السؤال التقليدي والساخر والذي يقول « كم من مغفل في تاريخ البشرية سقطت عليه وامامة تفاحة من شجرة ولم يأبه بهذا الحدث؟»
ولمَ اهتم السيد نيوتن بهذه القوة الجاذبة للسقوط بدلا من نقيضها الطيران للكائنات والاشياء في كوكبنا الأرضي؟
الجاذبية التي تعني السقوط وفقا لقوانين الفيزياء والميكانيكيا وليس على مقاس الموضة بازيائها ولحومها وشحومها ومقاساتها التي تتسمر على الارض او تطير في الآفاق ، سيكون اللهاث أعلى من رغبة نيوتن أو دور الازياء والافكار الخفية التي تنتج في اقبية صناع البالونات الطائرة .
< < <

نيوتن سيد في حقله ومن كشوفات مختبره ولد قانون الجاذبية أو ُشرع لانه موجود اصلا وسابق على وجودنا بآلاف السنوات ، ولكن العالم يغرف من الطبيعة معطياتها ليكتشف قوانينها لا ليخلقها ، واجمل ما في الابداع هو القدرة على الاكتشاف الدائم ولزوم الدهشة وعدم المكابرة على الاحتفاظ بأي أثر مقدس ..
العلم مغامرة ابداعية في جسد الكون وقوانينه واعرافه وتاريخه واديانه وتراثه وجمالياته ، ولكنه يتوافر على قدر من الجرأة التي تركب القناعات المسبقة سواء اكانت مع او ضد ، لان الكشوفات العلمية لا محل لها من رغبة شخصية إلا بوجود قانون ناسف او معدل لها ..
< < <
النية العلمية خالية من سوء الظن وهي تجريبية وهذا سر خلودها كما في القوانين التي تضبط حركة الكون وعلاقة الكواكب والاجرام في هذا النظام العظيم والمذهل حتى ان العالم الكبير اينشتاين قال عنه بجرأة وشك معا « الله لا يلعب النرد مع هذا الكون «
فاذا ما كان العالم جليلا في مختبره والمبدع منتشيا في حقله ، والطبيعة سخية في امداد الجميع بحليب ضروعها وعبق جمالها وسر غموضها معا ، فلم البحث عن الحيازة ؟؟
ولِمَ تعطيل طاقة الانسان في لذة الكشف لاسرار الكائن في التحليق خارج المدارات عبر جمالياته الواقعية .
< < <
عندما انتصب الانسان على كوكبنا الارضي ، رافقته فرضيات ونظريات لاحصر لها ، فمنهم من ذهب الى رجوعنا الى اصول حيوانية – وحاشا السيد دارون ان قالها حتى في اصل الانواع كتابه الاشهر – ومنهم من فلسف ونظر وصال وجال ولكننا الان ننسى اصولنا مهما كانت وننظر الى سر الجاذبية في خلقنا ، وسر اختلافنا في فهم الاشياء ..!
السؤال لم تجتمع خبرة الانسان بعد الانتصاب الى التفكير بسر السماء ووجود الله والخوف من الطبيعة وابتكار عبادات لا تحصى سيكون وعاءها النهائي هو نزوع الانسان المنتصب للتفكير بهذه الاسئلة .
< < <
الجاذبية قانون واحد وله عدة معان ٍ فيزيقية وروحية معا ، تنافر وقبول ، وحدة وانفلاق ، طيران وهبوط ، ثنائيات لا يربطها منشأ واحد ، ومراكز تسعى الى تثبيت قحطها الدلالي ، وفقرها الجمالي ، لكي تصل الى الاحادية الذهبية في اطلاق العقل بوصفه قنّ مربوط في نير ، وحمار ساقية لفكرة مقدسة لا تبيح السقوط عنها ولا الطيران باغلالها .
< < <
في حياتنا الواقعية سنرى ظلالا شاسعة لنماذج من اللهاث وراء التقّوس والتحدب والتقعر ، خدمة للمرايا ، مرايا معدة سلفا من تاريخنا الأملس .. لمحو منشورنا الذاتي وفانوسنا السحري الخاص ، دعوة لمحق اختلافنا في جاذبية عطر او سيقان ملساء بفعل ذكوري ينداح برؤية الجمال الأملس انثويا والمشعر ذكوريا ، رغم ان هذا المنطق لا يتفاعل مع الاملس الفاعل والمشعر العاطل بذات الوقت. ان نكون ايجابيين في ممارسة الجاذبية بأفقها الجمالي وطائعين حتى الموت افقها العلمي ، لان العقل البشري وحده اثبت نكوصنا في الطيران ولم يقص اجنحتنا في الخيال ، الجاذبية الانسانية ماضية للدهشة في فك الشفرات العالقة امام الانسان في انتصابه الحر ..