الدكتور أمين جاد الله
يسيطر الخوف على عالمنا ، من شرقه إلى غربه ، فحين ساد الرعب دولة الصين ، إزداد الهلع فى أمريكا ، وبينما تأثر سوق السياحة سلبا ، إزدادت مبيعات سوق المطهرات والمعقمات ، بل وانتعشت مصانع الكمامات . فلقد انتشر فيروس جديد من عائلة الفيروسات التاجية ، آخذاً اسم كوفيد 19 .
والفيروسات لا يمكن رؤيتها ، إلّا من خلال استخدام جهاز الميكروسكوب الإلكتروني؛ فالميكروسكوب الضوئي العادي لا يساعدنا لرؤية الفيروس بشكل جيد لصغر حجمه . والفيروس هو حامض نووي مُغلّف بغلاف بروتيني، وهو يستمد حياته فقط حين يتواجد داخل الخلايا الحية ، مسبباً الأمراض التي تُصيب الإنسان والحيوان، وقد تؤدّي إلى الوفاة .
والفيروسات التاجية مثل الفيروس المسبب لالتهاب الرئة سارس – SARS، وفيروس الشرق الأوسط – MERS ، تعيش في ظروف درجة حرارة الغرفة على الأسطح المعدنية والزجاجية والبلاستيكية لمدة قد تصل 9 أيام».
تشير فترة حضانة المرض إلى الوقت الفاصل بين الإصابة بالفيروس وظهور الأعراض، ويقدر خبراء منظمة الصحة العالمية فترة حضانة فيروس كوفيد 19 ، ما بين اليومين وال14 يوماً. فالخطورة تكمن في أن الشخص المصاب يمكن أن ينقل العدوى قبل ظهور الأعراض، على عكس غالبية الفيروسات التي تنتشر بعد تطور الأعراض.
أما عن أعراض المرض ، ففيروس كوفيد 19 الجديد يسبب أعراضاً قد تكون خفيفة شبيهة بالإنفلونزا، والتي تشمل الحمى، سيلان الأنف والسعال «كحة» الجاف، والتهاب الحلق. أو تكون الأعراض حادة وشديدة، فتؤدي إلى صعوبات في التنفس أو التهاب رئوي أو الوفاة.
وكانت مدينة ووهان بالصين بؤرة المرض وبداية ظهور الفيروس ، الذى انتشر على الأرجح من سوق للحيوانات والمأكولات البحرية في الصين ، وانتقل من الحيوان .. «قيل أنه الوطواط ، وقيل حيوان آكل النمل» للإنسان .. مسبباً مرضا شديدا في الرئة، ثم انتشر منها إلى الكثير من دول العالم، و أصاب هذا الفيروس حتى منتصف فبراير «شباط» 59,864 شخصا، توفي منهم 1368.
أما الحالات المرضية الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، فهم أصحاب أمراض ضعف الجهاز المناعي، أو مرضى السكري واضطرابات الجهاز التنفسي. أو الأشخاص الذين يعيشون أو يسافرون إلى الصين منذ ظهور المرض. ومن المرجح أن تنتشر العدوى بين الأشخاص، الذين يتصلون بشكل مباشر مع المسافرين من الصين، مثل أفراد أسرهم أو زملائهم والأطباء والممرضين، الذين يقدمون رعاية طبية لمرضى فيروس كورونا الجديد.
توصي منظمة الصحة العالمية بارتداء الكمامات الواقية للحد من انتشار المرض. على الرغم من أنه فعال إلى حد ما، إلا أنه لا يضمن منع الانتشار بشكل تام لحين يتم الانتهاء من اتخاذ تدابير وقائية أخرى. و ارتداء الكمامات يمنع انتشار رذاذ سعال أو عطس مرتدي الكمامة، وفي نفس الوقت يحمي من دخول السوائل المصابة من الآخرين إلى أنف أو فم مرتدي الكمامة الواقية.
وفيروس كورونا الجديد معد من شخص لآخر، والسبب هو أنه يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي للشخص ويسبب أعراض البرد الشائعة مثل العطس والسعال. وعندما يعطس الشخص أو يسعل دون أي كمامة واقية، تخرج قطرات الجهاز التنفسي المصابة، وتنتشر على الأشخاص المحيطين به أو من يلامس الأشياء التي استخدمها الشخص المصاب ، فيمكن أن يكون الرذاذ الصادر عن الجهاز التنفسي المصاب بفيروس كورونا عبارة عن إفرازات أو عطس أو سعال أو لعاب .
ولا ينصح الأطباء باستخدام مضادات حيوية لعلاج الأعراض. فالمضادات الحيوية هي أدوية تستخدم أساساً لعلاج العدوى الناتجة عن البكتيريا وليس الفيروسات.
حتى الآن، لم يتم تطوير أي دواء لعلاج العدوى الناجمة عن فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19». ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج أعراض الإصابة بالفيروس. و أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بالعدوى هي الحفاظ على النظافة الشخصية. لذلك عليك بما يلي:
• غسل يديك بالصابون الكحولي والماء
• تجنب الاتصال المباشر مع المرضى
• البقاء في المنزل إن كنت مصاباً بالفيروس
• تجنب نشر الفيروس عن طريق تجنب الاتصالات الوثيقة مع أفراد عائلتك أو غيرهم
• تغطية الفم عند السعال أو العطس
• تجنب لمس الفم أو العينين أو الأنف بأيدٍ غير مغسولة
• استخدم المطهرات لتنظيف الأسطح والأشياء المحيطة
صديقى .. حافظ على صحتك و صحة غيرك باتباع كل وسائل الوقاية ، واحمِ نفسك من فيروس كوفيد 19 .