
أكد الفنان قاسم اسطنبولي، مؤسس المسرح الوطني اللبناني، على أهمية استمرار الفعل الثقافي والفني في كل الظروف، مشددًا على أن الفن ليس رفاهية بل حاجة إنسانية ملحة تعبر عن وجدان الناس.
وفي حديثه إلى الإعلامي أحمد سنجاب، مراسل قناة القاهرة الإخبارية، أوضح اسطنبولي أن “الفن لا يجب أن يتوقف، بل عليه أن يُزهر في السلم كما في الحرب”، مشيرًا إلى أن المسرح والفنون أداة تعبير وحق ثابت في مواجهة كافة التحديات.
صور.. مدينة تمتزج فيها الحضارة بالمقاومة
توقف اسطنبولي عند مدينة صور اللبنانية، التي تحتضن المسرح الوطني اللبناني، واصفًا إياها بأنها مدينة “أقدم من أي محتل، وأكبر من كل الطارئين”. وأكد أن آثار صور وتاريخها العريق يجعلها مركزًا طبيعيًا للفن والثقافة، وهي المكان الذي اختير ليكون منبرًا للإبداع والتعبير.
كما أشار إلى أن جمعية المسرح الوطني اللبناني تعمل باستمرار على ترسيخ الحضور الثقافي للمدينة على المستوى المحلي والعربي، من خلال أنشطة ومبادرات متنوعة على مدار العام.
“من الجنوب إلى الجنوب”.. منصة تلاقٍ فني عالمي
وكشف اسطنبولي عن تفاصيل مهرجان “من الجنوب إلى الجنوب”، الذي يستضيف سنويًا فنانين من مختلف أنحاء العالم، من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا وأوروبا. وأوضح أن المهرجان يحتفي بالتنوع الثقافي عبر عروض تشمل المسرح، السينما، الرقص، الفنون التشكيلية، والموسيقى.
ولفت إلى أن المهرجان لا يقتصر على مشاركة الفنانين الدوليين فحسب، بل يشجع أيضًا الفنانين المحليين وشباب الجنوب اللبناني، بما يعزز من فكرة الدمج الثقافي والانفتاح على الآخر، دون حواجز أو تصنيفات.
مشاركة مصرية لافتة.. وتبادل فني بين الجنوبين
وأشار اسطنبولي إلى أن المهرجان يشهد هذا العام مشاركة مصرية متميزة، تتجسد في عروض سينمائية قادمة من جنوب مصر. وستُعرض هذه الأفلام القصيرة خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري في كل من لبنان ومصر، في خطوة تعزز جسور التبادل الثقافي بين الجنوب العربي.
وأكد في ختام حديثه أن “كسر الحواجز وفتح الأبواب أمام الجميع دون استثناء هو من صميم رسالة الفن”، مضيفًا أن المهرجان يمثل منصة مقاومة ثقافية تسعى لتوحيد الجنوب العالمي عبر الإبداع والفن.