100 مليون شخص حول العالم يستخدمون الأركيله يومياً!
أحمد واحد من هؤلاء الملايين يطربه صوت فقاعات الهواء داخل الشيشة المملؤة بالماء وتنعشه رائحة المعسل وفحم الاركيلة غير مدرك ما تحمله هذه الفقاعات من دخان قاتل لرئتيه وهو شاب في عمر الثانية عشر من العمر في بداية المراهقة يجلس بين اقرانه في احد المقاهي متفاخرا يحدثنا عن عشقه للاركيلة او ما يسميها الناركيلة ..هو احد الشباب العراقي الذي اقبل على التدخين بعمر مبكر بسبب دخولها من الوطن العربي الى العراق وانتشارها بين الشباب بشكل خطير وباتت سلوكا فرديا بين الشباب والشابات .
هذا المشهد يتزايد يوميا بين الاطفال المراهقين في سن العاشرة والرابعة عشرة من العمرولعل الاسباب كثيرة منها التغييرات الفيزيولوجية لدى المراهق خصوصا الشباب الذي يملك قراره ما يدفعه لتجربة كل ما هو جديد محاولا التمرد
الطقوس أو الأتكيت في تدخين الأركيلة
كانت (الناركيلة) حكرا على كبار السن، ولم يكن هنالك تهافت عليها من الشباب خلافاً لما يحدث اليوم، فقد تعددت طقوس تدخينها وهناك من يعتبرها اتكيت مكمل لبروتكوله ورقيه ويعدها جزء لا يتجزأ من طقوسه في الحياة ..فمنهم يتفاخر بأنه يدخن هذه الشيشة وكأنه احد سلاطين عصره ولا يخلو بيت منها ولكن لا يدري انها دمار سريع للصحة …هناك من يدخنها حسب المزاج وان يعد مكانا هادئا ويبدأ ((بالسلطنة)) وهناك من يحرقها وينفث دخانها كأنه ينفث همومه وحسراته على حبيبة غدرته او فريق خسر المباراة او طالب راسب في الامتحان او اطفال تجرب فرحة بقرقرة فقاعات الهواء في الماء واخرون يهربون من مسؤولية الحياة وبطالة عن العمل فيدمنون كي يشعروا انهم في نشوة ونسيان للواقع اما في العراق فقد كانت في السابق منحصرة على الكبار فقط ، اما طلبة المدارس الصغار في العراق يخرجون من مدارسهم خلسة للتجمهر في أحد المقاهي وهنا فلابد من رقابة الأهل، فالتدخين بشكل عام مضر بالصحة ولا تعرف آثاره الجانبية الا عندما يتقدم العمر.
رأي منظمة الصحة العالمية
إن البحوث والدراسات تشير الى ان ان مدخن الاركيله قد يستنشق خلال جلسة واحدة مايعادل تدخين 100 سيجارة أو أكثر وهذا مؤشر خطير على اتلاف الرئتين وصحة الشخص المدخن. منظمة الصحة العالمية في دراسة لها عن اضرار الاركيله بينت ان هذه الاضرار تفوق مخاطر التدخين الى 50 عاما حيث اظهرت النتائج ارتفاع معدلات ضربات القلب اكثرا بعد تدخين الاركيله كما اثبتت ان معدل استنشاق الدخان كان بنحو 48مرة عند تدخين الاركيله مقارنة بالسجائر علما انه مع اختلاف انهما يؤديان لامداد الجسم بالنيكوتين و حدوث التأثيرات المباشرة لتدخين الارجيلة على جهاز التنفس، القلب والأوعية الدموية”.
و حول الاعتقاد المغلوط بأن المياه تقوم بتنقية الدخان من المواد السامة التي يحويها،: “فلا دور يُذكر للمياه في أي شئ سوى اخراج الفقاقيع”٫
الأركيلة وآثارها المرضية
قال الدكتور علاء الوحيلي استاذ في كلية الطب :إن “الأركيلة احد اسباب سرطان الشفتين وهو واحد من الأمراض السرطانية الأكثر انتشارا خاصة بين المدخنين للسكائر والاركيلة، فالاحتراق المستمر يؤدي الى تقرّحات شديدة تصيب النسيج الحرشفي للشفة السفلية حتى يتغير لونها وتتورم.
ويعد “هذا المرض خطير بسبب صعوبة إعادة بناء الأنسجة من جديد بعد استئصال الورم”، منوها “توجد بعض المواد الهيدروكربونية في الاركيلة الى جانب مواد مشعة بنسبة ضئيلة، تتراكم وتصبح ذات تأثيرات خطيرة جداً.
واضاف “المعسل وهو احد مكونات الاركيلة الرئيسية يحوي موادا صناعية لاضفاء الطعم والرائحة، وهي مواد شديدة الخطورة على الجهاز المناعي، إضافة إلى المضاعفات الناتجة عن الإحتكاك الدائم بالشفاه .
كما “سعت بعض الشركات إلى إدخال عنصر مهدئ في التبغ، مما يؤدي إلى إدمان الجسم، وهو ما يصعب عملية الاقلاع عنها، محذرا من ان “الدراسات تثبت ان تدخين اركيلة واحدة يعادل 60 سيجارةً مشددا على اتخاذ الاجراءات الصارمة بحق هذه الظاهرة السلبية .
