منصات التواصل الاجتماعي تطور يجب أن نواكبه
الموهبة تحتاج لتطور وليس فقط لدراسة معهد
بيروت– هناء حاج
وسام فارس اسم برز في أكثر من عمل درامي لبناني، لفت الأنظار من البداية، فشخصيته الهادئة حيناً والحادة أحياناً، جمعت حوله أضواء بات لديه نضج ليدخل الى دائرتها، وبات ممثلاً يترقبه المشاهد أينما حل. سواء في مسلسل “روبي” و“فرصة” و“سنعود بعد قليل” حيث حققت فيهم نجاحاً كبيراً.
بعد سلسلة أعمال درامية ساهمت بنجوميته انتهى وسام فارس أخيراً من تصوير مسلسل «دانتيل»، الذي يقدم فيه دور بطولة وشخصية مفصلية، وينتظر تصوير مسلسل ضخم بعنوان «سفر برلك» إلى جانب ثلاثة ممثلين عرب، بعدما كان تم إرجاء تصويره بسبب أزمة كورونا.
أهم بروز لوسام فارس من خلال “الهيبة“، وبعده بمسلسلين هما “العودة” و“بالقلب” الذين عرضا معاً خلال شهر رمضان الفائت. والآن يستعد لخوض أكثر من تجربة.
أوضح وسام بعض ما يراه من تطور في مجال الإنتاج والعرض في زمن التطور الالكتروني، وشرح رؤيته خلال لقاءه مع “النجوم“، حيث قال بداية إن عوامل النجاح الذي حقق له نقلة نوعية يعود لأكثر من سبب، وعن تأخر نجومية بعض الشباب:
“لعبت عدة عوامل دوراً وليس عاملاً منفرداً، فقد صار عندي نضج أكثر، بالإضافة الى انني صرت اعرف ماذا اختار وكيف ومتى، ما ارفضه وما أوافق عليه، كما أننا كجيل الشباب نعمل في هذا العمر، قد تكون أدوارهم محدودة، لأننا نرى تركيزاً على الجيل الذي قبلنا ونسوا الشباب، ونحن قلة ممن اشتغلنا على حالنا وطورنا قليلاً في مجالنا، أعتقد أن كل هذه العوامل سب فيما وصلت إليه، وليست مسألة منتجين أو شركات، أعتقد أنه لو جاءتني هذه الأدوار قبل ثلاث أو أربع سنوات لكنت شخص مختلف ولا أملك النضج الذي أنا عليه“.
لا ظلم بل تخطيط
وعن شعوره بالظلم كشاب كون المنتجين يركزون على أسماء كبيرة أوضح قائلاً: “لا أقصد ظلمنا بل هناك أسماء لامعة وكبيرة ستركز الشركات ستركز عليهم بطبيعة الحال، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون هناك بعض التخطيط للمستقبل لبناء اسم، مثلاً أن يتم تبني ممثل معين والعمل على تطوير موهبته بعمر معين الى أن يوصلوه الى النجومية كما يحصل مثلاً في أميركا، وهذا لا يعني أن أتخرج من المعهد وأحصل مباشرة على دور بطولة، بل هناك سلم علينا تسلقه بالتدرج“.
وأضاف: “معي أنا شخصياً حصل الأمر فجأة، شعرت أني قفزت قفزة مهمة بعدما كنت عالق بمكان معين وتخطيته، وهي مسألة اختيارات، ولم يعد الدور يضعني في مكان ما يريده، بل صرت أنتقي اين وماذا اريد، صارت الأفكار أكثر وضوحاً وصار عندي نضج“.
اختلاف النظرة
وعن نيل البعض أدوار بطولة من أول إطلالة قال وسام فارس: “في الماضي كنت أفكر بطريقة والآن اختلفت نظرتي للأمور، بالنسبة إليّ هذا فن، وهو لا يحتاج الى شهادات فقط بل موهبة وصقل، ولا أستطيع منع أحد من خوض مجال الفن كونه ليس خريجاً من معهد الفنون، مثلاً فان غوغ لم يدرس في الجامعة فن الرسم وهو من أكبر الفنانين. فحين ترى شركة إنتاج موهبة أو شيء في اسم ما له جمهوره في أي مجال كان، وتعرف انه يبيع، فالشق التجاري يفكر به المنتج فيكسب جمهوره.
