حوار – رئيس التحرير

سيرين دمشقية سيدة لبنانية متعددة المواهب فهي اعلامية وكاتبة وناشطة إجتماعية ومع الاعلانات لديها قصة نجاح ، وتتمتع بموهبة متميزة في تقديم الحفلات والمهرجانات ، ولدت في بيروت وهي وحيدة العائلة المدلّلة ومنذ عامها الثاني هاجرت الى أستراليا مع والديها لتعيش قصة نجاحات متوالية وتكون واحدة من نساء الجالية اللبنانية التي استطاعت وبجدارة اثبات حضورها في سفر الابداع في المهجر الأسترالي .
مجلة “النجوم” التقت دمشقية وكان لنا معها هذا الحوار .

عن البدايات والخطوات العملية في حقل الميديا والصحافة العربية ، تحدثت دمشقية “ ولدت في بيروت وصلت الى استراليا وعمري سنتين فقط وانا الوحيدة للعائلة ،وكان لوالدتي الاثر الكبير في حياتي ، انهيت دراستي الابتدائية
والعليا وتوجهت الى دراست الميديا والصحافة وعملت متدربة في قناة “NOVA969” الاذاعية إذ كنت اعد تقرير الموقف المروري اليومي. وخلال الاسبوع الاول من عملي “صادفني المنتج وبادرني بالسؤال عما اذا كنت قد عملت سابقا في مجال “VOICE OVER”فقلت له لن اعمل ابدا ،وعرض علي العمل بقراءة الاعلانات ونجحت به وفي نفس الوقت كنت اعمل في جريدة الديار العربية في قسم الاعلانات ثم انتقلت الى كتابة القصص التي تُعنى بالمجتمع المحلي ،كما كنت اعمل في جريدة التلغراف العربية ايضا ، وبعدها عملت في اذاعة 2me
كمقدمة لبرنامج المساء من الاثنين الى الجمعة ولمدة سنتين ، وفي ذات الوقت اكملت دراستي في “العمل الصوتي” ودرست التلفزيون ايضا،وقد جاءت فرصة مهمة للعمل في تلفزيون “دبي” وقدمت برنامجا عنوانه “ صاحبات التحدي” وكانت تجربة مهمة في حياتي,.
*- وماذا عن عملك في المؤسسات الاسترالية؟
— تجيب دمشقية “ نعم لقد عملت في شركة طيران كوانتسبمكتب توظيف
الكوادر ولمدة سنتين ، كما عملت في بنك
Westpac
في قسم ادارة الموارد البشرية وادراة المشروع على عملي الاعلاني لمدة 8 سنوات “
*- نراك ابتعدت عن عملك في الميديا .؟
— تكمل سيرين “ نعم ابتعدت ولكن عدت الى عشقي الاول في تقديم البرامج كما عملت عريفة” أمسي” لتقديم الحفلات والمهرجانات المختلفة وكنت خلال هذا ابحث عن هويتي الشخصية وبصمتي التي تميزني مع وجود اعداد كبيرة من الاسماء اللامعة من الاعلاميات”

