أكدت الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان أن الدراما اللبنانية لا تزال بحاجة ماسة إلى الدعم، بالرغم من النجاحات التي تحصدها أعمالها في الخارج. وكشفت في مقابلة حديثة أن صنّاع الدراما التركية اشتروا حقوق مسلسلها “ما فيّ”، ويعملون حالياً على تقديمه بنسخة تركية، ليكون ثاني عمل لبناني يُقتبس في تركيا بعد مسلسل “الهيبة”، الذي عُرض هناك تحت عنوان “المدينة البعيدة”.

وأعربت مرشليان عن سعادتها بالاهتمام المتزايد بأعمالها السابقة، مشيرة إلى أن مسلسلها “خرزة زرقا”، الذي عرض قبل ست سنوات، يتصدر اليوم قائمة أكثر خمس أعمال مشاهدة على شاشة MBC.

غياب العرض رغم الجاهزية

وحول مسلسلها “مش مهم الاسم”، أوضحت مرشليان أنه تم تصويره قبل عامين ولم يُعرض حتى الآن. وقالت: “لا أعرف السبب، ولكنني سأجتمع قريباً مع شركة الصباح للتحضير لعمل جديد، وسأسألهم عن مصير هذا المسلسل المؤلف من 15 حلقة، فهو عمل رائع وكان من المفترض أن يرى النور”.

أعمال جديدة… ولكن لا مردود مادي

وعن مشاريعها القادمة، كشفت مرشليان عن فيلم جاهز للتصوير بالإضافة إلى عمل جديد مع شركة الصباح للإعلام. لكنها أشارت إلى أنها لا تستفيد ماديًا من إعادة عرض أعمالها، سواء داخل لبنان أو خارجه، ولا حتى من الأعمال التي تتحول إلى نسخ أجنبية مثل المسلسلات التركية. ولفتت إلى أن القوانين اللبنانية لا تضمن حقوق إعادة البث أو النسخ الأجنبية للكتّاب، بخلاف ما هو معمول به في الخارج.

أزمة تسويق الإنتاج اللبناني

وانتقدت مرشليان الوضع الراهن للدراما اللبنانية، معتبرة أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب الدعم المحلي والعربي، رغم أن هناك حركة إنتاج خجولة بدأت تتشكل، لا سيما مع اهتمام بعض المنتجين بتحديد الميزانيات وأسعار بيع المسلسلات.

وشددت على ضرورة الإنتاج خارج الموسم الرمضاني، مشيدة بتجربة الدراما المصرية التي نجحت في تقديم أعمال ذات جودة عالية على مدار العام. كما رحّبت بخطوة المنتج جمال سنان الذي أعلن عن عمل لبناني جديد، لكنها أكدت أن الأمر لا يمكن أن يقتصر على منتج واحد.

كتّاب وممثلون لبنانيون يبدعون… ولكن خارج الحدود

ورغم غياب الزخم المحلي، نوهت مرشليان بأن الكتّاب اللبنانيين مستمرون في العمل، مثل نادين جابر وطارق سويد، لكنها تساءلت عن غياب أسماء معروفة مثل منى طايع وشكري فاخوري. وأشارت إلى أن الممثلين والمخرجين اللبنانيين يحققون نجاحات في الدراما الخليجية والسورية، لكن هذا لا يعوّض تراجع الإنتاج اللبناني.

الحاجة إلى خطة دعم وطنية

واختتمت مرشليان حديثها بالتأكيد على أن المشكلة الأساسية ليست في القدرات الفنية أو الإبداعية، بل في تسويق الدراما اللبنانية عربياً. وقالت: “هناك كتّاب وممثلون ومخرجون معروفون يحققون نجاحات في الخارج، لكن أعمالهم اللبنانية لا تُشترى ولا تُسوّق. المطلوب خطة وطنية مدعومة من الدولة لإعادة الاعتبار للدراما اللبنانية وترويجها في العالم العربي”.