تجربة جديدة ومنافسة
وعن مسلسل “العودة” الذي وضعك على منصة المشاهير العربية، أوضح: “ليس لمسلسل “العودة” فقط تأثير على هذا الأمر، وغيره الهيبة وديفا وبالقلب وصولاً الى العودة، الذي تدبلج الى الفارسية والتركية، ربما الدور الذي تقلب الناس معه كان له تأثير“.
وعن رضاك عن دوره في مسلسل الديفا، كونه عرض على منصة الكترونية، قال: “كان تجربة جديدة وجميلة بالنسبة إليّ، فالشخصية كانت بعيدة عما لعبته سابقاً وهي قريبة جداً من واقع عملنا، وربما ما جذبني للدور في مسلسل “الديفا” كونه كان أول عمل على منصة “شاهد” وإنتاج MBC”.
وعن المنافسة مع نجوم عرب في هذا العمل، أكد وسام فارس: “حين نكون في عمل معين لا أفكر بأنني اريد المنافسة بالعكس أفكر مع أي شخص، أشببها بلعبة البينغ بونغ أو عزف موسيقي، نعمل معه ليكون العمل جميل وجيد بتوازن وتناغم، وليس كما انا اريد الظهور أكثر لأربح، بل أعمل لتأخذ الشخصية حقها، لأننا حين نصل الى التصوير نعمل سوياً“.
وعن انتشار وسائل التواصل على حساب الشاشة، وإمكانية ابعاد الممثل عن المشاهدين، قال: “ربما العكس، فما يحصل هو مزيج بين الإثنين، والتجربة خارج الدول العربية تدل انها ناجحة ويشعر الناس ان المتابعة صارت أسهل.
فالجيل الذي نخاطبه مختلف عن الجيل السابق، فمعظم الأشخاص لم يعد لديهم التزام للجلوس امام الشاشة ليتابع مسلسل ما، فمن يريد المتابعة صارت الوسائل متوفرة أينما يريد، في المنزل أو خارجه وفي أي وقت، ويستطيع أن يشاهد أكثر من حلقة متتاليين، فالزمن يختلف ونحن يجب أن نلحق التطور، مثلاً مارتنز كورسيز صور فيلم ثلاث “أيرش مان” مع البا تشينو وروبير دينيرو مدته ثلاث ساعات ونصف. واشعر أن هذا الشخص لم يعلق في زمن ما، بل بحث عن ناتفليكس وباعهم فيلمه لأنه يعرف أنه لا يستطيع عرض فيلم بهذه المدة في صالة السينما، وهذا المشروع موجود من زمان ولم ينجزون في ذاك الوقت، والآن حين تطورت التقنية عرض على منصة الكترونية ليتمكن المشاهد من متابعته براحة ويتوقف حين يريد، لذا استطاع تنفيذه. فكل شيء سيختلف لاحقاً“.
وأضاف فيما يخص التباعد العائلي: “لا اعتقد هذا الأمر منطقي، ضمن أي منزل هناك أكثر من شاشة تلفزيون في البيت، وكل فرد يريد أن يشاهد ما يريده في محطات مختلفة، فالمسألة ليست موضوع تواصل بل موضوع تطور لكل جيل. ففي الماضي البعيد لم يكن لديهم تلفزيون، وتطور وسائل التواصل بتطور، والجميع لديهم خوف من التطور. أجرب أن يبقى لدي الانفتاح، وأخاف أن أبقى مكاني لذا أواكب كل تطور“.
وعن جديده قال: “أنتظر تخطي أزمة الكورونا لنتابع بعض الأعمال التي لا نزال ندرس تفاصيلها لنقرر العمل، وأنا أنتظر حالياً عمل ضخم جداً سيضعني في مكان رائع ومهم“.