مجلة النجوم سيدني
الفنانة غادة ضاهر علماوي ،أيقونة فنية وفخر للفن العربي
بقلم علا بياض رئيسة التحرير
الفنانة غادة ضاهر فنانة من طراز الطرب الرفيع والراقي، لها خامة صوتية تحتشد بالجمال ،عشقت غادة الموسيقى والغناء، تفننت في كتابة الشعر، تنقلت بين هندسة المادة إلى هندسة الروح نحو آفاق عالية وقمم راقية، فنانة محترفة، مثقفة، ورصينة، متوهجة تمتلك قدرات صوتية عالية من درجة الرنّان الى السوبرانو ، أتقنت الغناء الفردي والجماعي،أطربت جمهورها بلغات عديدة منها الفرنسية ،الإيطالية ،الأسبانية، اليونانية، السريانية ،والإنكليزية.
تتمتع غادة بشهرة واسعة، غنت فأطربت القلوب، وعزفت فسمعت كل الدروب، ورتلت للحياة فبلسمت الجراح والندوب، كل عناصر النجاح والتميز متوفرة بقوة وبمساحة كبيرة في شخصيتها وأعمالها الفنية،وأصبحت الفنانة غادة رمزا من رموز الفن والإبداع الذي يحمل لنا عبق زمن الفن الطربي العربي الجميل .
هذه الفنانة الموهوبة تقدم لنا سنويا إبداعا فنيا نقيا وراقيا مع فرفتها الموسيقية فرقة الأندلس، والتي استطاعت أن تترك بصمة واضحة في المشهد الثقافي الفني في أستراليا، وأثبتت الفرقة حرفيتها ومهنيتها والارتقاء بالذوق والحس الفني العالي، والعمل على حماية التراث الفني العربي وتعزيز الإرث الثقافي، ليصبح موردا تنهل منه أجيال المستقبل.
الفنانة اللبنانية الأسترالية غادة ضاهر مواليد بيروت- جونية وأصولها تعود لبلدة كور الشمالية، هاجرت إلى أستراليا عام1998 ،حاصلة على ماجستير في علم الآثار من الجامعة اللبنانية، عملت في حقل تنقيب الآثار لمدة 3سنوات في بيروت الأثرية، درست و مارست مهنة التعليم ثم انتقلت لدراسة الموسيقى، وانصرفت إلى تعلم نظريات وقواعد الموسيقى والسولفاج. أتقنت غادة دراسة العزف على عدة آلات موسيقية منها الغيتار والبيانو في المعهد الموسيقي في الكسليك، وكان لها مشاركات في الغناء من خلال الأعمال الثقافية في لبنان.
مع انتقال السيدة ضاهر لأستراليا بدأت بتأسيس قواعد ثابتة لأحلامها وطموحاتها،كتب أطروحة الدكتوراه في علم الآثار ضمن جامعة سيدني ، كما درست Business management
Project Management and Diploma in Communicative Language Teaching (UNSW)
في أستراليا عاودت غادة ممارسة الغناء وشاركت في عدة كونسرت مع كنيسة سيدة لبنان ، استلمت جوقة الكنيسة وقادتها لسنوات عديدة، كما قدمت مسرحيتين على مسرح الكنيسة من إخراجها، ومن تأليف الكاتب جوزيف أيوب بعنوان “مش كل مرة بتسلم الجرة “والثانية بعنوان “علم ابنك ولا تخلي الدهر يعلمه”
أقامت غادة كونسرت خاص فردي على مسرح ريفر سايد باراماتا لمدة سنتين، كما شاركت في أعمال ثقافية مع بلديه اوبرن وبارماتا وروز هيل،و بلدية ليفربول وبلديه ماريكفيل لمرات عديدة .
تكريمات الفنانة غادة ضاهر
تكرمت الفنانة غادة ضاهر بميدالية رئيس الحكومة للثقافة والفنون عام 2021.
Premier of NSW medal for art and culture ” “وتعتبر هذا التكريم فخرا لها وللبنان،كما كرمت من قبل إدارة كنيسة سيدة لبنان على الأعمال الثقافية والموسيقية التي قدمتها من عام( 1999إلى 2001 ) ،وكرمها الأستاذ إيلي عاقوري رئيس فرقة أرز لبنان الفلكلوري ،وتم تكريمها أيضا من المركز الثقافي الاسترالي العربي ،كما انها تحمل لقب خريجة” Endeavour Award” من الكومنولث الأسترالي.
فرقة الأندلس العربية
أسست الفنانة غادة ضاهر فرقتها الموسيقية رسميا في أوائل عام 2013 تحت اسم “فرقة الأندلس العربية “وهي مؤسسة غير ربحية. وتتألف الفرقة من نخبة الموسيقيين في أستراليا والمؤلفة من11 موسيقيا، وتتراوح أعضاء فرقة الكورال بين 25 ل 30 شخصا، بالإضافة لمشاركة الأطفال التي بدأت مسيرتهم مع فرقة الأندلس منذ تأسيسها .
