بيروت – هناء حاج

عشر سنوات مضت على آخر إطلالة سينمائية للفنان القدير دريد لحام في فيلم «سيلينا» بطولة ميريام فارس وباسم خياط ومن إخراج حاتم علي. ويعود لحام إليها عبر خط «دمشق- حلب» ليحمل قضية إنسانية من خلال شخصية فنية جديدة. لم يكن دريد لحام يوماً من خلال الأدوار الدرامية التي يقدمها إلا وتكون ذات مفهوم لينطلق منه الى آفاق هادفة، في كل الأصعدة.

أطلق فيلم «دمشق- حلب» في صالات السينما في بيروت بحضور فني واجتماعي وإعلامي حاشد، وبحضور نجوم المسلسل وفريق عمله الذي أولى الإعلام وكل الحضور الاهتمام والتصريح.

الفيلم من إنتاج «المؤسسة العامة للسينما» وتأليف تليد الخطيب وإخراج باسل الخطيب، بطولة دريد لحّام وسلمى المصري وعبد المنعم العمايري، وصباح الجزائري التي عادت للعمل مع دريد لحام بعد قرابة 39 سنة، وشكران مرتجى وكندة حنا وناظلي الرواس وغيرهم.

ويذكر فيلم «دمشق- حلب» الذي شارك في فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي، فاز بجائزة الأفلام العربية الطويلة التي تحمل اسم النجم المصري الراحل، نور الشريف. وقدم حينها الفنان دريد لحام الجائزة باسمه الى بلده سورية قائلاً «شكرا لزملائي، طاقم عمل فيلم (دمشق- حلب) وعرابهم المخرج المتميز باسل الخطيب، الذين لولا محبتهم وإخلاصهم ما نلت هذه الجائزة»، وأهدي باسمكم هذه الجائزة لأمنا الصابرة الصامدة، سوريا».

ويتحدث فيلم «دمشق- حلب» عن القضايا الإنسانية من خلال إعلامي قدير يدعى عيسى عبدالله (دريد لحام) يعيش حالة انعزال عما يحصل في الحرب، بعد تقاعده وفقدانه لزملاء وأصدقاء في الحرب، لتقدم الأحداث التي تحصل مقاربة الواقع والمعاناة التي يعيشها الشعب السوري.

وتبدأ أحداث الحكاية حين تقع ابنة الإعلامي دينا (كندة حنّا) تحت الحصار في حلب، فيقرّر زيارتها بعد إزالة هذا الحصار، فيستقل الباص متوجهاً إليها، ويصادف شخصيات مختلفة من المجتمع السوري، ودارت بينهم نقاشات تعكس واقع الحال الذي يعيشه السوريون هذه الأيام.

يقارب الفيلم ترددات الأزمة السورية من دون الدخول بتفاصيلها، يبني المخرج من هذه الأزمة جسر عبور بين ذكريات عيسى واستشراف مرحلة ما بعد الحرب. علماً أنه لا يخلو من الرسائل السياسية، خصوصاً فيما يخص المفقودين والمهجرين، ومن لا يتخلون عن منازلهم على رغم الدمار، أو من يبحثون عن العودة الى قراهم وبيوتهم.

دريد لحام للنجوم

وعلى هامش العرض تحدث الفنان القدير دريد لحام الى «النجوم» حيث وصف رحلة «عيسى» بالصعبة، لكن ركاب الباص جمعهم الخير والمشاعر الإنسانية والتعاون والمساندة كونهم جميعاً في مأزق واحد ويريدون جميعاً الوصول إلى برّ الأمان، كونهم شعروا خلال رحلتهم في الباص وكل ما واجهوه أنهم وصلوا الى حلب كعائلة واحدة وأبناء بيئة ومجتمع واحد».

وعما جذبه لقبوله هذا الدور قال لحام إنه كان يرغب منذ فترة كبيرة في تقديم عمل إنساني يتناول المشكلات السورية الإنسانية، التي تمس طبقات ونماذج عمرية واجتماعية مختلفة.

وأكد لحام أنه سعد بالفيلم وبكل من شاركه في الفيلم لأن الشخصيات كانت مناسبة للأدوار، فأدى كل ممثل دوره على أكمل وجه، وأبدى سعادته بالوجوه الشابة والجديدة التي كانت على قدر الموهبة لتوصل فكرة الفيلم وهدفه الى الغاية المرجوة.

وأكد دريد أن من أحلامه الكبيرة تقديم فيلم يتناول المجتمع السوري بكل أزماته ومشكلاته الاجتماعية سواء كانت إنسانية أو مرضية، فيلم «دمشق- حلب» حقق واحداً من أحلامه الكبيرة.

وعن بعض التلميحات السياسية أو انتقاد بعض السياسات أكد لحام أنه حين يطالب المواطن بالديموقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية، هذه ليست مطالب سياسية أو حزبية محدودة، بل هي عناصر مواطنة، وبالتالي أعماله عامة التي انتقدت أخطاء السلطة أو أخطاء ممارسة بعض التفاصيل هي أعمال وطنية وليست سياسية إطلاقاً.

وأكد دريد لحام سعادته بإطلاق الفيلم في لبنان الصغير بمساحته الكبير بإرادته.

وعن مسؤوليته في إدارة الممثلين المواجهين له في الفيلم، أكد دريد لحام أن المخرج باسل الخطيب هو من يتصرف في إدارة الممثلين الذين اختارهم من أصحاب المواهب خصوصاً أنهم كلهم خريجين معهد الفنون صقلوا موهبتهم بالدراسة.

وعن رأيه بالمخرج باسل الخطيب قال إنه يصرخ بصمت، كونه لا يحتاج ليرفع صوته لأن الممثلين يعرفون دورهم، ودربهم على أدوارهم فعرفوا كيف يؤدونها.

وعن وجود الممثلة صباح الجزائري الذي لم يلتقِ بها فنياً لأكثر من 39 سنة، قال إن المخرج من رشحها وحين استشارني قلت لها أنها مكسب للعمل، وكان لها الدور.

وعن الدور الذي يحب أن يقدمه بعد «دمشق- حلب» قال دريد لحام: «أحلم تقديم شخصية مهاجر عربي، خصوصاً أني أتألم حين أراها شخصاً مهاجراً من بلد أجنبي، يترك عائلته ليعمل في بلد آخر ليؤمن لهم قوتهم وحياتهم».