
مجلة النجوم- سيدني
د. نضال الأميوني دكاش أيقونة تميز ونجاح، علامات فارقة وإنجازات مضيئة
أستاذة متفرغة في الجامعة اللبنانية الأمريكية LAU
Nidale Al- Amyouni Daccache
Associate Professor of Arabic Literature Studies
Byblos campus
Extension 2334
دكتورة نضال قامة أدبية، وفكرية، تتميز بالحضور الفكري، والثقافي، والأدبي اللافت أينما كانت وحلت، سلسة متواصلة من إنجازات لا آخر لها. حققت المعادلة الصَّعبة بين تنشئة جيل جامعي واعٍ، ومنفتحٍ في عصر المتغيرات السّريعة، هي نموذج مشرف للبنان متميزة في طرحها، ومتفردة.
تتمتّع بحضور وجاذبية كبرى، جريئة في قضاياها، تحظى سيرتها الذاتية بالزخم، والحضور عن مشوار طويلٍ محفوف بالإنجازات الأدبية والفكرية. أضاءت في مسيرتها الإبداعية سراجاً جديداً من التميز، والتفرد المنفتح على كل الآراء، والفلسفات، والاتجاهات، والطوائف، والاختصاصات.
الدكتورة نضال الأميوني دكاش؛ أستاذة مادة الأدب العربي في الجامعة اللبنانية الأمريكية LAU، حيث تدور أبحاث الدكتورة دكاش عن الأدب العربي في العصر العباسي، والشعر المعاصر. وهي أستاذة مادة الأدب العربي في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU.
وهي عضو ناشط في العديد من الجمعيات الثقافية. وَالْمُؤَسِّسَة لجريدة Mosaic الجامعية والإلكترونية
أقامت الدكتورة دكاش مؤتمرات عديدة ومنها “طرح القضية للدولة المدنية”، و “تنوير لبنان”، والتي أقيمت في الجامعة اللبنانية الأميركية، ومؤتمراً حول “لغة الديمقراطية: النهج والتحولات”، ومؤتمر “ثالوث الدولة: وطن مواطن مواطنة”.
ظهرت د.دكاش في العديد من وسائل الإعلام كجزء من انتمائها الثقافي والاجتماعي والفكري.
عضو في الهيئة الإدارية في حلقة الحوار الثقافي بيروت.
عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين.
عضو في الهيئة الإدارية في شباب لبناني.
مشاركة دائمة في صالون 15 نوال الحوار.
شاركت وتشارك في عديد من المؤتمرات التربوية والأدبية والثقافية في بيروت والعالم العربي.
أنجزت دراسات جامعية: الاتجاهات في الأدب العربي الحديث، ومادة تذوق الأدب العربي، الرواية العربية الحديثة والقصة القصيرة- الشعر العباسي، الشعر العربي الحديث.
للدكتورة دكاش العديد من المؤلفات، ما هي:
1- المرأة من تاء الرحم إلى تاء العولمة. الناشر: نور للنشر (ألمانيا) 2018، ويتم التحضير لطباعة ثانية للكتاب نسخة منقحة وضمنها إهداء من رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية السابق وهو اليوم الرئيس الفخري للجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا.
2- توهج البصيرة بغياب البصر 2013 (دار سائر المشرق)
3- ظاهرة الزمن في الشعر العربي القديم 2009 (مجلس الأعلى للثقافة (ط2) تم طباعته أيضا (ط3) في دار سائر المشرق 2017 وطبعة (1) دار النشر الحداثة للطباعة والنشر 2006
4- رواية: ربيع المطلقات (رواية مشتركة د. نضال الأميوني – د. نزار دندش) دار سائر المشرق سنة 2012.
5- كتاب بعنوان“ نحو ثقافة دولة مدنية ”صادر عن المؤتمر الأول سنة 2010-2011 من جامعة LAU.
6- كتاب بعنوان ثالوث الدولة (وطن، مواطن، مواطنة) صادر عن المؤتمر الثاني سنة2011-2012 من جامعة LAU.
7- كتاب بعنوان لغة الديمقراطية مقاربات وتحولات صادر عن المؤتمر الثالث سنة 2012-2013 من جامعة LAU
المدرسة التي درست بها انتقالاً لدراستك الجامعية وتخصصك، ممكن وضع التواريخ.
