#مجلة_النجوم_سيدني
بقلم مستشارة التغذية سهير سلمان منير
الآن وقد بدأ موسم الرمان والتين يودعنا حلّ موسم التمر وأي موسم جميل هذا ففيه الكثير من الخير والبركات ولا نبالغ بالقول إن شجرة النخيل صيدلية الطبيعة لما فيها من منافع غذائية وصحية.
منذ سابق العصور استعرضت الأمثال والأحاديث عن القيمة الغذائية للتمور وهذا ما تؤكده الدراسات العلمية في أيامنا. التمور من الثمار المباركة فهي حلوة المذاق،قليلة الدهون والسعرات،وغنية بالمعادن (الحديد، الكالسيوم والماغنيسيوم) والألياف الغذائية. وتساعد بموازنة المواد في الجسم وتعزيز مناعته، كما تساهم التمور بتيسير عملية الهضم إذ له تأثير ملين حيث يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الإمساك، وذلك بسبب احتواءه على نسب عالية من الألياف القابلة للذوبان، مما يعزز حركة الأمعاء والمرور السلس للطعام من خلال الأمعاء.
ويسهم التمر بتحقيق شعور بالشبع وتشحننا بالطاقة قبل كل عملية رياضية وهذا بفضل الألياف. وفي كل 100 غرام تمر هناك سبعة غرامات من الألياف الغذائية وهذه تشكل 27% من الكمية الموصى بها يومياً. كذلك يوصى بتناول تمور قبيل ممارسة الرياضة البدنية لأنها تشمل كربوهيدرات تنتج شعوراً بالشبع وتمنح العضلات الطاقة بدلاً من مأكولات الطاقة المصنعة والمشبعة بالسكر. وبسبب النسبة القليلة من الدهون في التمور فهي لا تثقل على الجهاز الهضمي خلال التدريبات ويبقى الجسد رشيقاً ومرناً.
وبحسب عدة دراسات فإن المواد التي تدلل على وجود حالات التهاب في الجسم تقل بعد تناول مواد تنطوي على مغنيسيوم المضاد للالتهاب أكبر من المعدل كالتمور. في كل 100 غرام تمور هناك 54 ميلغرام مغنيسيوم وهذه 14% من الكمية اليومية الموصى بها للاستهلاك. وهكذا فإن استهلاك كمية تمور طازجة أو مجففة من التمور يومياً قادرة على خفض مخاطر تطور أمراض التهابية. وعدا الخواص المضادة للالتهابات بمقدور المغنيسيوم المساعدة في خفض منسوب ضغط الدم العالي .
علاوة على المغنيسيوم في التمور هناك عدد لا بأس به من المعادن الحيوية لتقوية العظام كالكالسيوم الحيوي جدا للعظام ، والفلور الذي يعيق مسيرة تحلل العظام.
وتشمل التمور نسبة كبيرة من السكر لكن يصل للدم بوتيرة بطيئة ولذا تتفوق هذه الثمار على الشوكلاطة التي تحتوي على 30% دهون مقابل نصف% في التمر. ولذا فإن القيمة الحرارية في التمور أقل بكثير من القيمة الحرارية في الشوكلاطة. وبخلاف كل السكاكر الاصطناعية لا يؤدي تناول ثمار التمور لفتح الشهية للمزيد من السكر والمذاق الحلو.
وتعتبر التمور مصدراً هاماً لمعدن الحديد وهو مركب حيوي في الهيموغلوبين، المسؤول عن نقل الأوكسجين لخلايا الجسد بواسطة الدم. يحتوي 100 غرام تمر على 11% من كمية الحديد المستهلكة الموصى بها في الجسم يومياً. تمتاز ثمرة التمر بـ أيونات النحاس وهي مركب ضروري في إنتاج خلايا كريات الدم الحمراء. ومن المعروف أن نقص الحديد هو السبب الأكثر شيوعا لنقص مستويات الهيموجلوبين، مما يسبب فقر الدم، حيث ان الحديد في التمور يساعد على انتاج الهيموجلوبين للمساعدة في علاج فقر الدم، بالإضافة إلى ذلك فإن فيتامين C في التمر يلعب دوراً هاماً في امتصاص الجسم للحديد . ويساعد مستوى الحديد في الجسم السليم في تقليل مشاعر التعب والخمول، والأعراض الاكثر شيوعاً في الاشخاص المصابين بفقر الدم .
يحتوي التمر على العديد من العناصر الغذائية المفيدة أثناء الحمل على الأم والجنين، كما أنه يخفف الإمساك وهي مشكلة شائعة جدا خلال الحمل . بالإضافة إلى أنه يساعد على تقوية عضلات الرحم، وجعل ولادة الطفل أسهل، ووفقاً لدراسة 2011 نشرت في مجلة أمراض النساء والتوليد وجد أن تناول التمر في أواخر الحمل يساعد على الولادة الطبيعي.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=14054