الدكتور أمين جاد الله 

هل سألت نفسك  يومًا .. لماذا أنت متأرج المزاج والمشاعر ؟! يوماً تعيشه فى قمة السعادة والبهجة  ، وآخر تحياه مملؤاً تعاسة وكآبة . إنه السيروتونين الذى يقوم جسمك بتصنيعه ، ذاك الهرمون الذي يعمل على استقرار طباعنا وإحساس الرفاهية والسعادة. فهو الهرمون المسؤول عن مزاجك ومشاعرك. ويؤثر هذا الهرمون على جسمك بالكامل. إنه يُمكّن خلايا الدماغ وخلايا الجهاز العصبي الأخرى من التواصل مع بعضها البعض. لذا فهو يساعد في النوم الهادئ والأكل والهضم ، وتقليل الاكتئاب والقلق والحفاظ على صحة العظام ولذلك ، إذا كان الدماغ يحتوي على القليل جدًا من السيروتونين ، فقد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب. وإن كان الدماغ يحتوي على الكثير من السيروتونين ، فقد يؤدي ذلك إلى نشاط مفرط للخلايا العصبية.

وتوجد مادة السيروتونين في المعدة والأمعاء.إذ تساعد في التحكم في حركات الأمعاء ووظائفها. وعند الشعور بالغثيان ، يزداد إنتاج السيروتونين للمساعدة في إزالة الطعام السيئ أو المواد الأخرى من الجسم. كما أنه مسؤول عن تحفيز أجزاء الدماغ التي تتحكم في النوم والاستيقاظ. ويساعد في التئام الجروح. لكن .. وجود مستويات عالية جدًا من السيروتونين في العظام يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظام ، مما يجعل العظام أكثر ضعفاً.

ويمكن أن تُزيد بعض المكملات والأطعمة من مستويات السيروتونين بجسمك عن طريق حمض يعرف باسم التربتوفان. إذ يتم تصنيع السيروتونين من التربتوفان.

ولزيادة مستويات السيروتونين لديك ، يمكنك تناول الأطعمة التي تحتوي على التربتوفان. فلقد أظهرت الأبحاث أنه عند اتباع نظام غذائي منخفض التربتوفان ، تنخفض مستويات السيروتونين في الدماغ ، وبالتالى تنخفض حالت الشخص المزاجية .

ومن الأطعمة التى قد تساعد في زيادة مستويات السيروتونين : البيض خاصة صفار البيض “المح” الغنى جداً بحمض التريبتوفان . الأحماض الدهنية أوميغا -3 ، الجبن ،والسلمون، والأناناس ، المكسرات والبذور.

ولكن ليس فقط الطعام هو ما يزيد من مستوى السيروتونين بجسمك ، بل أيضا التعرض لأشعة الشمس ، زيادة مستويات النشاط و التمارين الرياضية ، لذا فإن المشي السريع أو ركوب الدراجة بانتظام سيجلب الابتسامة على وجهك. بالطبع، لا تحتاج إلى ممارسة التمرين في الهواء الطلق، ولكن إذا قمت بذلك، فسيستفيد مزاجك من أشياء أخرى مثل الاتصال بالطبيعة، وعامل أشعة الشمس. كما أن استدعاء ذكريات سعيدة من ماضيك،بجانب 30 دقيقة بسيطة من التأمل الذهني، يمكن أن يكون كافياً لرفع مستويات السيروتونين وتحسين مزاجك.

ولأن السيروتين يزيد من البهجة والسعادة ، ويقلل من حدوث الكآبة ، لذا فهو عنصر أساسى فى أدوية محاربة الاكتئاب . وإن كان الأمر كذلك ، فهل من المستحب أن نرفع من مستويات هذا الهرمون بأجسامنا .

عادة ما تسبب أدوية مضادات الاكتئاب حالة تُعرف باسم متلازمة السيروتونين ،يحدث هذا إذا كنت تتناول دواءين أو أكثر و / أو مكملات تؤثر على مستويات السيروتونين لديك، أو قمت بزيادة جرعة الدواء الذي تتناوله بالفعل، أو تناول عقاقير غير مشروعة. ومتلازمة السيروتونين هي تفاعل دوائي خطير. يحدث عندما يتراكم الكثير من السيروتونين في جسمك ، ومن أعراضه الارتباك والقلق ، تصلب وتشنج العضلات، سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها، الارتجاف والهلوسة ، اتساع حدقة العين ، عدم التجاوب بل والغيبوبة . يمكن أن تؤدي التشنجات العضلية الشديدة إلى انهيار الأنسجة العضلية. وقد يؤدي انهيار هذه الأنسجة إلى تلف شديد في الكلى. وقد يحتاج المستشفى لعلاجك إلى استخدام الأدوية التي تشل عضلاتك مؤقتًا لمنع المزيد من الضرر.

صديقى ..إن السيروتونين يساعد بالحفاظ على صحة نفسية أكثر إيجابية واعتدالا، فعندما تكون مستويات السيروتونين طبيعية في جسمك ستكون أكثر سعادة وتركيزا واستقرارا عاطفيا وأقل  قلقا.وإن انخفضت ، فهناك ، الاكتئاب و اضطرابات النوم والأرق . وإن زادت عن معدلاتها مثلما تناولنا ، فهناك الارتباك والقلق ، والتشنج والهلوسة .

إنه هرمون عجيب ، له ما له وعليه ما عليه . إنه فعلاً ساحر عجيب .