IMG_0929

الدكتورة إيمان شاروبيم  طبيبة نفسية ومديرة مركز صحة المرأة المهاجرة في ولاية NSW
، وعضو معين من لجنة الولاية لتقصي حالات التعصب بكافة أنواعه “ ديني ، طائفي ، قومي ، جنسي ..الخ”  وهي حاصلة أيضا  على شهادة الدكتوراة .  وتم  إنتخابها كشخصة العام لهذه السنة ، كما تم   إنتخابها أمراة العام  للسنة السابقة من قبل حاكم  ولاية “نيو ساوث وليز  “ ،  وأخيرا تم إنتخابها  كسفيرة “ يوم أستراليا “  للعام  2014
كان للنجوم هذه  الوقفة  مع هذه المرأة التي   يشهد  بكفاءتها  الجميع،  وهي  ُتدير مراكزَ  متخصصة في التعامل مع قضايا غاية في الحساسية  الإجتماعية   ..
– ماهي طبيعة  الخدمات التي يقدمها المركز للمجتمع ؟
-المركز يفتح أبوابه لجميع أفراد المجتمع ويسد  إحتياجات  الأفراد  في  مناطق الجغرافية التالية : “ فيرفيلد، كبرماتا ، كَلفد، بنك ستاون ، وزلي بارك”  وهذه الفروع تحت إشرافنا المباشر .. كما أننا نقدم الرعاية النفسية  والقانونية والإجتماعية  للمرأة وأفراد الأسرة  رجالا وشبابا وأطفالا ، وأيضا  نقدم العلاج النفسي والإستشارات القانونية والعلمية،   ولدينا  برنامج  لمساعدة الباحثين عن العمل  من خلال إمدادهم بالمعلومات وتقديمهم الى جهات متنوعة  بخاطابات   صادرة من المركز ، كما نقدم قرض عمل للدخول في مجالات  العمل والتدريب  نظريا وعمليا .. ، كما  نقدم رعاية تأهليلة وتربوية  للعوائل المهاجرة  لمساعدتهم على تربية أولادهم في مجتمعهم الجديد.. وإزالة ايّة صعوبات  تنشأ نتيجة لإختلاف  التربية بين الأجيال لكي يكونوا مؤهلين للتأقلم  مع المجتمع ، وهناك  مساعادت  مادية  .
-ممكن  توضيح الدعم المادي ومن يقف خلفة   ؟
—لدينا مشروع صغير “ صناعة المجوهرات – التقليد-  وبيعها في أستراليا “ وهذا جعلنا نحصل على رأس مال ندعم ونعلّم به النساء اللواتي   يعملن في هذا المشروع وبدعم حكومي من قبل وزارة  العائلة الأسترالية ، ومركزنا هو  المشغل الذي يتم فيه  إنتاج المجوهرات وتوزيعها على العاملين لبيعه بطرقهم الخاصة وتحت إشراف مباشر من المركز .
-كيف  تستطيعون تلافي المشاكل الناشئة  من  تباين خلفيات اللاجئين ؟
-لدينا قانون واضح  للتعامل مع  الخلفيات المتعددة من خلال   السماح للجميع  بالإستفادة من خدمتنا بروح التسامح   والمحبة  والأخاء،  ونمنع بشكل قاطع  الجدل في أيّة قضية دينية  أو سياسية ، وهذه السياسية أنا  من قررتها قبل عشر سنوات .
– شيوع ظاهرة العنف  العائلي في المجتمع  تخطى المرأة   وبات يهدد الطفولة وحتى الرجال .. ماهو تعريفكم للعنف  وهل لديكم برامج محددة لمواجهة هذه  الظاهرة  ؟
– العنف  ليس هو الأذى الجسدي فقط بل يتعداه الى  الضرر النفسي والحرمان الإقتصادي والإقلال  من شأن  الذات الإنسانية” الإهانة ، التهميش “ ،  وأتفق معك تماما في أن  العنف  بكل أنواعه غير موجهة للمرأة  بل الى الأطفال والرجال أيضا . ولدينا برامج متكاملة للتعامل مع الحالات بشكل منفرد  حسب طبيعة المشكلة  وأطرافها .
