
أثار الفنان المصري القدير محمد صبحي جدلاً واسعًا بتصريحاته خلال مشاركته في مؤتمر “مستقبل الدراما”، الذي أُقيم في القاهرة مؤخرًا، حيث وجه انتقادات لاذعة إلى صناعة الدراما التلفزيونية في مصر، وخاصة ما يتعلق بـ”ورش الكتابة” وارتفاع أجور بعض الفنانين.
وخلال كلمته في المؤتمر، عبّر صبحي عن استيائه مما وصفه بـ”غياب الرؤية الفنية والعمق الدرامي” في الأعمال الحديثة، مؤكدًا أن الاعتماد على ورش الكتابة، بدلاً من المؤلفين أصحاب الرؤية الفردية، أدى إلى تراجع جودة النصوص وغياب الإبداع الحقيقي.
وأضاف صبحي: “الدراما أصبحت تُكتب بطريقة جماعية تفتقد للتجانس، وأصبح هدفها الرئيسي هو التسويق، لا المحتوى”، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب أضرّ بمستوى الأعمال التي تُعرض حاليًا.
كما انتقد الفنان الكبير ارتفاع أجور بعض النجوم، معتبرًا أن المبالغ الضخمة التي تُدفع لهم تستهلك الميزانيات وتأتي على حساب الإنتاج والمضمون. وأوضح أن هذه الظاهرة تخلق خللًا في منظومة الإنتاج وتؤثر سلبًا على فرص صعود المواهب الجديدة.
وطالب صبحي بضرورة إعادة تقييم مسار الدراما المصرية، من خلال الاهتمام بالنص أولًا، ثم تقديم محتوى يحترم عقلية المشاهد العربي، بعيدًا عن الاستسهال أو البحث عن الإثارة المؤقتة.
وقد لاقت تصريحات صبحي تفاعلًا واسعًا بين المهتمين بالشأن الفني، حيث أيّده عدد من النقاد والمخرجين، في حين اعتبرها البعض الآخر انتقادات تقليدية تفتقر لمواكبة التحولات الجديدة في صناعة الدراما.