حوار رئيس التحرير
الإعلامية إنطوانيت لطوف تنحدر من عائلة لبنانية هاجرت من شمال لبنان عام 1976 أبان الحرب الأهلية آنذاك الى أستراليا ، ولقد أبصرت النور في سيدني لتكون طفلة مثيرة للإهتمام لتمتعها بمواهب متعددة أبرزها الشغف في القراءة ومتابعة القنوات التلفزيونية وقدرتها على قص الحكايات .. وقد أعلنت عن عزمها خوض مضمار الميديا وهي لم تزل في الرابعة من عمرها ، وكان لها ما أرادت بفضل الدور الكبير لوالدتها “ سيدة شيحا” والتي كانت وراء وصولها الى تحقيق حلمها -الإعلامية لطوف تميزت بإدائها المهني العالي وحصلت على الكثير من الجوائز ، حلّت علينا ضيفة و نجمة” النجوم “ .
نريد أولا أن ُتلقي الضوء على طفولتك ولماذا إخترت حقل الميديا مبكرا ؟؟
منذ طفولتي وتحديدا في الرابعة من عمري كانت لي القدرة على قراءة كتب أخوتي في المراحل الدراسية المتقدمة ، وعندما كانت تسألني والدتي عن مستقبلي ، أجيب :” أريد أن أكون صحفية “ .. كما كنت أحب قراءة القصص والروايات وبعد ذلك أقوم بقصّها على إخوتي وخصوصا تلك التي تتحدث عن تاريخ بلدي لبنان كما كنت أتابع التلفزيون الإسترالي وما يبثه من برامج حول أفريقيا ولبنان ، وعندما أنهيت الدراسة الإبتدائية دخلت الى “ هاي سكول” في منطقة براماتا ، وهنا بدأت أمارس خطوتي الأولى في الصحافة عن طريق عملي ك” متطوعة “ لكتابة تقارير صحفية في جريدة “ براماتا سان” ..
ما هي الموضوعات التي كنتِ تكتبين بها ؟
كتبتُ عن مشاكل الشباب “ المراهقين تحديدا “ في مجال“ المخدرات ، الحمل غير الشرعي ، والموسيقى ومواضيع أخرى وأعتبر هذه الفترة هي مرحلة التدريب واكتساب الخبرات والمهارات في اعلمل الصحفي .
وفي مرحلة “ سنة 10” تحولت للدراسة في المدارس الخاصة بالاذكياء “ celective school”
متى بدأ مشوارك الأكاديمي في حقل الإعلام ؟
بعد أن أنهيت دراستي الثانوية توجهت للدراسة في جامعة سيدني التكنلوجية “ U.T .S وقد درست فيها الصحافة والسياسة ، وبدأت الانعطافة العملية في مسيرتي الإعلامية عندما كنت في الصف الثاني من الجامعة حيث باشرت العمل في في التلفزيون الحكومي “ اس بي اس” وبداوم كامل .وكنت أعمل في قسم الأخبار والتحقيقات الإسبوعية .. وكنت أعد تقارير عن مواضيع الصحة العقلية ، مشاكل الاطفال الأبورجينيين ، مشاكل تعاطي المخدرات والمنشطات من قبل الرياضيين ، ومشاكل البيئة . ومن خلال عملي في هذا الحقل حصلت على تكريم خاص من قبل “ منظمة الامم المتحدة” كأحسن صحافية في مجال “ الطفولة “.
هل من محطات أخرى في حياتك المهنية ؟
نعم لقد إنتقلت الى العمل A.B.C
في الإذاعة والتلفزيون لتقديم تقارير عن “ الشباب وعالمهم “ كما أعمل في قسم الاخبار اليومية ..
سمعنا أنك ذهبت الى سوريا .. هل من إضاءة لهذه الرحلة الى الشرق العربي ؟
نعم سافرت الى سوريا عام 2010 ولمدة خمسة أشهر لغرض دراسة اللغة العربية في جامعة دمشق ، و كنت على إتصال مع ال” أي بي سي” إذ كنت أزودهم بتقارير مهمة عن سماسرة الرقيق الإبيض والاتجار الجنسي بالشابات من العائلات العراقية المهاجرة الى سوريا “ وقد كان هؤلاء التجار يقومون بخطف أو إغراء المراهقات للعمل كبائعات هوى ، وقد قابلت ثلاث من العوائل العراقية المنكوبة وكان عمر بناتهن الضحايا يتراوح بين 11 – 13 عاما .