– هل  لديكم إحصائيات  بهذا الشأن .؟
-لا أستطيع إعطاؤك أيّ  أرقام محدّدة،  إلا الإحصاء الخارج  من مركزنا تحديدا ، وممكن القول  بشكل مبسط  قمنا   في العام الماضي  بخدمة 12000 الف حالة وكانت 90% منها تحت حقل العنف العائلي ، ولك ان تتصور حجم الظاهرة .
علما أن الإحصائيات قد  توهم  صانعي القرار لأن المرأة بشكل عام  سواء أكانت  عربية أو من خلفيات أخرى لا تلجأ الى إبلاغ الجهات الرسمية بشكل دائم عن حالات العنف  لإعتقادها أن “ السكوت “ سوف يحافظ على كيان الأسرة  لربما يتحسن الوضع مستقبلا .
– قد يفهم البعض وبشكل خاطيء أن سياستكم لمعالجة ظاهرة العنف تستخدم  من قبل البعض كذريعة  لإثارة المشاكل  بين  أفراد العائلة  ؟
– يدعوني الراديو العربي S B S بشكل دائم للتخاطب مع المجتمع ، ولم أسمع لمرة واحدة إطلاقا من أيّة أمرأة أو رجل  أنهم يشعرون  بهذا الإحساس ، فالدولة تضع القوانين لغرض حماية المرأة والعائلة جميعا ، من خلال توفير آليات التعامل مع الحالات التي تستحق الحماية ، ولكن العائلات   المتماسكة والتي  تتمتع  بالإحترام الداخلي بين أفرادها  لا تشملها خدمات “ العنف “ وربما تكون خدمتنا لها في مجالات أخرى .
– هل تؤمنين بالمساواة بين الرجل والمرأة ؟
— أنا لا أطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة  لأنني لا أشعر بالنقص أصلا كي أطالب بمساواتي مع الآخر .
أنا أؤمن بأن المرأة كائن أساسي في تكوين المجتمع المتحضر  ، وإن لم  يثق  الرجل بأن وجود المرأة  في حياته شيء محوري ، فهذا الرجل   يحتاج الى مراجعة  أفكاره .
-ما هو دور مركزكم بشأن قضايا حساسة جدا مثل  “ ختان الأناث” و” زواج القاصرات “ و “ الزواج الإجباري” ؟
-تبنى مركزنا خلال  الخمس السنين  الماضية  نشر  الوعي   المجتمعي حول هذه القضايا  الحساسة للغاية وأصبح لنا دور محوري في التعامل مع القضايا الفردية  والتخاطب عبر القنوات الإعلامية  والعلمية  وتعليم المجتمع بشكل عام .  وكان لنا الشرف بإتخاذ المركز  كمحور إرشادي  وتعليم  الوزراء   وصانعي القرار  في أستراليا  على مستوى الدولة والولاية  بأهمية هكذا موضاعات .. وقد أثمرت الجهود  بإصدار قوانين مهمة جدا  ، فقد تمّ  تشديد عقوبة  ختان الأناث من خمس سنوات الى 11 عاما  لمن يفعل هذه  الجريمة  بحق أيّ  فتاة أو أمرأة ، وأما عن زواج القاصرات – الإجباري-   فقد  كنّا  مشتركين شخصيا   في العام الماضي  في المناقشات الحامية التي دارت تحت قبة البرلمان في ، كانبيرا ، وطالبنا الدولة  بإنشاء خط ٍ ساخن للمعلومات والإرشادات  العائلية والإجتماعية  ونتوقع الإستجابة السريعة من صانعي القرار بأستراليا .