قدمت الفنانة غادة وفرقتها الموسيقية ريسيتالات ثقافية فنية ذات مستوى عالي على مدى السنوات العشر على مسارح الاوبرا هاوس (3سنوات)، وكونسرفاتوار سيدني للموسيقى( 2 عامين ) ، ومسرح برايان براون ، ومسارح عدة في جامعة سيدني، وكان لها حضور مميز في عيد الموسيقى في متحف الفنون الحديثة .وشاركت فرقة الاندلس مع مهرجانات ومؤسسات عديدة مع الكرنفال اللبناني (مع الأستاذ ايلي عاقوري، اطال الله بعمره) والمهرجان المصري ،والمهرجان اليوناني، و مهرجانات بلاكهيث.
وعبرت الفنانة غادة أن تنوع الثقافات المندمج في فرقة الأندلس غني جدا ،وخاصة مع الأطفال اللذين لا يتكلمون العربية، وأسعى جاهدة لنقل لهم كلمات الأغاني بالحروف اللاتينية ليستطيعوا غناءها، والأطفال المشاركين في الفرقة أصبحوا الآن يتكلمون جملا وعبارات صغيرة عربية، كما أدعو أبناء الجالية العربية اللذين يرغبون بتعليم أولادهم اللغة العربية بطريقة غير تقليدية ومحببة لقلوبهم الانضمام للأندلس ، ويتم قبول الأطفال من عمر 9سنوات وما فوق، لأن التدريب الموسيقي المبكر للأطفال يعزز من قدارتهم العقلية والحسية ،وتعتبر الموسيقي هي غذاء الروح.
وتشير غادة أن التحديات التي واجهتها في مسيرتها الفنية كثيرة وأهمها اقتصادية، لأن الفرقة لا يتم دعمها ماديا من أي جهة، وكل الحفلات التي تقام في سيدني هي على حساب الفرقة .
وتنوه ضاهر أن عامل اللغة العربية هي أيضا واحدة من التحديات، لأن الجيل الجديد المشارك في الفرقة هم من غير أصول عربية، وبعضهم من الجالية العربية ، ولكن أضاعوا لغتنا الأم وهذا يعود لانصهارهم في المجتمع الأسترالي.
وأحد التحديات أيضا كانت السنوات التي منع الغناء فيها خلال الكورونا فايروس، حيث ان المجتمع تعوّد على القوقعة والإنزواء في المنزل، لقد حان الوقت لنعود للحياة .
طموح وأهداف السيدة غادة أن يبقي عنصران مهمان على الساحة الأسترالية، الهدف الأول أن تبقى الموسيقة العربية تصدح في هذا المجتمع لغناها ،ولأن الموسيقى لغة عالمية، والهدف الثاني العمل والسعي على تنمية وتعزيز الموسيقة العربية الكلاسيكية عند الأجيال الصاعدة، وبذلك يتعرف الجمهور الغير العربي على تراثنا و ثقافتنا الموسيقية.
الحفل السنوي لفرقة الأندلس
الحفل السنوي لفرقة الأندلس لعام2023 هو بتاريخ 8ديسمبر، وعنوان الحفل” أورفليس” والذي سيقام على مسرح سيمور سنتر التابع لجامعة سيدني.
وقالت ضاهر إن عنوان الحفل مستوحى من كتاب النبي لجبران خليل جبران, وهذا العمل يضيء على مئوية كتاب النبي الذي تم نشره عام 1923 وترجم إلى لغات كثيرة ويعد الأكثر مبيعا في العالم بعد الكتب المقدسة.

كلمة أخيرة..
أنا سعيدة وفخورة بكل إنجازاتي التي تصدرت أستراليا، وخاصة في ل 25السنة الماضية، وجميع أعمالي هي من ضمن الأعمال الثقافية، وهذا الذي ميزني عن غيري على الصعيد الشخصي وعل صعيد الفرقة.
واعتبر نفسي أنني مثلت الجالية العربية بأحلى حلة وأرقى صورة من خلال ما قدمته من أعمال موسيقية راقية، وفخورة أن يستلهم عني الكثير أفكارهم من الأعمال المتمثلة بإنجازاتي, وبذلك تتوسع وتتنوع الأعمال الفنية في المجتمع الأسترالي ويتعرف أكثر على أصولنا العربية.
نتمنى من الجالية العربية إلى شراء تذاكر الحفل الكبير لفرقة الأندلس للمساهمة في إنجاح هذا الحفل، والشكر لرئيسة التحرير على وقتها وكلمتها الجميلة التي تشجعني وتزيد من عزمي على المثابرة في مشواري الثقافي الفني ..
رابط النشر –https://anoujoum.com.au/?p=23583