2000-2004 دكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية (الجامعة اللبنانية)
1993-2000 DEA (مواد + أطروحة) في الآداب والعلوم الإنسانية .
(الجامعة اللبنانية)
1989-1993 إجازة للسانس في الآداب والعلوم الإنسانية . (الجامعة اللبنانية)
1993-1990 المرحلة الثانوية مدرسة النورث ليبنون كوليج شمال لبنان.
1990-1971 درست في مدرسة الروم طرابلس.
متى بدأتِ بسلك التعليم والعمل؟
2015 حتى الآن في رتبة بروفيسور في الجامعة اللبنانية الأمريكية.
2009-2014 أستاذة مساعدة في الجامعة اللبنانية الأمريكية.
2004-2009 تحضيرالدكتورة وأم لطفلتين.
1996-2000 تدريس مادة الأدب العربي في مدرسة (ACS) أميريكان كوميونتى سكول في بيروت.
1993-1996 لتدريس مادة الأدب في مدرسة (IC) انترناشيونل كولج في بيروت.
1990-1993 تدريس مادة الأدب واللغة العربية في المرحلة المتوسطة والثانوي في مدرسة الميزيارية، شمال لبنان.
كيف تنظرين للتعليم الجامعي في لبنان الذي له دوراً كبيراً في عملية التنمية الاجتماعية والثقافية والسياسية، وما هي المشاكل وكيفية التطوير؟
يتمتع لبنان بنظام تعليم فريد وهو مزيج من الطرق التعليمية الأوروبية والأمريكية، كما يتميز بجودة التعليم على كافة الأصعدة والاختصاصات فجامعاته ومعاهدة العلمية تضاهي أكبر المؤسسات التعليمية العالمية جودة ورفعة. وتتجلى الثقافة في لبنان بشكل عام بانفتاحها على ثقافات الشرق والغرب، الأمر الذي يبرر توجه الكثير من الطلاب اللبنانيين إلى متابعة تحصيلهم العلمي العالي في جامعات أوروبا وأميركا وغيرها من الدول.
يمثل لبنان نموذجاً فريداً تتجلى صوره ومكوناته في التعليم العالي، بين بيئة التعليم، الطوائف اللبنانية وتأسسها في حقل التعليم.
التنمية الاجتماعية والثقافية والسياسية: تكبر مخاوف اللبنانيين عاماً بعد عام من تداعيات الأزمات ويصبح القلق أشد وطأة بين خيبات التسوية؛ حيث باتت المعالجات بحاجة إلى تغييرات جذرية بحجم مدى السؤال عن مصير لبنان.
“إذا أنا أكبرت شأن الشباب فإنّ الشباب أبو المعجزات حصون البلاد وأسوارها إذا نام حرّاسها والحماة”(إيليا أبو ماضي)
الشباب هو مرحلة أساسية في عمر الانسان وهي المرحلة الأكثر إمتداداً في حياته. في هذه المرحلة يتميز الفرد بالحرية المطلقة إذ تتدفق منه الأفكار المبدعة والطموح والطاقة البناءة التي تمكنه من تخطي العواقب. حيث يمثل الشباب ذروة القوى البشرية العاملة و الثقل الرئيسي في قوة الإنتاج في أي مجتمع ،کما انه يعتبر العامل الفعال في أي تخطيط اقتصادي وإجتماعي وسياسي. لذلك يجب الاستثمار بقدراتهم إذ يشكلون الأساس للمستقبل.
من أبرز المشاكل التي تواجه الشباب اليوم، عدم توفر الموارد المناسبة لتقدمهم إذ يفتقد العالم العربي بمعظمه إلى مراكز الأبحاث والتنمية المستدامة التي تدفع الشباب إلى التطور في بناء مجتمع ووطن يليق بهم . كذلك يعاني الشباب في هذا العمر من التهور والطيش والتزلف والانتماء الأعمى الى أشخاص يمثلون أحزاب بعيدة جدا عن مفهوم الحزب بل تنتمي الى التقوقع الطائفي لذلك يبرز دور المعلم بمد يد العون إلى الشباب وارشادهم نحو الطريق الصحيح دون فرض توجهات معينة عليهم.
