وديع شامخ
الحياةُ قصيدةٌ ماكرةٌ ، تنصبُ شِباكها في سهول النفس البشرية وجبالها، ووديانها الأمّارة بالظن ، المتوجسة بالفطرة ، القائمة بالشك .في الطريقِ الى الشعر ، لا تحملُ وصايا ، لا تحمل سيفاً ، لا تركل الأسفلت بحماقة ، طهّر قدميكَ بتراب الطريق واستنشق عطرَ الحياة.
……..
الشعرُ وليمةٌ عامرة بالجمال ، لا آباء لها ولا طوابير إغاثة .
المريدون يبتكرون ِحيَلهم ويمهرون الطريق بعلامات شائكة .
غابةٌ أم طريق ؟؟
……..
العطرُ تَبتكرهُ الحكايةُ قبل الوردة ، والعسل مأجور في فداء العاملات ،
خليةُ الشِعرِ كائنةٌ في عبث الملوك .
……..
كلما أمطرُ، ترتدي السماء قفازاتها الملكية ،
وأنتِ تظهرين حاسرةَ الوجد .
الأبجدية تُرتّل قوامها في الطريق الى العشق .
……..
الشعرُ غوايةٌ بلا أجنحة
الشاعرُ صقرٌ يحلّق فوق قاموس اللغة ،
يُخرج الحيّ من الميت ، الطبيعة مارقة في الإنكشاف،
تتسلى بشكوكنا وبرية الهمة .
……..
الطرقات أنفاق وأسئلة
وحديث غير متناه لأفواه لا تكف عن الهذيان ..
الشعر قبطان ماهر يمسك ياقة الأسئلة بمقود القلق ،
يقرأ شاشة الإحتمال
ويبحر عميقاً في غابة الشك .
……..
السواحلُ حاذقة بالعابرين.
رملٌ لطريق البحر ،
إسفلت لحانة مواربة،
عريّ على شفة الماء
أجساد ونوايا ..
البحرُ ساحرُ الموج ، الشمس غانية في مدارها .
……..
أفق أحمرُ
على حماقةِ شاعر يتصابى
كيف سيكون لون البحر على قلق العابرين ؟
ثمة هدير يهذي أسئلة ..
َمنْ ينتصتُ للشعر ؟
َمنْ يضعُ للعطر قامة ؟
العابرون أكثر من اليقين
والبحر أنشودة العطر ..
عطرٌ كنشوة الشعر في زغبِ شاعر
طريق في جناح طائر،
طُعم في سواحل لا نهاية لشراهتها ..
……..
الشعرُ موقدٌ .. يتسلل العاشقون على تناول الحكاية خمرا
ويذهب الصدى كمخبر سري لا رحيق له ..
الشاعر قبطان الرؤيا
وماكر النهايات. .