الذي يتحرش بكِ في الخفاء يدعو الجميع لأكل لحمك في العلن!
لا بأس ان تتحلي بشئ من الوقاحة؛ الأوغاد لايليق بهم النقاء
هدى الدّغاري
غضبت اول مرة لكني بعد ذلك قلت ياهدى كيف تتجرئين في كتابة النصوص النثرية والشعرية وفي أول معركة تغضبين!
فلتكوني حازمة وتجربي التنظير على أرض الواقع!
انا اكتشفت نفسي فعلا؛بعيدا عن التنظير والكتابة من خارج الموقف،ان تكون قويا داخل النص، جميل؛ لكن ان تكون قويا ايضا خارجه في التعاطي مع الاستفزازات العنصرية الذكورية فلذلك وقع خاص.
ان تتحدث عن القدرة على تجاوز الموروث نظريا اوكي، لكن ان تتجاوزه فعلا ولا تهادن ولا يكتم نفسك في الواقع وتتصرف بخفة المتحررة من ذاك الثقل بهدوء ودون السقوط في لعب دور الضحية واثارة عاطفة الناس هذه ايضا قوة وشهادة على تماهينا ومصالحتنا مع ما نقول.
ان لا نقع تحت طائلة الاستفزاز وان لا نرتبك عندما يحب احدهم ان يحاكمك امام شرطي الاخلاق. ان يجعل من شعرك دليل ادانة لتفسخك الاخلاقي ويقيم لك المشانق!
فيلجم حتى قراءك من الرد او حتى الوقوف معك.
كنت تحصد مئات اللايكات بذاك النص الذي يحاكمونك به فتجبن الاغلبية المصفقة، دليل واضح على تغلغل التقييم الاخلاقوى للابداع.
عقلية.. الاستسلام والمشي بجنب الحيطة المتعارف عليها حتى لا تهاجم تجد نفسك في كل هذه الزلزلة او المحك الواقعي امام سلطة التخلف ونظرة العهر للمراة الكاتبة امام اتجاهين اما ان تصمت وتهادن وتعيد ترتيب امورك.
كأن ترفع كارت حظر النشر لنصوصك المنفلتة وتتركها حيز عالمك الخاص او تذهب بعيدا في التحدي وضرب الكتف بالحزام!فتكون انت أنت داخل النص وخارجه!
جرئ بما يكفى لصدقية مع الذات. لابطل على الورق! كذاك الشاعر الذي يتحرش بك في الخفاء ثم يدعو الجميع لاكل لحمك في العلن ،شاعر وامثاله كثر يزينون انفسهم بحفظهم لمقولات باث وكويلو وووو ثم يقول لك قال صاحب الفصوص المكية… وتجده هو نفسه يسخن على جسد شاعرة بصورة شعرية استفزته فاستمنى على صاحبة النص! وان لطمته وعاملته كفرخ صوص استدعى لها التاريخ والموروث وبدأت المحاكمة!
الرجعية في التعاطي مع المراة ليست منطق المحافظين والمتدينين، هذا معلوم، انما هو سكين مسموم بيد هؤلاء الانتهازيين الذين يقتاتون من كل اناء ، يصطفون كدعاة للتحرر ويقفون في سوق النخاسة لبيع الاجساد اذا ما منحت لهم هذه الحرية نهش اللحوم!
كيف يمكن لك ان تواجهي هذا الواقع وماهو موقعك في حلبة المعركة؟
كيف تقفي ثابتة بصدر عار امام سكاكين سفلة شبه المثقفين أوغاد الكتابة؟ هؤلاء المعربدون اخر الليل بزجاجتي نبيذ رخيص وتبدأ حفلتهم ببطولاتهم الزائفة؟
جرأتك في كتابة نص غير جرأتك في مواجهتهم على ارض الواقع عليك ان تتحلي بنفس القدرة ونفس الشجاعة في المواجهة.
الجرأة في الكتابة تسبقها راحة وغياب مستفز واقعي يستثيرك سوى بياض الورقة واستحضار الافكار، اما جرأتك في ادارة معركة لم تصنعيها انت بل زجك فيها أحدهم وفرض عليك مواجهته. هنا المحك وهنا التجربة.
لا بأس ان تتحلي بشئ من الوقاحة؛ الاوغاد لايليق بهم النقاء فقط ان تكون لك القدرة على وضعهم في ركن وأن تنهالي عليه بتقشير جلدته الناعمة وتقليع اسنانه البينة من فرط ضحكة سنا سنا وانت تكشفينه امام جمهور المصفقين الذين يتبعونه. خطوة لازمة لتحويل هذا الغيلم المنتفخ الى صرصار!
حذاري ان تخجلي في انتقاء أسلحتك وأن تهادني بمنطق الطيبة أحسن أو أصمتي ستمر العاصفة وكوني سلحفاة: اخفي رأسك كلما مر فوقك غريب او يد عابثة لا تهاجمي ولكن لتكن دفاعاتك قوية، انتظري مرور العاصفة ولكماتها تحت الحزام ثم سددي له الضربة القاضية بكشفك عن عقده وتناقضاته المقيتة.