أما بالنسبة للغة الأم فيرتبط مصيرها واستمراريتها بالجيل الجديد ومدى إستعدادهم لدراستها ونشرها ودور المعلم في تحبيبهم وتعرفهم الى لغتهم الأم التي من خلالها يطلون على العالم فهي النافذة الأولى التي نتنفس من خلالها . إن الأسباب السابقة تدعونا أن نلقي اهتماما كبيرا على مهنة التعليم في لبنان لابراز دور الشباب على كل النواحي والأصعدة الفكرية. والتعامل مع المواقف المتنوعة والتواصل في المواقف بين الثقافات. وعلينا استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات التعليمية والمؤهلات ومهارات اتصال قوية وطرائق تعلم متنوعة والمشكلة الأكبر هو التعلم على الاستماع الفعال والخبرة في التبادل بين الثقافات ويكون التدريس متمحور حول الطالب أي أن يكون الانسان الهدف الأول والأخير.
إن ترسيخ مبادئ المواطنة لدى الطالب وتدريبه على تحمّل مسؤوليات جمة من شأنها أن تساعد على حل المشكلات المجتمعيّة، كما تدريبه على احترام البيئة المحيطة والمحافظة عليها؛ يمكن أن نضيفها إلى مهام التعليم الجامعي أيضًا.
مما تقدّم نستطيع أن نقول إن للجامعات أثر إيجابي ومنفعة عامة تؤديهما في المجتمع المضيف. فالعلاقة القائمة بين الجامعة والمجتمع علاقة تشاركية تشابكيّة نفعيّة…
المشاكل وكييفية التطوير : يجب تعزيز الشراكة بين الجامعات والمجتمع المحلي بهدف تمكين الأفراد وتحسين الفرص الاقتصادية وضمان وصول رسالة التعليم الجامعي…كما تساهم في تعزيز ربط الجامعات بالنشاط والخدمة المدنية إلى جانب التدريس والبحث العلمي.
نجحت مؤسسات التعليم العالي في لبنان بمكان وتخلّفت عن دورها في مكان آخر. نعم العملية التعلُّمية في تطوّر مستمر ومع سباق دائم مع التطوّر التكنولوجي.
استطاعت الجامعات الخاصة تخطّي السباق بنجاح وخاصة في الجامعة اللبنانية الأميركية التي أدرس فيها وذلك بسبب الاستقلالية التي تتمتّع بها إداراتها على مستوى الكليّات وحيث من حق الفرد أن يحلم ويسعى لتحقيق حلمه.
حمل رئيس الجامعة اللبنانية- الأميركية LAU الدكتور جوزف جبرا السابق والرئيس الفخري اليوم للجامعة والى جانبه رئيس الجامعة اليوم الدكتور ميشال معوض واضعين يدهم يدا بيد راية الأمل، مع ادراك عميق لحجم التحدّيات التي واجهت مؤسسات التعليم الجامعي العريقة في رسالتها، مكرّرا في كل حواراته أنّ «الجامعة وُجدت لخدمة المجتمع، ولن تتراجع عن اداء هذه الرسالة اياً كانت الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، لذلك كان الإصرار على تأمين التعليم للطلاب بهدف عدم اضاعة الوقت الثمين في مسار حياتهم الجامعية».
انكبّت الجامعة على تحقيق رسالتها على مسارين، الأول أكاديمي علمي رفيع، من خلال الحرص على التعليم عن بُعد. والمسار الثاني من خلال دعم الطلاب ومساندتهم في تجاوز الاوضاع الاقتصادية الضاغطة، وبادرت إلى تخصيص من ميزانية الجامعة لمساعدة الطلاب على تحمّل أعباء المرحلة الضاغطة. كذلك أطلقت «صندوق الطوارئ»، الذي يختصر فكرته الدكتور جبرا بكلمات معبّرة: «اطلقنا فكرة الصندوق كي لا نخسر جيلاً كاملاً من الطاقات والقدرات العلمية الشابة التي يعوّل عليها في بناء الحاضر والمستقبل والذين يمثلون شعلة الأمل للبنان». الجامعة اللبنانية- الاميركية LAU استمرت ومستمرة رغم كل الصعاب والتحدّيات، ولم يتم صرف أحداً من موظفيها أو أساتذتها.
