، مثل الإصابة بحمى بدرجة حرارة تبلغ 39.4 مئوية، وكثرة الإسهال والتقيء الذي يستمر أكثر من يوم، بالإضافة إلى ظهور أعراض الجفاف، مثل العطش الشديد أو جفاف الفم أو قلة البول أو انقطاعه، والضعف الشديد والدوخة أو الدوار.
متى تزول أعراض التسمم الغذائي؟
تعتمد مدة زوال الأعراض على أسبابها، فمثلا أعراض بكتيريا السالمونيلا تظهر في غضون 6 ساعات وحتى 6 أيام، وغالبا بعد 12 إلى 36 ساعة من تناول الطعام الملوث، وبكتيريا العطيفة تظهر الأعراض في غضون 2 إلى 5 أيام، أما بكتيريا الليستيريا فتظهر الأعراض في غضون 3 أسابيع، وبكتيريا الأشريكية القولونية تظهر الأعراض عادة في غضون 3 إلى 4 أيام.
مع الاشارة إلى أن الأعراض تظهر بعد وقت قصير من التسمم، ومن الممكن أن تستمر حتى 6 أيام، لكن الخطورة على المريض تعتمد على شدة الأعراض.
كيف يمكن تفادي التسمم الغذائي؟
إن الالتزام بإجراءات معينة من الممكن أن يؤدي إلى تجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، خاصة في فصل الصيف، مثل غسل اليدين جيدا قبل تناول الأطعمة، وعدم تركها خارج الثلاجة، والتأكد من نظافة الأطباق وأدوات الطعام، وتجنب الأكل من المطاعم ما أمكن، خاصة الشاورما والمثومات بسبب تركها في بعض المطاعم من دون تبريد فترة طويلة؛ مما يؤدي إلى فسادها.
وينصح بضرورة غسل الخضار والفواكه جيدا، خاصة العشبيات، منها مثل البقدونس والجرجير وغيرهما، كذلك عدم تناول الحلويات المكشوفة، بالإضافة إلى التأكد من رائحة الطعام وشكله، أو وجود عفن أو لون غير طبيعي أو مألوف.
ما تأثير التسمم الغذائي على الكبار؟
يكون تأثير التسمم على الصغار أحيانا أشد من الكبار، بسبب الجفاف والحرارة المرتفعة والاستفراغ، وقد لا يتحملون الأدوية عبر الفم، مما يؤدي إلى دخولهم المستشفى لإعطائهم إياها وريديا.
ما علاج التسمم الغذائي؟
يو يتم علاج حالات التسمم الغذائي عن طريق أخذ قسط من الراحة، وتناول بعض السوائل؛ مثل شوربة الأرز للأطفال، ولبن للكبار، والامتناع عن الطعام التقليدي، والاكتفاء ببعض السوائل مثل البابونج واللبن الرائب، والبطاطا المسلوقة بكميات معتدلة.
ثم يأتي دور العلاجات الدوائية مثل إعطاء السوائل الوريدية إذا لزمت، ومسكنات المغص، وعلاجات الإسهال، ومطهرات الأمعاء وأدوية الاستفراغ، واستعمال المضادات الحيوية المناسبة حسب تقييم الحالة، وفي الحالات الشديدة -لا سيما الأطفال- يضطر المريض لدخول المستشفى لتلقي العلاج هناك.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=21444