جسر الفنون أو ممر الفنون هو جسر يعبر نهر السين في وسط باريس، يربط بين رصيف مالاكي وكونتي على مستوى معهد الفنون، في المنطقة السادسة، في أرصفة فرونسوا ميتيران واللوفر على مستوى الساحة المربعة «la cour carrée» في قصر اللوفر والذي كان يسمى قصر الفنون « palais des Arts « في عهد الإمبراطورية الأولى في المنطقة الأولى. سجل جسر الفنون تراث وطني في 15 مارس 1975 الموقع يربطة محطة ميترو لوفر – ريفولي
لا تبخل عاصمة الأنوار ومقصد العشاق «باريس»، بسرديات قصصها وإبداعاتها في فنون الحب وأحواله ومذاهبه.. هكذا هي منذ القديم. لكن الأرق والأجمل، أن مفردات حكاياتها تلك تلونت وتعددت بين برج إيفل وضفاف نهر السين، على جسر الفنون، كوجهة رومانسية يفد إليها العشاق، من كل مكان، ليحفظوا عنده، ذاكرة حبهم، فيشهدونه على عهود خلوده، عبر دمغة قوامها قفل من حديد، يعلق، مغلقاً، على «جسر العشاق».
وبذا غدا للحكاية غاية وملمح جديدان، تختصرهما حبكة مقتضبة.. مفادها: .. في باريس..جسر يشهد مع كل قفل، يغلق وترمى مفاتيحه في نهر السين: «حلم عاشقين في حب أبدي».

معلم تاريخي

«بونت دي زار» أو جسر الفنون، إنه جسر خاص بالمشاة في العاصمة الفرنسية، يقطع نهر السين في الدائرتين الباريسيتين، الأولى والسادسة. ويقيم على يمينه، معهد فرنسا، بأكاديمياته الخمس. بينما يشمخ على يساره، بكل هدوء ورزانة، متحف اللوفر، بروائعه الفنية ومقدساته الأثرية التي تسرد قصص حضارات بشرية مهمة، تعود الى قرون عديدة مضت. وطالما بقي «بونت دي زار»، وحتى العام 2008، أحد جسور باريس الجميلة.
ومن معالمها التاريخية البارزة: ( مصنف منذ مارس 1975). إذ بني وجدد على مراحل كثيرة، كان آخرها في سنوات الثمانينات من القرن الماضي (في الفترة ما بين 1981 و1984)، وذلك من قبل المهندس المعماري لويس آراتش. ومن ثم دشنه الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، الذي كان، وقتها، رئيس بلدية باريس.
إلا أن تلك الحال، أو بالأحرى، ذاك التصنيف والاعتبار في النظرة إلى جسر الفنون، لم تدم كعهدها السابق. فمنذ أربع سنوات، لم يعد ليكتفي بحدود العاصمة باريس، إذ طارت شهرته إلى أنحاء العالم كافة، ليلحق بركب أهم الجسور في العالم، ذلك بفضل تحوله منذ سنة 2008، جسرا للمحبين والعشاق، الذين يفدون إليه، من كل صوب، ليضعوا على سياجه البرونزي، أقفالا من حديد. فيسطروا خلالها، مع كل قفل يغلق وترمى مفاتيحه في مياه نهر السين «المخضرة» التي تجري أسفله، كتابا عذبا عن حلم قلبين عشيقين في حب أبدي.
حادثة وغموض
لا أحد يعرف أصل تلك الظاهرة في باريس، ولا من كان وراءها. لكن بريق القوافل الملونة والمخطوط عليها حروف العشاق الأولى، أو تاريخ ومكان لقائهم، بلغات عدة، صار يمهر ويعنون سمعة وقصص الجسر، في الداخل والخارج. ولم تخف بلدية باريس، في العام 2010، رغبتها نزع الأقفال من الجسر، بغرض «حماية التراث». لكن، فجأة، وفي ظروف غامضة، اختفى نحو 2000 قفل من مجموع تلك الأقفال. ولم يعرف أحد، ولا حتى أجهزة الأمن، من وراء تلك العملية، أو من منفذها.
وتحدثت بعض وسائل الإعلام الفرنسية حينها، عن فنان تشكيلي أراد أن يصنع مجسما فنيا من قوافل الحب، بينما أشار آخرون إلى مجموعة من الغجر سرقت القوافل لإعادة بيعها إلى تجار الخردة. كما اتهم عديدون، السلطات، بالوقوف وراء العملية.
زائرون
تيسا وميخائيل عاشقان مولهان، جاءا من نيوزيلندا إلى باريس. وتلك هي المرة الأولى التي يزوران فيها العاصمة الفرنسية. ويوضح الثنائي العاشق، في حديثه إلى «البيان»، أن عمر حبهما ثلاث سنوات، ذلك بعد أن كانت قدحت شرارته إثر التقائهما، صدفة، ذات يوم، في صالة سينما في العاصمة ويلينغتون.
ويبينا انهما، ولقرارهما الزواج، بعد شهرين من وقت لقائنا بهما، «أهديا» أنفسهما هذه الرحلة الرومانسية في باريس، التي كان ختامها مسكا، ذاك مع محطة يقولان إنها كانت «ملزمة» بالنسبة إليهما: جسر الفنون، حيث قدما يبحثان فيه، كما يلفتان، عن «بركة لحبهما قبل الزواج»، إذ تتردد حوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت، قصص تظهره، حسب زعمهما، انه مكان مقدس تنبعث منه روح قوية، تزيد من حب كل شخصين يجيئان إليه ويضعان قفلا على سياجه، ثم يرميان مفاتيحه في مياه النهر».
كما قدم ويندي وجون، من لندن، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والتمتع بأجواء باريسية ساحرة في هذا الوقت من السنة. كما خططا لهذه الزيارة، طبقا لقولهما، بغرض العودة، أيضا، إلى جسر الفنون الذي كانا قد زاراه قبل نحو عامين، ذلك ليتحققا من أن القفل الذي وضعاه خلال زيارتهما تلك، لا يزال هنا. وكذا ليرياه لابنهما ذي العامين. لكن فرحتهما ولهفة سرورهما، لم يكتملا أو يتحققا حتى، فقفلهما لم يعد موجودا، وربما اختفى مع آلاف الأقفال.
انزعاج
لم تخف بلدية باريس، في العام 2010، رغبتها نزع الأقفال من الجسر، بغرض «حماية التراث». لكن، فجأة، وفي ظروف غامضة، اختفى نحو 2000 قفل من مجموع تلك الأقفال. ولم يعرف أحد، ولا حتى أجهزة الأمن، من وراء تلك العملية، أو من منفذها. وتحدثت بعض وسائل الإعلام الفرنسية حينها، عن فنان تشكيلي أراد أن يصنع مجسما فنيا من أقفال الحب، بينما أشار آخرون إلى مجموعة من الغجر سرقت الأقفال لإعادة بيعها إلى تجار الخردة. كما اتهم عديدون، السلطات، بالوقوف وراء العملية.