بينما تواجه الجامعة الوطنية، البيروقراطية في اتخاذ القرارات الآيلة لمواكبة هذا السباق، وتكبّل أفرادها بالمركزية في اتخاذ المبادرة.
تأثر أكثر من 1.5 مليار طالب حول العالم بتفشي فيروس COVID-19 لا يدفعنا فقط إلى تأمل الماضي والنظر في مسببات ما حدث، بل ويحفزنا أيضًا للسعي إلى المستقبل ودراسة كيفية تطوير التعليم العالي. فالزمن لن يتوقف بنا إلا إذا توقفنا نحن عن التقدم!
يرى الكثير من الطلاب أن المناهج الدراسية في التعليم العالي مناهج نظرية بشكل كبير. وهو الأمر الذي يجب حاليًا تغييره، ضمن خطة تطوير التعليم العالي.
إن “المشكلة الأساسية للمنظومة التعليمية هى قيامها على الحفظ والتلقين ولا تدع مجالا للإبداع والابتكار والفهم والتطبيق للطلاب”.
تطورت الطريقة التي يريد بها طلاب التعليم الجامعي والخريجين التعلم. فجاءت التكنولوجيا بنظام تعليم جديد، وهو التعليم الإلكتروني (أو التعليم الافتراضي).
التعليم الإلكتروني مرن بطبيعته، وهو ما ساهم في زيادة عدد محبيه ورواده في السنوات الأخيرة زيادة بالغة.
فهو يمنح الناس القدرة على التعلم وقتما ناسبهم ذلك، وأينما كانوا. وهو مقارنة بمقيدات التعليم الجامعي التقليدي أكثر مرونة وسهولة.
لذا لابد من النظر في كيفية استمرار التعليم الجامعي في هذا السباق، عن طريق دراسة إتاحة نظام التعليم الإلكتروني ولو جزئيًا، الأمر الذي سوف يساعد حتمًا في حل مشكلة أعداد الطلاب الجامعيين.
ولهذا تفرض عملية الإصلاح الجامعي أولاً وأساساً تطوير قابليات الأستاذ التدريسية وتحسين مستواه العلمي وتحفيزه على متابعة التطورات العلمية وتعميق معرفته العامة بموضوع اختصاصه، وعلى ترجمة الأفكار الأكاديمية إلى ممارسات عملية، وإشعال روح الاهتمام والتتبع والحماس للبحث العلمي العميق.
إن أحد أهم التحديات التي تواجه القيادات الجامعية هو ترسيخ ثقافة التغيير داخل الجامعة وهي ثقافة تعتمد على الجودة وادراتها، وهذا يحتاج إلى وقت، إلا أنها المفتاح لتطوير ورقي الجامعة ووصولها لمستوى الجامعات العالمية.
كيفية الاهتمام بمسألة تشكيل الهوية المهنية لدى خريجي الجامعات في وسوق العمل لإرساء حالة من الاستقرار المهني والاجتماعي التي تتضمن تحقيق الذات ؟
في ظل الوضع الراهن يتجه الشباب إلى الهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل، وبالرغم من حبهم للتغيير يقفون عاجزين أمام واقع البطالة والتدهور الإقتصادي. لذلك يجد الشباب أنفسهم حائرين بين خيارين، الأول يفرض عليهم الغربة والبعد عن الوطن الذي يحبونه والثاني يؤدي إلى التخلي عن أحلامهم وطموحاتهم.
إن النزعة إلى التغيير والإبتكار والبعد عن الرتابة تعد من أبرز صفات الشباب وقد شهد تاريخ لبنان كماً من الشباب المبدعين الذين تركوا بصمةً لا تمحى في ذاكرة الوقت. من أشهر هؤلاء الشباب الباحث اللبناني حسن كامل الصباح الذي يملك أكثر من ٨٠ براءة إختراع في الهندسة الإلكترونية بنيت عليها الكهرباء والتكنولوجيا الحديثة. كذلك شهد التاريخ اللبناني على ربط القدرة الشبابية على التغيير وحبهم للوطن من خلال الحركات الشبابية التي لعبت دوراً بارزاً في تحقيق إستقلال لبنان. أما اليوم وفي ظل الأزمات التي يتخبط بها لبنان فتبرز ضرورة مساهمة الشباب في تحقيق الإصلاحات. فبالرغم أن الشباب اللبناني يشكل عنصراً فعالاً في الثورة التي نشأت، إلا أن هذه الحركة لم تفلح بعد في تحقيق اهدافها إذ انها افتقدت إلى الوحدة والتنظيم وخفت وتيرتها مع الوقت.