*- وكيف اهتديتي اليها ؟.
— تضيف دمشقية “بعد زواجي من مارك وولادة ابنتي إليسا حدث التغيير المفاجىء في حياتي وتغيرت نحو الافضل،والسبب انني كنت ارغب في تعليم ابنتي اللغة العربية اضافة الى الانكليزية ، لكي تحافظ على هويتها وثقافتها اللبنانية والعربية ومن خلال هذه الفكرة تطور الامر معي الى فكرة اكبر وهو اصدار كتاب باللغتين العربية والانكليزية وبناء على طلبها ، وهنا واجهت مشكلتين : الاولى هي ان أغلبية الكتب باللغة الفصحى وهذه صعوبة بالغة لطفلة لا تتجاوز الاربع سنوات ، والثانية تتعلق بامكانيتي في اللغة العربية الفصحى المتواضعة ، فكان قراري ان اكتب باللهجة المحكية وكذلك كتبت بالعربية باستخدام الحروف الانكليزية تسهيلا لمهمتي في ايصال المعنى الى الاطفال”
*- وهل كان لأمك دور في تعليمك العربية أولا وانت التي وصلت استراليا بعمر سنتين ؟
— نعم كان لأمي الفضل الكبير في تعليمي اللغة العربية من خلال توفير فرصة الاتصال وزيارة بلدي لبنان كل عام ومنذ عمر 8 سنة ولحد الان وانا اتواصل مع بلدي لغة وثقافة وانتماءً”
*– لديك اهتمامات في الثقافات الأخرى ..حدثينا عنها ؟
— تواصل دمشقية الحديث “ نعم لدي اهتمامات واسعة في الثقافات الاخرى في المجتمع الاسترالي المتعدد الثقافات والاعراق ولذا عملت مع فريق كرة القدم NSW
بين الرجال والنساء وعملت مقدمة برامج في NPL live show
وكان على الفيس بوك كل خميس اسبوعيا ربع ساعة وبه لقاءات مع اللاعبين واللاعبات.
لديك تجربة أيضا مع منظمة ؟lost in books
نعم لدي تجربة مهمة معهم حيث انني كنت اتابع نشاط هذه المنظمة وصادف انه بتايخ 21-2-2018
كان اليوم العالمي للغات الأم ، ووجدت انهم يحضّرون لمهرجان في هذه المناسبة فقمت بالاتصال بمديرة المشروع “ جين ستراتون”وعرضت عليها المشاركة في عرض كتابي المخصص للأطفال “ ماما بابا ازا بتريدو” فوافقت وكنت سعيدة بالمشاركة وعملت ايضا عريفة لحفل الافتتاح وقمت في عمل حلقة نقاشية عن اللغات وفقدان اللغة الأم وفي نفس الوقت كان كتابي معروضا في مكتبة المنظمة ولقد استفدت من هذه التجربة جيدا من خلال الاهتمام والمحبة من لدن فريق عمل المهرجان الي وسوف اكرر التجربة في اقرب فرصة في المستقبل” *- أنتِ اعلامية طموحة وكاتبة لا حدود لأحلامك ، بماذا تفكرين الآن؟
— يشغلني كثيرا التفكير في اصدار كتاب ثانِ للأطفال بعد نجاح تجربتي الأولى وهذا الكتاب اسعى من خلاله الى تشجيع الاطفال على تعلّم لغتهم الأم عن طريق اللغة المحكية حكيا اولا ومن ثم القراءة والكتابة واعطاء فرصة للأهل لمساعدة ابنائهم من الجيل الثالث على قراءة القصص وتضييق الفجوة اللغوية والثقافية بين الاجيال ، أنا مشغولة تماما ايضا في تحدِ آخر وهو أن اقدم برنامجا تلفزيونيا للأطفال والاحتفال بكل اللغات ، وخصوصا في الميديا العربية التي تعاني من نقص واضح في مجال الحوارات والاهتمام باللغة المحكية المحلية مع احتفاظها بالهوية العربية الفصحى ، وهذا يساعدنا على كسب الاجيال في التواصل مع ثقافات اوطانهم وان تكون الميديا العربية مسؤولة بشكل جدي على ارساء اسس التفاهم بين الاجيال، لان الجيل الثالث من الاطفال المولودين في استراليا سوف تضيع لغتهم الأم وثقافتهم العربية والمحلية ، لاننا من خلال اللغة المحكية نستطيع بناء جسور التواصل الاولى بين الاجيال، ومن ثم نحثهم على تعلّم اللغة العربية الفصحى قراءة وكتابة لانهم كاطفال يعانون كثيرا من صعوبة اللغة العربية وقواعدها ، لذا اشجع على التعايش بين اللغة العربية الفصحى واللهجات المحكية ، كما أدعو الميديا العربية في استراليا لتحمل مسؤوليتها في الحوار بين الأجيال باللغة الأم .