مجلة النجوم – سيدني
بقلم : مايا إبراهيم
وكيف يطوي جناحيه ذلك العاشق للقمم أو بمعنى أصحّ هو فتى أحلام القمم التي تتهافت عليه وتناديه للوصول إليها إنّه بيار داغر الذي يواصل طيرانه قُدُمًا دون الإلتفات للوراء باحثًا عن الأعلى والأسمى.
كحجرٍ كريم نادر يتمنّى المخرجين ترصيع عملهم به ويتباهون بحضوره الآخّاذ وكيف لا وهو القيمة المضافة أينما حلّ.
كبهلوانٍ يلاعب الأدوار بسحرٍ وتوازن وخفّة على حبلٍ رفيع تشدّ الناظر إليه وتحبس الأنفاس دون ملل بل على العكس متمنّيًا ألّا تُسدل الستار ويستمر بعرضه الساحر.
هو الحاضر الدائم لتقديم كلّ ما يُسند إليه فهو العاشق، الحبيب، ال mafioso، الظابط، أسير الماضي، المحارب، الحنون، اللئيم، الديكتاتوري، حتّى في دور ال chef كان حاضراً بتوابل إبداعه فأثبت أنّ السرّ والتحدّي يكمنان في طيّاته، لا تعجزه شخصيّة فهو كال master key حتّى لو كانت تاريخيّة تجده كأميرٍ يدخل كتاب التاريخ يقبّل الشخصيّة كالأميرة النائمة ليوقظها ويعيدها للحياة ( المعتصم، هرقل، جوليان، الرئيس الأميركي توماس جيفيرسون).
يتفاوض مع أيّ دورٍ يُسند إليه مفاوضة مصمّم الأزياء مع زبونته لا تخرج إلّا وهي راضية عن ال patron الذي يليق بها لتبدو بكامل جمالها وأناقتها متميّزة وإستثنائية بحضورها.
ولعلّ آخر ما قدّمه خير دليل على كلامي فقد دخل السرايا بجزئه الثاني برتبة رئيس ( توماس جيفرسون ) فكان اللبناني الوحيد المتواجد في عمل تاريخيٍ ليبي تمّ ترشيحه للدور من قِبل المخرج صاحب الرؤية المستقبليّة والنظرة الثاقبة التي تحدّق بعينٍ ثلاثية الأبعاد بعيدة الآفاق والمدى (أسامة رزق ) كما وصفه المبدع القدير بيار داغر فأبدى سعادته وارتياحه للعمل معه ومع فريق عمله الفنّي والإنتاجي والتقني.
تخشى البشر العواصف والطيور تختبئ بحثًا عن الأمان أمّا النسر فينتظرها ويستمتع بها فهي تساعده للتحليق أكثر بين السحاب وهذا ما جعل من النسر بيار داغر مميّزًا وإستثنائيًا فالتحليق به يليق، كعين الشمس نجاحه لا يُحجب فقد بنى إمبراطوريّة خاصّة به لا تغيب عنها الشمس.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=17117