مجلة النجوم – سيدني.

عن عمر ناهز 83 عاماً، رحلت أيقونة موسيقى الروك الأمريكية، تينا ترنر، في سويسرا، بعد معاناة طويلة مع المرض، الأمر الذي تسبب في صدمة وحزن شديدين في الوسط الفني، ولدى عشاقها حول العالم، الذين قرروا المشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بلقطات نادرة جمعتهم بالراحلة، تكريماً لها.

محطات بارزة في مسيرة ترنر

حققت ترنر، بعد بدايات متواضعة في ولاية تينيسي الأمريكية، نجومية وشهرة عالمية، فخلال مسيرتها التي انطلقت في نهاية خمسينيات القرن العشرين في الولايات المتحدة، فازت ترنز بـ8 جوائز غرامي، وأبرز المكافآت الموسيقية الأمريكية.

ونالت الإعجاب لتجاوزها تجربة زواج مريرة استمرت 16 عاماً مع شريكها في الغناء آيك ترنر، ثم اتجاهها إلى الغناء منفردة، حيث حققت نجاحاً باهراً وهي في منتصف الأربعينات.

وصعدت ترنر إلى الشهرة مع آيك في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وشكلت معه ثنائياً موسيقياً رائعاً “آيك آند تينا ترنر ريفيو”، الذي استحال من أشهر التشكيلات الموسيقية للفنانين السود في الولايات المتحدة، في تلك الفترة، ونجحت 25 أغنية للثنائي في تحقيق مبيعات قياسية في سباق الأغنيات خلال السنوات الـ15 التي تلت تشكيل الثنائي.

وفي الخامسة والأربعين، عادت ترنر بقوة لأضواء الشهرة بألبوم “برايفت دانسر”، بأداء منفرد ورائع في عام .1984 ومنذ ذلك الحين انطلقت لتردد أغنياتها في الملاعب والمسارح في أنحاء العالم.

وطوال فترة ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، أمتعت “ملكة الروك آند رول” عشاقها بصوتها القوي وملابسها الجرئية ورقصاتها المثيرة وطاقتها اللامحدودة.
وقدمت العديد من الأغنيات الناجحة، ومن بينها “ما علاقة الحب بالأمر؟” و”براود ماري” (ماري الأبية) و”وي دونت نيد آناذر هيرو”(لا نحتاج لبطل جديد) و”سيمبلي ذا بيست” (ببساطة، الأفضل).

وبعد جولة وداع في عام 2009، قررت ترنر أن تعيش حياتها الخاصة، حيث استقرت في مدينة زيورخ، وقد صارت في نهاية المطاف مواطنة سويسرية.

نجوم الفن ينعون ملكة الروك

بكلمات مؤثرة، أشاد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بملكة الروك آند رول، مغرداً عبر حسابه على تويتر: “نجمة لن يتلاشى نورها أبداً”، مشيراً إلى أنها كانت قوية وصلبة، تغني وتتحدث عن حقيقتها وقصتها بشجاعة، من خلال الفرح والألم، والانتصار والمأساة.

ومع فقدان هذا الصوت الأيقوني، نعاها العديد من نجوم الفن، فاستعادت النجمة الأمريكية أنجيلا باسيت ذكرياتها معها، بصورة قديمة عبر إنستغرام، معلقة في منشور مطول: “كيف نقول وداعاً لامرأة امتلكت آلامها وصدماتها، واستخدمتها كوسيلة للمساعدة في تغيير العالم”، مشيرة إلى أنها تمكنت من إنشاء مساحة خاصة لها في موسيقى الروك آند رول لنفسها وللآخرين الذين يشبهونها.

وعبرت الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري، في منشور طويل عبر حسابها على إنستغرام، تضمن مجموعة صور لهما، عن حزنها لفقدان ترنر، قائلة: “بدأت كمشجعة ومحبة لتينا ترنر، ثم أصبحت أتابعها من عرض لعرض حول العالم، حتى أصبحنا صديقتين، إنها ملكة موسيقى الروك آند رول للأبد، كانت نموذجاً يحتذى به لي وللعالم، ادعت حريتها بعد سنوات من العنف المنزلي، وأصبحت حياتها عودة واضحة للنصر..أنا ممتنة لشجاعتها”.

وأبدى ماجيك جونسون، أحد أفضل لاعبي كرة السلة في تاريخ اللعبة، حزنه على رحيل “ملكة الروك الأسطورية”، وغرد عبر تويتر، قائلاً: “شاهدتها مرات عدة في حفلات.. كانت تقدم وبفارق كبير عن الآخرين، بعضاً من أفضل العروض التي رأيتها في حياتي”.
كذلك، أبدى قائد فرقة “رولينغ ستونز” ميك جاغر، حزنه على وفاة من وصفها بـ”الصديقة الرائعة” وصاحبة “الموهبة الهائلة”، مشيداً أيضاً بشخصيتها “الدافئة والمرحة والسخية”.

كما نعتها نجمة الغناء المخضرمة غلوريا غينور، التي ذكرت بأن تينا ترنر “فتحت الطريق أمام نساء كثيرات في موسيقى الروك، سواء كن من السود أو البيض”.
وكتبت المغنية سيارا عبر تويتر أن “السماء كسبت ملاكاً” بوفاة ترنر، مضيفة “شكراً على الإلهام الذي أعطيتنا إياه جميعنا”.

كما نعتها كل من هالي بيري، التي قالت: “سيفقد العالم ضوءاً واحداً ساطعاً”، وهيلاري سوانك، التي قالت: “الأيقونة البارعة والرائدة والموهبة الفائقة”، وماريا كاري، قائلة: “ستستمر موسيقاها في إلهام الأجيال القادمة.. ارقدي بسلام يا ملكة”، والنجم إلتون جون، وماريا شريفير، سيدة كاليفورنيا الأولى سابقاً، وديان وارين، وآخرين.

كما صدرت رسائل نعي من جهات بارزة، مروراً بباراك أوباما، ثم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا” التي كتبت أن “أسطورة الموسيقى تينا ترنر لمعت على المرح وفي قلوب الملايين”، وصولاً للرئاسة الأمريكية، إذ اعتبر البيت الأبيض وفاة “الأيقونة” تينا ترنر “خسارة هائلة”.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=20253