الأضرار النفسية
أما عن الأضرار النفسية على المدمنين على تدخين الأرجيلة او على من يدخنها: “التدخين مضر للإنسان على كل اشكاله وانواعه. هنالك الكثير من الابحاث العلمية الاكاديمية (30000) عن السجائر مقابل (100) عن الارجيلة فقط، وهنا كان دورنا في زيادة المادة المثبته علميا، خاصة بسبب رواج الأرجيلة الهائل في مجتمعنا خاصة، وفي العالم الواسع. أيضا لم نتطرق الى تأثير التدخين على الناحية النفسية، لكن المعروف ان الارجيلة لا تؤدي الى الادمان والتعلق بنفس القوة كما هو الحال مع السجائر. بالرغم من أن كمية النيكوتين الموجود في الارجيلة تزيد بـ 100 ضعف عمّا هو موجود في السيجارة. وربما هذا يعود الى انه ليس من الممكن أن يدخن الشخص ارجيلة كل الوقت وعلى مدار اليوم بل بشكل متقطع وغير يومي”.
اما اذا ما دخل عليها نسبة من المخدر فبهذه الحالة سوف يدمن الشخص ويقوم بأعمال لا ارادية ناهيك عن حالته النفسية التي تضطرب فتراه في نشوة كبيرة ويريد افراغها فيقوم بالزنا وان لم يجد فهو يعتدي على محارمه وهناك الكثير من الحالات حدثت في الاحياء الشعبية وهناك جرائم عدة سجلتها مراكز الشرطة والاحداث لا تعد ولا تحسى .
أسباب تدخين الأركيلة عند الشباب
السبب الأساسي للانتشار الكبير للاركيلة هو البطالة المنتشرة بما تشكله من اوقات فراغ طويلة، فضلا عن تردّي الأوضاع الاقتصادية والامنية”، مشيرا الى ان “الشباب العربي خارج سوق العمل، تفترسهم الهموم المعيشية، ولا حلّ يجدونه سوى اللجوء إلى تدخين الارجيلة”.
الاركيلة جاءت الى العراق مثلا من دول الجوار نتيجة تقليد أبطال المسلسلات التركية السورية والمصرية التي تعرض على شاشات التلفزة، حيث انها تحولت من تقليد الى موضه ثم ادمان” كما أن الأركيلة كانت منتشرة في صفوف كبار السن فقط لكنها الآن اصبحت تحظى بشعبية بين صفوف الشباب والمراهقين اكثر محذرا نت ات ان “المخاطر الناشئة عن هذه الظاهرة على قدر كبير من الخطورة، ولابد من اتخاذ خطوات جدية للتخلص منها.
وتحدثت طبيبة تحليلات بايلوجيا «فاطمة عبد اللطيف “ بعد اجراء فحوصات للشباب المقبل على الزواج قائلة : ان الكثير من الشباب في دمه نسبة من النيكوتين وتكون عالية جدا ويعانون من بعض الامراض وهي تؤثر على الحمل او على الحالة الجنسية وهناك ايضا نسبة من الادمان في الدم ، وبهذا نحن كمهتمين بصحة الفرد يجب منع إعطاء التراخيص للمقاهي التي تقدم الارجيلة للشباب دون سن 18 سنة، وعدم بيع الشيشة ومستلزماتها للمراهقين والشباب دون سن 18 سنة، ومنع تقديم الارجيلة في الأماكن العامة، وتكثيف الرقابة الصحية على المقاهي وانزال العقوبات بالمخالفين.وهذا يعتمد اولا على الاسرة وبالتالي الصحة والحكومة في تفعيل دور
نصيحة
إن الانفتاح على التكنولاجيا اثر سلبيا باستخامه الخاطئ من قبل الشباب فهم يروجون للاشياء التي تضرهم اكثر من التي تنفعهم ولهذا فالوسائل التربوية والمناهج التعليمية والمراكز الشبابية تقع تحت إشرافها. ووسائل الإعلام – في الغالب .
تبقى مسؤولية الشاب عن نفسه في حماية نفسه من الانحراف من أهمّ المسؤوليات، فقد لا تنفع الدوائر الأخرى في حمل الشباب على الإقلاع عن ظاهرة انحرافية معيّنة، لكنّ الفتيان والفتيات – بما أوتوا من همّة عالية – قادرون على الوقوف بوجهها إذا تنبّهوا إلى مخاطرها الحاضرة والمستقبلة، ذلك أنّ الشباب وحده الذي بيده قرار الاستسلام للانحراف والانسياق مع المنحرفين، وبيده وحده قرار الممانعة والمقاومة ورفض الضغوط أو الإغراءات التي يلوّح بها الانحراف وكي لا يصبح شبابنا المراهق كما ان احمد الذي يطربه صوت فقاعات الاركيلة والذي يسكن احد الاحياء الشعبية الذي عمره لا يتجاوز الثانية عشر فارق الحياة بجرعة كبيرة من المخدرات في التي خلطها مع المسعل ففارق الحياة وبقيت الشيشة في احدى زوايا غرفته وحيدة لا صوت لها الا صوت امه وهي تنوح وتبكي … مات ضحية الاركيلة وهناك ضحايا كثيرة ينتظرون ان يكون هناك قانون صارم في حماية شباب المستقبل من الادمان او الموت