ومن هنا تتضح أهمية وحدة الأهداف والقيادة الواعية التي يفتقد إليها الشباب اللبناني بسبب بعده عن التمثيل السياسي إذ إن الطبقة السياسية اللبنانية محتكرة من قبل أقلية سيطرت على مراكز القرار وساهمت في تفشي الفساد. هذه الأقلية التي اتخذت من لبنان رهينة وأسكتت وقتلت كل من حاول الإصلاح، إلا أن الأمل يبقى في شباب اليوم لبناء وطناً حراً من الغسيل الدماغي السياسي من رماد بيروت المهدمة مثلما ينبثق طائر الفينيق من رماده. صحيح أن الشباب واقع في حقول الحيرة لكن كما قال جبران خليل جبران في كتابه دمعة وإبتسامة “اصبر فالحيرة بدئ المعرفة” .
لذلك من الضروري إتباع عدداً من الخطوات تضمن مشاركة الشباب في المجال السياسي وصناعة القرار نذكر منها: إدخال مادة تعتمد تفسير القوانين اللبنانية في المناهج الدراسية وشرح حقوق وواجبات المواطن وأهمية المشاركة الإنتخابية بالإضافة إلى التحفيز على إتباع مفهوم المحاسبة والمساءلة. كذلك يجدر تشجيع الشباب على الدخول إلى الحياة السياسية من خلال إنشاء منح جامعية في العلوم السياسية والعلوم الانسانية مخصصة للتلاميذ الذين يظهرون إهتماماً في القضايا الإنسانية والإجتماعية. خطوة أخرى هي إنشاء كوتا تلزم بأن يكون ٣٠٪ على الأقل من المرشحين على اللوائح الإنتخابية من الشباب. كذلك يجب ” تشجيع كل وزارة على التعاون مع الشباب الجامعي من خلال لقاءات استشارية ولجان لدعم عمل الوزارة وإدراج قضايا الشباب في الملفات الوزارية”. إن هذه الخطوات تعزز حب الوطن عند الشباب وتزيد من مشاركتهم فتبعث بصيص أمل في إنهاء كابوس الفساد الذي طال عهده.
يشكل الشباب اللبناني مورداً هاماً من خلال المشاريع الإنمائية و التكنولوجية التي ينتجها. لكن مع غياب الإهتمام من السلطات المختصة والتمويل المناسب يضطر الشباب اللبناني إلى الهجرة. فإن قلة الإهتمام بفئة الشباب يخفف من حماس هؤلاء للبقاء في الوطن والعمل على تقدمه فيجدون في الغربة الفرصة التي لم تسنح لهم في وطنهم. إن هجرة الأدمغة الشابة هي إحدى الأسباب الأساسية وراء تخلف وطننا وعدم قدرته على تحقيق التقدم الحضاري والتكنولوجي “فالشباب هو الثروة الحقيقية، هو درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من اطماع الطامعين”. لذلك يجب حث الشباب اللبناني على البقاء من خلال تأمين فرص العمل ومراكز الأبحاث والإيمان بقدرات الشباب إذ إن أصغر الأفكار يمكن أن تنمو لتحقق المنفعة على صعيد المجتمعات الصغرى ومن ثم البلد من خلال إبداع الشباب وتعاونهم لتحقيق صورة لبنانية تليق بقدرات ابنائه وتعكس روحهم الوطنية.
ما هي رسالتك التحفيزية لطلابك ؟
لطالما كانت العلاقة بين الشباب والأدب مبنية على التبادل وعلى الحياة ، إذ كان الشباب اللبناني من أبرز المساهمين في الأعمال الأدبية والروائع الشعرية. وكانت هذه المساهمة نتيجة الإبداع والخلق الفياض الموجود عند الشباب أمثال ميخائل نعيمه وجبران خليل جبران الذين بدأوا بنشر منجزاتهم الأدبية في العقد الثالث من حياتهم. كذلك كانت اللغة وسيلة للتعبير تجسد أفكار الشباب ومدرسة ترشدهم على طريق المعرفة من خلال الأعمال التاريخية والأدبية وبذلك اكتملت الحلقة بين الشباب واللغة مما أدى إلى إستمرارية اللغة وإزدهارها وإرتقاء الشباب والمجتمع إلى مستوى فكري وثقافي رفيع.
