مجلة النجوم – سيدني.

بقلم علا بياض رئيسة التحرير

بترا طوق إعلامية وكاتبة لبنانية استرالية من منطقة  بشري ،محاورة بارعة  ومتمكنة ،واثقة من نفسها رصينة تجمع بين الجمال والحكمة ، تتمتع بمهنية عالية وبمصداقية أعلى  .

صوتها  مخملي نضر فتيّ أخّاذ  يسافر بعيدًا في أعماق الإنسانية، عذب ذو نكهة  رومانسية  يُضفي الطمأنينة على من يسمعه، كلماتها  بسيطة رشيقة خفيفة الظل ضاجّة بالحب والحياة  وذات الإيحاء الأنيق ، تختزل هواجسنا تلمس أرواحنا  المصابة بالشغف إلى تفاصيل الحياة. تمكنت الإعلامية  بترا من أن تسكن عقول وقلوب  مستمعيها ومشاهديها ..

-حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة مع التخصص في الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية.

-حاصلة  على درجة الماجستير في علم النفس التربوي من جامعة سيدة اللويزة في بيروت.

-دراسات عليا في المرافقة الروحية من جامعة القديس يوسف.

-دراسات لاهوتية في جامعة   Notre Dame University- Australia      .

-مارست تعليم مادة الفلسفة في مدرسة الحكمة عين سعادة لبنان .

بترا طوق دخلت الحقل الإعلامي و أثبتت  قدرتها  وتفردها  في عالم الإعلام المرئي والمسموع  من خلال مشاركتها في الكثير من  البرامج التلفزيونية والدينية بين  لبنان وأستراليا .

مارست مهنة الاعلام من وقت مبكر  في عمر   18عام ،حضورها الجميل وثقافتتها اللافتة  جعلاها تتواجد على المسارح  وبطلب من هيئة التلفزيون ، حيث شاركت بترا  في اعداد وتقديم عدد من البرامج التلفزيونية والاذاعية وعملت في الاعلام الديني في استراليا  عام  2003  واستلمت إدارة البرامج وكان لها برنامج يومي مباشر .

انضمت  بترا الى اسرة  إذاعة  أس بي أس عربي24  عام 2021  وهي تمارس  عملها كمقدمة البرنامج الصباحي اليومي “صباح الخير استراليا” من الاثنين الي الجمعه مع الإعلامي  فارس حسن .

الاعلام بالنسبة لبترا  يعني لها الكثير  لانها  تؤمن برسالتها  الإعلامية الهادفة  أخلاقيًا ،تبحث عن توعية المتلقي، وتتفنن في أن تقدم مادة تجذب اهتمام المشاهد أو القارئ او المستمع ،تؤمن بالحرية والاستقلالية، وتملك  من الجرأة و النزاهة والشفافية قدراً شاسعاً ,القيم والأخلاق مبلغها الحقيقي في كل مادة إعلامية تنتج .

وتشير بترا الى أن في  مهنة الاعلام  تحديات قيميّة والتحدي الأكبر  ان لا تتنازل وأن تختار فضاءَك الواسع، ضمن مسافة تحفظُ لك عناصر الحياة الكاملة دون خدشها بشيء، لأن سقفكَ على علوّه هو تشكيلة لبقية  مصطلحات العلوّ الكريم في حياتك.

ونصيحة  بترا  للاعلامين  المبتدئين في السلطة الرابعة هي التمسك بميثاق الشرف الإعلامي  الذي هو بوصلة للممارسة الإعلامية النزيهة والشريفة والهادفة ،وعلى الإعلامي الالتزام باحترام المهنة ومصداقيتها والتجرد من كل قناعاته الذاتية، وان يكون حاضر الفكر  ومستنير القلب وسخي الاصغاء ولبق الحوار  ومسؤول يجمع بين كل أطراف الثقافة،  وهذا يخلق فيه صفة ضرورية وهي عالمية التفكير ، وعالمية التوجه، وإنسانية الرأي  ، وتعتبر بترا الإعلامي هو طالبٌ مدى الحياة ، فالتتلمذ والانفتاح على المعرفة الإنسانية في عمق خبراتها هو موقف محوري والإعلام دون أخلاقيات لا يستطيع أن يقدم رسالته النبيلة .

تهوى  الإعلامية بترا  الكتابة  وتعتبرها هي النفس  وملاذها  الآمن لأنها  تأتي من منطلق الشغف والحب والمشاعر الإنسانية لتشعل شرارة الخيال والهروب الى الحلم والطموح ،والحياكة باستخدام نسيج انساني  من إيقاع الحياة  الراقص عبر صور  منصهرة  في المجالات الانسانية والاجتماعية والتأملات في مواقف الحياة ببساطة وعمقٍ في آنٍ واحد في” كمشة حكي ” .وأعلنت بترا انها انتهت من انجاز كتابين سيتم اطلاقهما قريبا  .

حكمة بترا  في زمن محكوم  عليه بالسرعة تتحدى طوق  ان يصادر خيط الزمن  لحظات الحياة  الهاربة اذ تقول “أعانق سرّ الحياة ليتحول الطوق توقًا لعناق الأبدية في متنفّس اللحظة”،وهي تعيش كل يوم بيومه ،تعيش اللحظة الحالية باعتبارها هي  الكنز الحقيقي في الحياة.

وأخيرا في نهاية مقابلتنا حين سألت السيدة بترا عن قدوتها تغنت بأبطال الخفاء في الحب، ابطال كل يوم الذين لا تعرفهم صفحات المجلّات، وبرموز كبيرة  للبنان وأشادت بالمفكر  والاديب جبران خليل جبران  والسيدة  الكبيرة فيروز  ،مما  جعلني أكشتف  عبر حوارها منبر ها الإنساني الذي يحاكي  ابجديات  “الحب ”  .

تستلهم  بترا حكمتها من جبران  الذي كان عنوانا لبشرية تطمح إلى أن ترتقي إلى أعلى درجات إنسانيتها، والتقارب بين بترا وجبران هو أن الحب هو أقصر طريق بين البشر .

أما بالنسبة للعلاقة الصوفية بين بترا والسيدة فيروز   هدفهما واحد وهو” المحبة “حيث ترى  بترا  نفسها  هي الابنة الحية الروحية  لفيروز  القادمة من مسرحية بترا من الزمن الجميل ،وصوت فيروز بالنسبة لبترا هو  سماء طفلة هاربة من أصوات المدافع، هو  الملاذ والخلاص والشفاء وعناق الأرواح كمت تقول. وهو السفينة والشاطئ والمنارة الذي كان تعويذة اللبنانيين خلال أيام الشدة والحرب اللبنانية.

نتمنى للإعلامية بترا ساكنة القلوب الدافئة، والماكثة في العقول المستنيرة، ان تبقى جذورها صامدة وفروعها ممتدة نحو الشمس تطاول عناء السماء أفقًا ورحابة وتألقا ونجاح.

رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=22623