لا أعرف نجما سطع بتكرارية ورتابة ، ولا أرى شمسا سطعت على سماءٍ خالية ٍ منَ الحُلم ، النجوم ترتبط بداهة بالسماء ،
كما ترتبط شرطيا بأن نرفع رؤوسنا وعيوننا للنظر إليها والإعجاب بها .. النجوم مرعى أحلامنا وبهاء سعادتنا ، نحن نطير إليها هربا من واقع الكرة الأرضية الملتهب ، طمعا في قمة لا ينازعنا عليها الآخرون ..
ميزة النجم وجوده النوعي في زمن التراكمات الرتيبة .. مهمة النجم إقصاء الصدأ المتراكم على الحناجر والذائقة .
هناك نجوم ، وهنا جمهور .. في مجلتنا “نجوم “ لا نريد نجوما نرنو إليهم كأصنام للعبادة ، ولا نريد أن نتحرر من سحرهم أيضا ..
ولا نرفع مباخر لأحد دون آخر .. لدينا عقد إنساني عنوانه المحبة مع نجومنا .. دعوة وإستجابة ، قبول ووفاء.. فعندما نكون وراء هذا الكائن نحمله على أكتافنا أو يحملنا في أحلامه وإبداعه .. فيصبح من الظلم جدا أن نتبادل الأدوار بجحود واضح .. واحد ينكر الماضي وآخر يطلب المستقبل .. َعقدُنا مع النجوم أن نكون لهم سماءً وشمسا ويكونوا لنا أرضا وفرحا وأملا..
من هذا الفهم العميق لطبيعة العلاقة بين النجوم والمجتمع يبدأ سحر العلاقة ونموذجها الرائع بين نجوم حفروا بذاكرتنا وحاضرنا ذكريات لا تنسى ومواقف لا تتكرر ، حيث كان النجم ملكا عاما لمجتمعه ، كما كانت أم كلثوم أحد مصادر الدخل الوطني المصري ، فيروز رمزنا لصباحات الشرق ، و صباح شحرورة لبنان، ووديع الصافي ومارسيل خليفة أيقونات وطنية، كما صباح فخري والقدود الحلبية رائحة الشام، ومحمد القبانجي وناظم الغزالي وسعدون جابر وكاظم الساهر سفراء العراق، وكذلك بقية النجوم في كلّ حقول الإبداع الفني والثقافي.
النجم الذي نروج له هو الكائن الذي يمتلك روحا غير ناضبة للعطاء الفني والإنساني معا .. لا نحبذ للنجوم أن يكونوا مصدرا لتسويق الخيبة والإحباط وثقافة اليأس في نفوس الشباب خاصة .. لأن النجم له أن يكون سفيرا روحيا لمعجبيه.
إن شيوع ظاهرة النجم السلبي يؤدي الى شيوع ذائقة هابطة فنيا ، ونشوء جيش من المتلقين الببغاويين ، وهذا بدوره يؤدي
الى إنحطاط الذوق العام وتغييب صورة “ النجم “ المشرق في سماء الواقع والحلم وإبداله بظاهرة “ النجم المعاق فنيا وأخلاقيا ..
“النجوم” ليست للنجوم فقط ، إنما هي جسر للعبور الى حلم النجومية في حقول الحياة
سوف نكون خلية عمل ، مؤسسة سداسية لإنتاج العسل والجمال والحب ..
ليس من باب الواجب المهني فقط ، بل لأننا عاملون على إنجاز رسالتنا في شتى الحقول وفقا لما تقتصيه رؤيتنا للمهمة الإنسانية والأخلاقية التي نحملها تجاة كل ّ القرّاء وأبناء المجتمع الناطقين باللغة العربية والانجليزية معا .
النجوم “ مجلة “ حاضنة للصوت والصدى ، للواقع والحلم ، ذراع ممدودة لكلِّ الأصوات والطاقات والمواهب في حقلي الفن والحياة لأبناء الجاليات العربية في أستراليا ، كما أن مجلتنا رؤيا لا تكف عن الإنبعاث في يد وفكر كل منْ يريد الإنتماء إليها ، لكلّ نجاح نحن له جسرا ولكل أمل نحن له حقلا ..
“النجوم” فكرة إحتهاد ومثابرة وليس مهادنة ..” النجوم “ فكرة مغامرة وليس إستكانة .. مطبوع يسعى الى قلوب الجميع نساء ورجالا شبابا وشيوخا .. نسعى الى الجديد دائما ، ونرحب بقلب وفكر مفتوحين بكلّ رأي آخر لاننا نؤمن أن الاختلاف يؤدي الى الكشف بعيون متعددة ..
ست عشرة سنة من عمر “ نجوم “ المديد ، لابد لنا اليوم كهيئة تحرير جديدة أن نرفع قبعاتنا لجهود زملائنا الذين تناوبوا على إصدار المجلة وأوصلوها الى سن الرشد ، سنعدّ جمهورنا الحبيب أن نكون ل” النجوم “ أبناء وأحفاد مخلصين للسمو بها والإرتقاء بهذا المطبوع الأعلامي الحضاري ، من خلال تواصل بث رسالة فنية وثقافية وإنسانية بروح مهنية خالصة وبحب لا ينتهي ..
رهاننا الكبير على التفاعل العضوي في جسد المجلة أولا ومن ثم التفاعل مع صوت القاريء الكريم وصداه .
أخيراً لنا أن نضع قبلة على جبين مؤسسة الشرق الأوسط الإعلامية لانها تنزع الى التجديد دائما