أما اليوم ومع إنتشار العولمة والفكر الإستهلاكي، إنجرف الشباب العربي خلف تيارات إجتماعية أوّلت المعاصرة وفسرتها بطريقة خاطئة بعيدة عن التراث والأدب. بفعل هذا الإنجراف ازداد حس الإتكالية عند الشباب إذ غاب عنهم الإبتكار والإنتاج الفكري والأدبي فتحول الشباب من المصدّر إلى المستهلك مما أدى إلى تدهور في واقع لغتنا وأدبنا وفكنا وثقافتنا يتجلى هذا التراجع عند الشباب إذ إن العديد منهم “عاجزون عجزًا واضحًا عن التعبير عن أفكارهم في نصّ صحيح متماسك ، وهم لا يرون أنّ هذا العجز منقصة تسبّب لهم الإحراج، أو تشُعرهم بالذنب.” ولعل أكثر المؤشرات وضوحاً على ضعف اللغة العربية وكل اللغات الأخرى عند الشباب استخدامهم للغة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه اللغة تعتمد كتابة الأصوات العربية بالحروف اللاتينية وتتضمن مختصرات باللغة الإنجليزية. تعرف هذه اللغة باللغة الهجينة، أما سبب انتشارها الواسع بين الشباب فيعود إلى سهولة الإستخدام والسرعة وغياب القواعد اللغوية عنها.بالنسبة لضعفهم بكل اللغات. وأدى هذا البعد عن الواقع الأدبي إلى الافتقاد إلى العقلانية النقدية. الأمر الذي تسبب بوقوع المجتمع العربي تحت وطأة التقليد. فكتب محمد عابد الجابري في كتابه المسألة الثقافية في الوطن العربي ” اننا مستعدون إلى تبني أي أفكار تأتينا على هوانا في لحظة من اللحظات ومستعدون لتركها وتبني أخرى تحت هذا الدفع أو ذاك”
من أبرز الأسباب أيضا التي أدت إلى بعد الشباب عن الحاضر الأدبي ،المناهج والمؤسسات العلمية في المجتمع العربي إذ انها اتخذت منحاً يجعل من الطالب آلةً تجمع المعلومات بعيداً عن التحليل والتفكير الإنساني. فالمناهج المعاصرة تركز على تعزيز المعلومات عند الطالب من الناحية العلمية مهملةً الصعيد الثقافي والفكري. وقد ظهر فشل هذا النهج التعليمي في الأونة الأخيرة نتيجة إنتشار جائحة كورونا إذ سلط التعليم عن بعد الضوء على قلة التفاعل بين الطلاب والمدرسين في الصفوف العلمية.
ومن هنا نستنتج أن معرفة الإنسان تقاس بمعرفته لنفسه ومحيطه وليس بكمية المعلومات التي حفظها. لذلك تظهر ضرورة نشر التوعية عند الأهل والمؤسسات التعليمية لإدراج الأدب بطريقة تفاعلية في المناهج الدراسية منذ الصفوف الإبتدائية. هذه المبادرة تشجع الطلاب على تقوية الفكر النقدي البناء وتزيد اهتمامهم بلغتهم عوضاً عن النفور منها. أخيراً العمل على هذه المبادرة لا يتطلب موازنة مالية كبرى لكنه يعود بالمنفعة على المجتمع عامةً والشباب خاصةً على الأصعدة الإجتماعية، الفكرية، والعلمية مما يؤدي إلى تقدم المجتمع وإزدهاره بالإضافة إلى إستمرارية اللغة ألأم وإنتشارها.
فلسفتك في الحياة بفكرك النير العميق … كيف تفهمين الحياة ؟ وبأي منطق تعيشين ؟ ووفق أي مبادئ تسيرين ؟ وماهي القيم والمثل التي تحيا بها الدكتورة نضال ؟
المعرفة وحدها لا تنشىء الأنسان تنشئة خيرة”. “لا قيمة لمعرفة أذا ارتكزت على العقل فقط وغابت عنها المحبة ” ، “لا قيمة لمعرفة لا يرتقي بها الأنسان الى وجه الانسانية”.
