بيروت- هناء حاج

لمع نجم الممثلة اللبنانية فرح بيطار في أعمال درامية عديدة، وتمكنت من لفت الأنظار إليها على رغم الأدوار التي قدمتها في برنامج الكوميدي «إربت تنحل»، لكن حين نادتها الأعمال الدرامية كانت لها حسن الممثلة، فهي تملك من التقنية التمثيلية الكثير، فتنوعت أدوارها بين الرقة والعمق، حتى البساطة بمفهوم الطيبة تمكنت من إعطاء الدور حقه. وبرزت في أحدث أعمالها الدرامية في مسلسل «غربة» حيث نالت لأول مرة دور البطولة، وبرعت بشخصية «حلا» الفتاة المتمردة.

درست فرح بيطار الإخراج والتمثيل في الجامعة الأميركية اللبنانية، وانطلقت كمخرج مساعد في فيلم سينمائي بعنوان «أنا مش شهيد» للمخرج سماح القاضي من بطولة رودريغ سليمان، شارك في مهرجانات عدة كما عملت في أكثر من فيديو كليب. ولكن التمثيل جذبها خصوصاً، فدخلت التلفزيون من باب الكوميديا، لكنها فضلت التنويع في الدراما. وخاضت تجارب سينمائية قليلة، لأنها تنتظر العمل الذي سيضعها في مكان مهم في السينما كما حدث معها في الدراما حيث شهدت التحول خلال الموسم الماضي.

وعن هذا التحوّل تحدثت الممثلة فرح بيطار الى «النجوم» لتقف عند بعض المحطات التمثيلية، وقالت: «فعلياً بدياتي كانت بالكوميديا، أنا درست التمثيل والإخراج في الجامعة الأميركية اللبنانية LAU، وبدأت التمثيل في «إربت تنحل» في العام 2012، وتركت البرنامج بعد ثلاث سنوات، لأني للأسف وجدت أنهم يضعون الممثل في زاوية معينة، (عن قصد أو غير قصد)، وحين وجدت نفسي أُطلب للأدوار الكوميدية فقط لم أجد حلاً إلا أن أترك الكوميديا، وفعلاً هذا ما حصل، وبدأت أقدم الدراما».

وعما تحتاجه الدراما اللبنانية لتبقى في دائرة المنافسة، أوضحت: «برأيي الدراما كعمل سواء أكانت عربية او غيرها تحتاج الى عناصر مهمة، أولاً القصة المثيرة، وحوار يشبه الحياة اليومية للبلد الذي يحكي عنه، واختيار الشخصيات «كاستينغ» الذي يكون في محله، والإخراج والاضاءة وكل ما يساعد لتصل الرسالة بطريقة مرئية، خصوصاً أنني أرى أن الدراما اللبنانية قد ينقصها بعض العمل في نقل واقعنا بطريقة حقيقية أكثر، ونستعمل المفردات التي نتكلم بها في الحياة، ونظهر في المنازل التي نعيش فيها في الحياة، وتفرحنا كلبنانيين».

وأبدت فرح رأيها الصريح في احتكار بعض شركات الانتاج لبعض الوجوه، ومنهم من حقق نجومية: للأسف، صار لكل شركات الإنتاج فريق عمل من الممثلين والممثلات لا يعملون إلا معهم، مع أني لست مع هذا الاحتكار ولكن بكل أسف هذا ما يسير في السوق. وأنا متأكدة أن هذه الطريقة تؤمن النجومية للممثل الذي وقع عدة عقود لمسلسلات وسنوات عديدة، حتى لو لم يعرف المضمون لكنه يعرف أنه سيصور أعمالاً في شكل مستمر».

وعن التمرّد الذي شهدته شخصية «حلا» في مسلسل «غربة»، وعن صعوبة اندماجها بالدور، قالت فرح: «تشبهني «حلا» في مكان ولا تشبهني في أماكن، من ناحية التمرّد فهي تشبهني كثيراً لأني أحياناً أجد نفسي وعن غير قصد أرفض بعض الأفكار والتقاليد التي لا أقتنع بها منطقياً، أجد نفسي الوحيدة التي أناقش بالفكرة وأحرص على ألا يمر الموضوع مرور الكرام، في هذا الجانب تشبهني حلا.

أنا شخصياً أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة ولا أقصد المساواة الجسدية بل المساواة بالطموح وتحقيق الأحلام، أي بالإنسانية، وبكل أسف نحن في مجتمع نعتقد أنفسنا أننا وصلنا الى المساواة ولكننا لا نزال بعيدين عن الموضوع، لأننا تربينا وزرعت في جناتنا ذكورية المجتمع، نحن أنفسنا كإناث وعن غير قصد نجرب أن ندافع عن حقوقنا ونتمسك بالحق الموجود عندنا ونطلب أكثر لنصل الى المساواة.

أما الصعوبة التي وجدتها بشخصية حلا هي مسامحتها عدة مرات خصوصاً المشكلات التي حصلت بينها وبين مروان وتسامح كل مرة، ولكن في النهاية قالت كفى خلص، حتى حين كنت أصور كنت أقول للمخرجة لليليان بستاني «خلص ألن تتعلم وتفهم؟» حين كنت أقرأ النص كنت أسأل «ماذا سيقول عنها، إنها فتاة بلهاء» في هذا لا تشبهني حلا… أنا أسامح ولكن لدي حدود».

وعما إذا وضعها (غربة) على سلم النجومية المطلقة، قالت: «نلت في «غربة» البطولة المطلقة الى جانب وسام حنا وكارلوس عازار، بطبيعة الحال صار عندي أولوية أن تقدم لي أدوار المطلقة، ولكن هذا لا يعني إذا أعجبتني قصة معينة أو دور معين على بالي تقديمه حتى لو كان ثانوياً لن أرفضه لأني لعبت دور بطولة، ويبقى توجهي الأول الى البطولة أكيد».

بعدما حققت انتشاراً ربما ستعود فرح بيطار بأدوار أقوى أم تقبل بأدوار ثانوية، أوضحت قائلة: «يهمني أن يكون الدور الذي ألعبه مؤثراً في مساري المهني ويؤثر على القصة، فإذا كان دوراً ليس له معنى لن أقبل به أبداً، هذا مبدئي من زمان كنت أرفض أدواراً لم أشعر أنها تقدم لي شيئاً، فكيف الحال الآن بعدما صرت بمسار مهني أكبر، وصرت أفكر بعمق أكبر قبل أن أقبل وأرفض.

أكيد هناك وقت معين يحق لي انتظاره ليأتي دور أوافق على لعبه. والى ذلك الحين إذا عرض عليّ جور ثانوي يناسب ما أفكر به سأقبل».

أما عن جديدها الذي تحضره في ظل الاوضاع الراهنة، قالت: لم احدد أعمالي المستقبلية نهائياً، فانا في مرحلة القراءات لنصين، واحد عن مرحلة قديمة -وكأن اسمي بات مربوطاً بأعمال قديمة-بالإضافة الى عمل عن مرحلة عصرية.

وأنا انتظر أن يصير العملان على الورق وأي شركة انتاج ستنتجه ليتحدد البدء بالعمل، لذا قراري بانتظار انجاز التفاصيل».