مجلة النجوم – سيدني.

بقلم الشاعرة  سوزان عون

المنشوراتُ على مواقعِ التواصل، تضيعُ في أكثرها الحقيقة، فمعظمعها تركيبات من فسادٍ وكذب، خيالٍ واستغلال..  فهي إمّا موائد من معرفة، أو مكائد من فساد.

اللبيبُ وحدهُ منْ يعرف الحقائق، ويُغربلها جيّداً، ويعرف ماذا يشاهد وماذا يختار، بدون الوقوعِ في شَرَك الخديعةِ والاستغلال، وما أقلّهم في زمانٍ يُصفِّقُ النّاسُ فيهِ للمالِ أكثر من العقل.

قديماً،  كانت نوايا الإنسان وما تخزّنه سريرتُهُ من محبّة أو بغضاء، تخصّه وحده، ولا يعلمها إلّا الله جلّ وعلا.  أمّا اليوم، فصارت نواياه يعرفها الله والأصدقاء وغير الأصدقاء على مواقع التواصل.

بعد اختراعِ الإنترنت، فقدنا لذّة التجمع الأسريّ الجميل، وبات كلّ فرد منّا منكباً على هاتفهِ المحمول، يردُّ على أصدقائهِ الموزعين في كلّ مكان.

فقدنا لغة الحوار الجميلة والنقاشات الهادفة بين أفراد الأسرة، وبتنا عبيداً للهاتف الجوال.

كثر انحلال الأخلاق بعد هذا التحول المفاجئ الذي ضرب وحدة الأسرة وترابطها.

وسائل التواصل الاجتماعي هي ضريبة التطور الحاصل فلا نستطيع أن نلغيه، ولكن علينا أن نبرمجه ليناسب حياتنا فلا يُلقي بثقلهِ علينا تماما، وتفلت زِمام الأمور من بين أيدينا، كل شيء يحتاج لردعٍ ودراسة وترشيد.

وهنا أتذكر قول الإمام علي ع عندما قال: لا أخاف على أمتي من الفقر، ولكن أخاف عليهم من قلة التدبير.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=23482