نحن نعيش في نظم تربوية, غدت غاية في ذاتها وقلما نسائل عنها. إنها نظم تربوية عرفها الأنسان منذ القديم وهي تدور حول هذا الأطار: المنهاج, والمعلم والطالب.
فلم لا نطرح هذا السؤال البديهي: هل من الضروري أن يكون السبيل الوحيد لتربية الأفراد والجماعات هو هذا القالب وحده, قالب الغرفة والصف والمعلم والكتاب؟
هل التربية التي تحقق الفرد وطاقاته, هي بالضرورة تلك التي تجري في غرفة صف تضم عددا” من الطلاب يجلسون صامتين منفصلين يقودهم معلم سيد مسيطر, ويقدم المعارف والمعلومات فيها كتاب مطبوع يتجاوزه الزمن ساعة دخوله الى المطبعة أن لم يكن قبلها؟
هل سألنا! أين تكمن قوى الأنسان الحقة وطاقاته الخلاقة: أفي الخضوع لمنهاج مرسوم أم في حركة الشوق الى معرفة الكون وأكتشافه؟ أفي ترويض الفكر على بعض المعارف المأخوذة من هنا وهناك أم في التعرف الواسع بالفكر والعاطفة, والجسد على قوانين الحياة وأساليب التعامل مع الحياة, وأشكال السلوك والتصرف عبر الحياة؟
هل قيض لنا أن نفكر أين تتبوأ العبقرية والموهبة؟
هل هي عند أولئك الأطفال الذين يتألف منهم ما نستطيع أن نسميه “بالطالب الجيد مدرسيا” الطالب الخاضع المطيع المغالب لنفسه ولفضول المعرفة لديه, أم هي عند أولئك الأطفال الذين ” يتجاوزون في ابداعهم ما في الدرس والمنهاج, ويشعرون بالغربة ويعانون من الطلاق بين الصف والحياة من حوله؟
ألا نرى سوق الحياة تلفظ أولئك الذين لا يملكون من المؤهلات الا مؤهلات النجاح في المدرسة والعلامات ؟
نخلص من جميع هذه التساؤلات لنصل الى الهدف الذي يجب أن تحققه التربية، هو أن نجد الطريق لتفتح طاقات الأنسان حتى أقصى مداها وأن نعزم أمرنا على صياغة تربية تحرر الأنسان من الجمود والقيود وتطلق قوى الخلق والأبداع والتجديد عنده.
و لا يقتصر فقط على ذلك, بل يتجاوز هذا الأمر الى تأسيس المواطنية اللبنانية وتنمية روح الأنتماء الى لبنان الوطن وليس الأنتماء الى لبنان الطائفة والمنطقة والعائلة.
التربية هادفة الى أن يكون الأنسان في لبنان هو الرأسمال الحقيقي المحقق لذاته على أكمل وجه في كل لبنان وفي جميع مناطق لبنان ليتمكن الطالب من أقاصي الشمال الى أقاصي الجنوب مرورا بالبقاع من أن يجد نفسه في ظروف وأجواء مؤاتية تجعله متمكنا من تسديد رسالته وتفجير طاقاته .
هذه فلسفة أخرى أيضا عليك أن تختارين بين الاثنين
الموت يمشي يوميا بجانب الحياة…
عِش ، سابِق الموت
عِش بكرامة فطأطأة الرؤوس موت من نوع آخر
أنجِز الكثير لان الوقت القصير
وإن لم تأخذ شيئاً معك … أبقيتَ منك الكثير
عِش حيث تحبّ ومع من تُحب ، وإلّا اعتبرتك الحياة من غير مستحقّيها !
كن جريئاً ، قل الحقّ في وجه الباطل لا تهتمّ بالخسارات
التي قد تبدو لك كبيرة لكنّها بالحقيقة “رماد ” سرعان ما تقذفه الرياح بعيداً منك …
قدّس حريّتك ، وعِشها قولاً وفعلاً … فالقيود لا تليق بأبناء الحياة
غيّر رأيك ساعة تشاء ، بالناس والاشياء والأفكار
أمّا المبادئ فلتبقَ سيفك وسلاحك في كل وقت وفي أيّ معركة
كن حقيقياً في زمن تشويه الحقائق !
