النجوم -خاص

من حي بسيط بطماي الزهايرة الدقهلية مصر حاليا ولدت فاطمة إبراهيم البلتاجي في 31 ديسمبر عام 1898م حسب ما روى المؤرخين  لثقات ولكن ما أثبتته السجلات هو 4 مايو 1908م لأنه لم يكن توجد آنذاك توثيق رسمي وشهادات ميلاد في محافظة الدقهلية  .

صدحت بصوتها منذ نعومة أظفارها وكان عملها في المواويل والأناشيد يساعد في دخل أسرتها رغم انتقاد الناس لهم بما أنهم اسر  حافظة و

والدها  كان مؤذن قرية طماي .

وانتقلت الى القاهرة باسمها الجديد أم كلثوم بعد أن قدما الشيخان زكريا احمد وابوالعلا محمد لقرية طما لإحياء ليالي رمضان وسمعا صوت ام كلثوم فألحا على والدها بالرحيل الى القاهرة لانهم يرون لها مستقبل اخر غير ما هي عليه الان .

وانتقلت الى القاهرة وكانت اولى خطواتها الفنية إحيائها ليلة الاسراء في قصر عزالدين باشا واعطتها سيدة القصر خاتما ذهبا وتلقت 3 جنيهات كأجر لها وبدأت خطواتها الفنية تتسارع وتسبق كثير من الفنانين الذين كانوا متواجدين على الساحة الفنية فغنت  من كلمات امير الشعراء أحمد رامي  وأدت كثير من الأغاني باحترافية كأغنية (أراك عصي الدمع ) الذي لحنها مرة السنباطي وبعام 1926م أعاد لحنها عبده الحامولي وظل السنباطي يلحن لأم كلثوم أكثر من 40 عام  والجدير بالذكر  أن أروع ما غنته سيدة الغناء العربي في المديح “نهج البردة” ويظهر موقفها الوطني عندما منعت اغانيها ان تبث في الاذاعة وطردت من منصبها(نقيبة الموسيقيين)باعتبارها مطربة العهد البائد ولم يكن هذا القرار من مجلس قيادة الثورة بل قرار فردي تم اتخاذه من قبل الضابط المشرف على الاذاعة وبرغم ان ام كلثوم غنت للجيش المحاصر في الفلوجا اثناء حرب فلسطين اغنية (غلبت أصالح في روحي) وكان من بين ذاك الجيش عبدالناصر وأنور السادات إلا انه تم اعتبارها ضد الثورة بسبب حصولها على قلادة صاحبة العصمة وغنائها للملك أكثر من مرة ووصل الموضوع الى جمال عبدالناصر الذي ألغى القرار   والجدير بالذكر ان سبب لبس ام كلثوم للنظارة السوداء هو جحود عينيها بسبب الغدة الدرقية وكان سببا لإيقافها نشاطها التمثيلي الذي اقتصر على 6 افلام في عام 1954م تزوجت كوكب الشرق من حسن السيد الحفناوي أحد اطبائها واستمر حتى وفاتها عام 1975م   وقد حصلت على عدة اوسمه منها وسام النهضة من ملك الأردن ، ووسام الاستحقاق من الدرجة الاولى من الرئيس هاشم الأتاسيو  ووسام من رئيس تونس بورقيبة عام 1968 م   ومن وطنيتها غنت نشيد “والله زمان يا سلاحي” ابذي اصبح نشيد قوميا حفظته على ضوء الشموع سجلته في نفس الليلة التي علم ان اسرائيل ستضرب محطة الإذاعة.

ثم تتابع بعد ذلك غنائها الأغاني الوطنية مثل مصر التي في خاطري “ و انشودة الجلاء ، وشاركت في مسلسل إذاعي “رابعه العدوية “ غنت فيه اغانيها الشهيرة “ يا صحبة الراح “ و “الرضى و النور “ حانت الاقدار “ ،  وقد صرح مجلة نيوز ويك عام 1956 م ان صوت ام كلثوم هو الصوت المحبب و المفضل في جميع انحاء الشرق الأوسط كما وصفتها المجلة “ بملكة بلاد العرب “ وفي عام 1959 م نالت وسام الأرز برتبة كومندوز من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي ، وكانت الستينيات هي ازهى عصورها الفنية فقد بزغ نجمها أكثر و أصح لها صدى على مستوى محلي و دولي وقد لحن لام كلثوم كل من بليغ حمدي و رياض السنباطي الذين كانا اكثر من غنت من الحانهما .

وفي عام 1964 غنت ام كلثوم اشهر اغانيها “انت عمري مع الموسيقار المايسترو محمد عبدالوهاب .

وكان لها مبادرات عندما هزم الجيش المصري بنكسة يونيو فقد قامت بإحياء حفلات داخل وخارج مصر وتبرعت بأرباحها للمجهودات الحربية وغنت آنذاك اغنيتها

المميزة “ اصبح عندي الان بندقية كما غنت عند عودة عبدالناصر للحكم بعد ان تنحى منه سابقا اغنية “ حبيب الشعب “ وانتهت فترة الستينات بغنائها لأغنية

“رسالة الى الزعيم “ ترثي بها الزعيم جمال عبدالناصر وقد كانت من تأليف نزار قباني و الحان رياض السنباطي عام 1970 .

أصيبت كوكبة الشرق بمرض التهاب الكلى وسافرت لندن للعلاج وكانت قد طلبت من الشاعر صلاح جودة ان يكتب لها اغنية بمناسبة نصر أكتوبر وطلبت من رياض السنباطي تلحينها وكان مطلع الاغنية “ ياللى شبابك في جنود الله .. و الحرب في قلوبهم صيام وصلاة “ ولكن المنية وفاتها قبل ان تغنيها في الثالث من فبراير لعام 1975 م و قد كانت جنازتها مهيبة جدا و تعد من اعظم 8 جنائز في العالم حيث بلغ عدد المشيعين اكثر من 4 مليون شخص .

خلفت وفاتها اصداءّ بالعالم اجمع فقد كتبت صحيفة  الأورو الفرنسية ان ام كلثوم مثلت للعرب ما مثله اديث بياف  وذكرت صحيفة التايمز انها من رموز الوجدان العربي الخالدة وأكدت جميع الصحف المصرية عن فقدان مصر لهرمها الرابع.