-وماذا عن ختان الذكور .. البعض يعتبره أيضا  عملا غير إنساني  في باب  القسر ؟
-هذا الأمر مسموح به ويعتبر من الأمور الشخصية الإختيارية   التي وافق عليها الطب  في أستراليا ، حيث يمارس في كافة المستشفيات العامة .
-هل لديك خبرة شخصية في  موضوع الزواج المبكر ؟
-نعم  فعلى الصعيد الشخصي ، فقد تأثر مستقبلي وعملي  الى حد كبير بسبب كوني أحدى  الفتيات اللواتي   تم إجبارهن على  الزواج المبكر، ومن خبرتي الشخصية والمهنية  إستطعت أن أمدّ  يد العون  لفتيات قبل أن يقعن ضحية  هذا الفخ  والمسمى “  بالزواج المبكر “.
-المرأة  اللاجئة  .. يبدو  لها النصيب   المهم في  مهامكم .. ماذا تقدمون لها ؟؟
-لدينا برامج متعددة تسع   إحتياجات المرأة اللاجئة /  تبدأ  بالدورات التدريبية  التعليمية والتثقيفية  لتشمل  تعليم اللغة ، تطوير المهارات المتنوعة  مثل “  الخياطة ، الطبخ ، تربية الأولاد ، التأهيل لدخول الجامعات ـ إقامة المشاريع  الصغيرة، التدريب العلمي والعملي  في مجالات  العمل المختلفة  في أستراليا “ .
-هذه مسؤولية كبيرة  لابد من داعم  لها على المستوى المادي ؟
-تؤمن  الحكومة سواء على  مستوى الولاية  أو الدولة  بأن المرأة اللاجئة المهاجرة  لها مطالب تختلف  الى حد ما عن مما يتعرض له باقي  النساء  .. فالمرأة في مجتمعنا تحتاج الى رعاية نفسية بسبب ما تعرض مجتمعها الى  حروب وقمع  إنعكس سلبيا  على صحة المرأة النفسية.،  ومركزنا   ممول من قبل وزارة  الصحة  في الولاية وبعض التمويلات الصغرى  مثل  إنشاء المشاريع الصغيرة   المتعددة  وبدعم من قبل  وزارة العائلة .
– تعاني أستراليا من الهجرة غير الشرعية .. و تحديدا الواصلين    إليها عبر  البحر بقوارب ،هل لهذه  العائلات والاشخاص رعاية من قبلكم ؟
-لسنا الجهة التي تحدّد  مشروعية الهجرة  من عدمها / وخدماتنا تشمل الجميع ، لان المركز لا  يطلب أصلا  “ فيزا “ الدخول الى أستراليا  كشرط لتقديم الخدمة .
-أبرز نشاط   للتعاون مع دول خارج أستراليا ؟
خلال  عامي  2012-2014  أصبح  المركز محل  ثقة  لأعداد  هائلة  من المخاطبات  بداخل  أستراليا وخارجها من  جمعيات وأفراد  ترغب بالتعامل معنا او طلب النصحية والاستشارة  .
-هل من  طرائف في مشوارك  المهني ؟
من أطرف ما وصلنا هو  طلب  حكومة  اليابان بأرسال  وفد من الجمعيات الأهلية والحكومات المحلية  لزيارة  مركزنا في “ فيرفيلد “  لتلقي النصح  والارشاد والمعلومة المباشرة من  مركزنا حول كيفية  التعامل  مع الثقافات المختلفة  والمرأة بشكل خاص  .. وسيكون  هذا النشاط  سنويا،  ومن أطرف الأسئلة  التي وجهت اليّ   في نهاية حوار دام ثلاث  ساعات   عندما  سؤلت  من قبل أحدى  النساء.
– ماهو مصدر  الطاقة الشخصية  لديك  وانت  تتكلمين  على مدار  3 ساعات  دون إنقطاع  والإبتسامة على وجهك  ؟
-وكان ردي  : أنا  أستمد  الطاقة حين أرى  أبتسامة  وضاء  على وجه  أحد  المستفيدين  من خدماتنا