نتناول اليوم موضوع السينما اللبنانية ما لها وما عليها من التزامات ، ولنبدأ من التكور الحاصل لها وخصوصا ترشيح فيلمها الاخير قضية رقم 23 لزياد دويري للاوسكار عن فئة افضل فيلم اجنبي , وهذه خطوه تحسب للسينما اللبنانية .
من المتوقع ان يكون في صالات العرض السينمائي في منتصف ايلول هذا العام . وتدور احداث الفيلم في بيروت . وتحدث مشاحنه بين لاجئ فلسطيني وشاب لبناني وتحدث بينهم مشاحنات . وتتطور الخصومه ويرفع الاعلام من شأنها ان تؤجج الموقف… الفيلم من تاليف دويري مع جويل توما .
لو تابعنا السينما اللبنانية منذ بدايتها عام 1930 وبجهود فردية من قبل اشخاص مهتمين بالسينما وتوقفت بسبب الحرب العالمية الى بداية الخمسينات وتحديدا في عام 1952 وذلك من خلال بناء بلاتوهات للسينما وانتاج فيلمين (عذاب الضمير) و(قلبان وجسد ) . ويعد المهتمون بصناعة السينما ان السينما اللبنانية من اقدم الصناعات السينمائية بالمنطقة مع السينما المصرية . وفي عام 1957 انجزت السينما اللبنانية فيلم (الى اين ) الذي اشير له النقاد بالاعجاب وكان قد شارك في مهرجان كان السينمائي انذاك . وتوالت الافلام السينمائية اللبنانية بعد ان اسست الحكومة اللبنانية مؤسسة بعنوان (المركز الوطني للسينما ) وتعتبر بداية النهضة السينمائية في تلك الحقبة . واهتمت بيروت بصالات العرض بشكل مميز حيث كانت هناك صالات عرض بطراز حديث ومتطور وفخم حتى انه احتوى على اقسام للمدخنين واقسام يسمح بها تناول الوجبات في فترة الاستراحة وسط الفيلم وايضا تميزت العروض السينمائي السينمائية باناقة الاختيار .وشمل ذلك صالات العرض الصيفية والشتوية .تركزت معظم صالات العرض في ساحة البرج ومحيطها وحولت اكثر الاماكن القديمة الى دور عرض كسينما ميتروبول وسينما امبير وسينما روكسي وايضا تغيرت بعض اسماء السينمات مثل سينما اولمبيا الى سينما ماجيستك .وغيرها من دور العرض …
كما دمج اصحاب صالات العرض بين السينما والمسرح فتجدهم تاره يعرضون افلاما سينمائية وتارة يعرضون مسرحيات في نفس المكان . وعرضت صالات العرض السينمائية اشهر واحدث الافلام العالمية في تلك الفترة . وكان الاقبال على شباك التذاكر مشجع جدا بحيث كانت بعض صالات العرض تسلم دفتر تذاكر لروادها لكثرة الحجوزات .
وتعتبرالفترة الذهبية للسينما اللبنانية هي منذ عام 1964 الى عام 1975, حيث كانت بيروت تحتضن العديد من شركات الانتاج الفني ومكاتب الاعلانات . حتى صارت اكثر مكان يستقطب المشاهد والسائح العربي لمشاهدت الافلام هناك . وامتازت ببرامج التلفزيون المنوعة ايضا . وكانت صالات العرض تستحدث بين فترة واخرى بانواع التقنيات الحديثة بوقتها كسينما سكوب والتقنية الصوتية اضافة الى السينراما التي يرتدي مشاهديها نظارات خاصة للمشاهدة كسينما الباريزيانا ورويال وكانت بعض دور العرض تستقطب ابطال الافلام لحضور افتتاح الفيلم في صالة العرض .
من ابرز الافلام اللبنانية غادة الصحراء 1929 و وخز الضمير 1932و عيون ساحرة 1933 بياعة التفاح 1943 وفيلم كوكب اميرة الصحراء عام 1946 . ايضا يعتبر فيلم بياع الخواتم من اهم الافلام التي انتجتها السينما اللبنانية وهي من اخراج الراحل يوسف شاهين كذلك افلام مهمة لها بصمتها كبيروت يا بيروت للمخرج مارون بغدادي و طيارة من ورق لرندا الشهال الضا كراميل لنادين لبكي و ويست بيروت لزياد الدويدري .
وحفظت السينما اللبنانية اسماء مهمه وشخصيات ساهمت في بناء تاريخ السينما اللبنانية امثال نقولا قطان وجورج حداد وكانا اول من استوردا معدات حديثة للسينما ودور العرض كذلك هما اول من قام بانشاء سينما امبير وايضا الحاج ابراهيم الملا الوكيل الحصري للاعلانات و اسيا داغر وابنة اختها ماري كوين وسميت ( اسيا الصغرى ) كونها تشبه خالتها وجورج ابيض ونادرة بطلي فيلم انشودة الفؤاد وعبد المجيد مجذوب وايضا المشاهير من المطربين من ابزرهم المطربةالشهيرة فيروز والشحروره صباح وصوت لبنان الشجي وديع الصافي .
ونحن نمر في رحلة سريعة ومختصره عن تاريخ سينما عريقة كانت من اهم مراكز استقطاب النجوم العرب انذاك ننتظر ما سيقدمة الجيل الجديد وكلنا ثقة بامكانياتهم المتطورة وفي نهاية مقالنا نقول تحية لتاريخ السينما اللبنانية ومبدعيها .