الموت يقف على الباب … انظر “أناس كانوا هناك يحلمون ويُخطّطون ويعيشون
أراد احدهم ان يُفجّر أحقاده وان ينتقم من الحياة بِهِم !
ففكّك عائلاتهم ، وقضى على احلامهم
لكن ليس باستطاعته إنهاء الكون ولا دورة الحياة
لن يتغيّر موعد شروق الشمس ولا لحظة غروبِها
ولن يطال نجمة من نجوم السماء
ولن يقوى على النظر الى فوق !
فهناك … الأرواح البريئة الجميلة تُرَفرف وتطوف الكون حرّة طليقة مُبتَسمة تبارك الحياة والأحبّاء
لن نأخذ معنا لا فِلساً ولا كرسيًّا ولا مركزاً ولا عُقداً ولا ذهباً ولا حبّة الماس …
عِش بمحبة رغم اجتياح الاحقاد وكن كريماً حتى مع ناكري الجميل
فالحياة … ان لم تكافئك اليوم
كافئتك ولو بعد حين …
كلمة أخيرة
و أسأل : هل نستطيع -طلبة و غير طلبة – أن ننعزل عن السياسة و العمل السياسى ؟
دور الشباب هو دور أساسيّ بإسداء الرأي في كليّات الجامعة،و في حياة الجامعة وأنشطتها ومؤتمراتها وندواتها واحتفالاتها الإجتماعية والآكاديميّة. ينبغى أن ندرك أنه حتى لو قررنا بل و عقدنا العزم على أن نترك السياسة و اعتزالها فإنها لن تتركنا .. لماذا ؟
لأن السياسة هى الإدارة العامة لشؤون الناس ، و هذه الإدارة إما أن تؤدي إلى عدل أو إلى ظلم ، و القرار السياسى فى النهاية هو الذى يحدد طبيعة التعليم الذى نتلقاه ، والمحرك لإنتخابات والانقسامات ضمن الجامعات و طبيعة الطعام الذى نأكله ، و طبيعة المسكن الذى نسكنه ، و طبيعة الطريق الذى نعبره ، و طبيعة الجريدة التى نقرأها ، و طبيعة الراديو الذى نسمعه ، و طبيعة التلفزيون الذى نشاهده ، و كمية ما نحمله من أموال فى المحفظة .
نحن مادة القرار السياسي الذى يتخذه الوزير أو النائب أو الرئيس ، نحن المعنيون به ، نحن ضحاياه أو فرسانه ؛ و عليه فإن القرار السياسى ليس شيئا منعزلا عنا ، لا يؤثر فينا ، أو يتجاوزنا ، أو يتخطانا .. إنه قرار لنا أو علينا و لا وسطية فى هذا الأمر ، و مجالس الوزارات و الوزراء و هذه الجيوش الإدارية و هذه القرارات ما هى إلا أدوات لتنفيذ القرار السياسى و نقله من فكرة تتأرجح إلى واقع نعيشه فى البيوت .
الطلبة يعتبرون من أهم العناصر التي لها قابلية لتبنّي التغيير الشامل للواقع العربي فالوطن ليس شعرًا ولا نشيدًا ولا بيرقاً مطرّزًا، إنما الوطن هو الأمن والخبز والحريّة والمساواة وكل ذلك في إطار من المشاركة السياسيّة..
إن الابتعاد عن المنطق العملي الواقعي، والإغراق في عالم الأفكار والرضا بذلك كمنتهى، يُفرغ الساحة أمام الفجرة الأقوياء كي يلوّثوا المساحة العامّة بفسادهم ووصوليتهم، ونفاقهم.
إن أي فكرة ناشئة تبحث عن مؤمنين بها أو أرض لها، يجب أن تطرح في فضاءات الطلّاب ليتحلّقوا حولها فتنمو أو تموت، وإذا توقّفنا عن تسميم واقع طلابنا بتخدير الوعي والشهوانيّة، والتبعية يمكنهم أن يكونوا بادرة أمل لهذا الوطن المنكوب.
إحكموا بإسم لبنان لا بإسم الطوائف والأحزاب.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=12359