عند عودتك من سوريا ..ماهي أهم محطاتك في سيدني ؟
محطاتي كثيرة ، وأبدأ على الصعيد الشخصي فقد تزوجت من رجل الأعمال في مجال التسويق لشركة “ مايكروسوفت” “ داني لطوف” وأنجبت إبنتي البِكر ، أما على صعيد العمل فقد إنتقلت الى العمل في قناة تلفزيون “ CANNEL 10”
في قسم الأخبار والتقارير وقضيت ثلاث سنوات ونصف فيها … وخلال عملي حصلت على جائزة “ إمرأة العام “ 2010
وذلك عن مساهماتي الواسعة في كتابة تقارير عن ظاهرة “ زواج البنات القاصرات القسري “ في المجتمعات “ الإيرانية ، اللبنانية العراقية “ في أستراليا.
يبدو أنكِ مثل النحلة لا تتوقفين عند محطة ما ، بدليل عودتكِ للعمل في قناة S.B.S ؟
إجابت ضاحكة ….. نعم عدت الى “ بيتي الأول “ لتقديم برامج الأخبار العالمية مع الإحتفاظ بعملي بتقديم تقارير أسبوعية في قناة “ CHANNEL10” وتحديدا في “ إستوديو 10” حيث نقدم مختلف المواضيع الإسبوعية، كالأخبار والسياسة ومشاكل العائلة الاقتصادية ، الإجتماعية .. وأحيانا نستدعي ضيوفا للمساهمة في الحديث والتعليق عن موضوع الحلقة .
هناك من يذهب الى وجود نظرة فوقية أو تمييز بين العاملين الإستراليين والعاملين من خلفيات شرق اوسطية وعربية ؟
لم أشعر اطلاقا بهذه التفرقة في عملي في كل القنوات ، بل على العكس أرى زملائي والمسؤولين يعاملوني بمنتهى الإحترام والود ،لأنني عكستُ الصورة المشرقة للشخصية اللبنانية في المجتمع الاسترالي . وكنت أعمل بجد ونشاط وبساعات عمل طويلة وفي حقول متنوعة ، وقد حققت النجاح فيها والحمد لله .
بما أن الشطر الأكبر من عملك في إعداد التقارير .. ترى أي منها قد أحدث صدىًّ طيبا ؟
كل التقارير التي عملتها كانت قريبة الى نفسي ، ولكني أتذكر بحب، التقرير الذي عملته عن “ المهاجرين بالقوارب “..وهذا النوع من الهجرة غير قانوني. وخصوصية تقريري أنني التقيت أطفالا نجوا من الغرق وهم بعمر ال” 10” سنوات .. وقد شهدوا غرق ذويهم بالبحر بأم أعينهم ، وهذا ما سبب لهم صدمة عالية ، وحالما عرض التقرير فلقد تجاوب المجتمع الأسترالي معهم برد فعل سريع جدا وتبرعوا لهم بالمال ، والاثاث، وأجهزة الكومبيوتر ، وتعليم اللغة الإنكليزية ، .. الخ “ وكان هذا مصدر فرح وفخر لي .
حياتك العملية حافلة رغم صغر سنك .. حدثينا عن أغرب الأحداث في حياتك كأعلامية ؟
سوف أروي لكَ حادثتين، الأولى محزنة حقا ، فقبل إسبوعين تقريبا حدث حريق في إحدى المباني في سيدني و أدى الى وفاة أمرأة وطفلها وعمره سنة واحدة ، وقد إستغرق البحث عنهم تحت الإنقاض حوالي 30 ساعة
والحادثة المفرحة هي انني إستقليت طائرة من “ بلو ماونتين “ وقام الطيار بحركات إستعراضية غاية في الجمال والخطورة معا ، وقد كانت مصدر فرح وهلع معا فكتبت تقريرا عن هذه الرحلة الجوية النادرة في حياتي وكانت تجربة مثيرة حقا .
ما هو رأيك في وسائل الإعلام العربية وما هو الفرق بينها وبين القنوات الأسترالية ؟
بصراحة أنا غير متابعة بشكل جدي للميديا العربية لإني ولدت هنا و لغتي الأولى هي الإنكليزية ولكني أتابع قناة الجزيرة العربية والإنكليزية . وعند المقارنة مع الميديا الأسترالية وخصوصا قناتي SBS , ABC
ألاحظ الميديا الأسترالية أكثر استقلالية في خطابها .
وماذا عن جديدك ؟
شخصيا أتهيأ لإستقبال مولودي الجديد وعمليا فأنا سأكون “ عريفة الحفل “ لمناسبة الزيارة التي سيقوم بها، الكاردينال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. الى سيدني حيث سيحلّ ضيفا عزيزا ، في حفل غداء، مع رئيس الوزراء الإسترالي ورجال الإعمال المسيحيين ، وذلك في 7 نوفمبر وعلى قاعة “ CURZON HALL”