الأفلام التي تتحدث عن السيد المسيح
محمود الغيطاني
ناقد سينمائي – القاهرة
بالنسبة للأفلام التي تحدثت عن السيد المسيح فهي كثيرة جدا، وربما يعود اهتمام السينما الكبير بحياة المسيح إلى أهميته وقدره في التاريخ الإنساني، ليس كرسول جاء برسالة سماوية فقط، ولكن بسبب ما لاقاه من معاناة كبيرة في حياته واضهاد من قبل اليهود حتى وفاته الدموية، هذا فضلا عن كونه ابن العذراء التي أنجبته من دون أب، كل هذا التاريخ المهم في حياة المسيح والذي يدعو الكثيرين للتأمل جعل صناع السينما يهتمون به أيما اهتمام لأن مثل هذه الحياة التي عاشها والتي انتهت بنهايته الدموية ليخلص العالم كانت محركا دائما لخيال الفنانين الذين أرادوا جميعهم أن يدلوا بدلوهم وخيالهم البصري والفني في مثل هذه القضية، ورغم أن الكثيرين يعترضون، سواء من الجانب المسيحي، أو حتى الجانب الإسلامي، على تصوير حياة المسيح في السينما إلا أن الأمر من الأهمية بمكان مما يجعلنا غير مهتمين باعتراضاتهم؛ فحياة المسيح هي نبع لا ينتهي من الفن، وبالتالي يتم اللجوء إليها دائما في مجال السينما منذ بداياتها حتى اليوم، ولعلنا لا يمكن نسيان فيلم
«The Life and Passion Of Jesus Christحياة وآلام يسوع المسيح 1902م، الذي يكاد يكون أول الأفلام السينمائية، التي اهتمت بحياة المسيح في أول الأفلام السينمائية التي تناولت حياته، ومن ثم تم فتح الباب أمام العديد من السينمائيين لتتتالى الكثير جدا من الأفلام التي ترى في حياته منبعا خصبا للكثير من الأفلام التي تتالت عبر تاريخ السينما العالمية، ومنها
The King Of Kings ملك الملوك 1927م، The Gospel According To St Matthew «الإنجيل وفقا للقديس ماثيو» 1960م، The Greatest Story Ever Told «أعظم قصة ممكن أن تروى»
1965م، God Spell 1973م، The Messiah «المسيح» 1973م، Jesus of Nazareth «يسوع الناصري» 1977م، Jesus «يسوع» 1999م، The Miracle Maker «صانع المعجزة»
2000م، The Passion Of The Christ « آلام المسيح» 2004م، وغيرها الكثير من الأفلام التي رأت أن حياة المسيح هي حياة ثرية من الممكن تناولها سينمائيا من خلال رؤى سينمائية مختلفة حتى لو كانت هذه الرؤى من الممكن أن تثير الكثير من الاعتراضات والخلافات المذهبية أو الدينية، فالفن هنا هو الأهم في المقام الأول وليس النظرة الدينية، ولعل هذا هو السبب الرئيس الذي يجعل الكثيرين جدا من العرب يمتنعون أو يتخوفون من تقديم أفلام تهتم بحياة المسيح؛ نظرا للنظرة غير المنفتحة سواء من قبل المسيحيين أو المسلمين تجاه صناعة أفلام سينمائية عن حياة الأنبياء، أو تصويرهم في أفلام سينمائية، وأرى أن هذه النظرة الدينية المنغلقة ليست في صالح السينما، أو الدين في الوقت ذاته؛ لأنها تحاول تكبيل الخيال للانطلاق نحو آفاق ورؤى مهمة تجاه هؤلاء الصالحين، ومن ثم تمنعنا من تقديم رؤى فنية وسينمائية قد تكون لها وجاهتها، ولكن إذا ما نظرنا لهذه الأفلام التي اهتمت بتقديم حياة المسيح لوجدنا أنها من الأفلام المهمة بالفعل والتي حاولت الانتصار للمسيح عليه السلام، بل وتقديم الكثير من تفاصيل حياته المهمة التي قد لا يعلم عنها الكثيرين شيئا، الحل هنا هو إطلاق الخيال لأقصى مداه؛ لكي نعطي للفن الفرصة لكي يقدم المزيد عن حياة هؤلاء الصالحين من جانب فني، من دون الاعتراض الديني الذي يمثل نظرة غبية ومنغلقة لا تحترم الفن.