آمنة عبد العزيز
منذ أمد بعيد والبحث في صراعات الوجود قائم ، مع إجتهاد إنساني محايث لخلق فضاءات التعايش بسلام دون حدود ومسميات وأرقام دون قيود دون حواجز، وهذا ماتسعى إليه الروح الأنسانية التواقة للمحبة .
فمنذ أزمنة والصراع قائم ، الصراع الأيجابي في التقصي عن الوجود الحقيقي الذي يبحث عنه بني البشر حتى بات هاجسا حياتيا للعارفين بقيمة إنسانيتهم , وبعيدا عن حدود الأوطان الخاضعة للمسميات، يسعى آلاف الناس لتكوين أوطانهم التي تحمل صبغتهم الأنسانية بعيدا عن كل مسمى آخر.
سواحل آمنة
في مدينة مأهولة بالأعراق والألوان والمآذن والكنائس والأديرة تشهق الأنفاس عند ليلها حتى يلمس الصبح شفاه السواحل المعتقة بالحكايات هنا في مدينة ( أستنبول ) يكون للحب طعم ولون ورائحة على عكس ماكنت أراه في مدينتي ( بغداد ) والتي هجرها الحب بعد أن كان فيها سيدا ,.بهذه الكلمات التي تحمل صرخة خافته تحدث ( سلام .. ص ) وأتم قائلا :كان والدي ممن يعشق السفر والأطلاع على ثقافات الشعوب وكنت أرافقه في كثير من أسفاره التي جعلتني أستمتع بتلك المناظر الخلابة والشواطيء الحالمة فالجمال ليس شكلا بل هو يحمل مضامين إنسانية في كيفية أن تكون للآخر أخا وصديقا وهو يختلف عنك باللون والعرق والنسب و هذا بحد ذاته يجعل منك كائنا آخرا لايمكن أن يشابهه غير نفسه , وهنا حيث سواحل (آمنة ) تعرف بنفسها وجدت أن المتعة في الحياة هي أن أعيش مع المحيطين بي باحترام خصوصياتهم واحترام قوانين الحياة وأن تكون لغتي الحقيقية هي إنسانيتي، لا لغة مفرداتها العنف حتى ولو بكلمة صوتها نشاز !أبتعد ( سلام ) ملوّحا لي بعلامة رسم القلب وهو مبتسما قائلا :حتة علامة النصر التي كنّا نلوّح بها صارت ثيمة لا نحبذها. فهنا لابد من ثيمة الحب والسلام , فأشار برسم قلب بيده وأكملته يد حبيبته التي لم أعرف من أي بلدا هي !
مدن بألوان النساء
( صفا ء) فتاة في العشرين من ربيع الحيوية، تحمل ملامح بلدها ( سورية ) فهناك على صفحة وجهها كثير من ينابيع الماء وفي عينيها رقرقة ( مياه بردى ) الطفولة والغنج يعانقان صوتها حتى بات الجسد الممشوق حكاية من ألف ليلة وليلة !
تحدثت ( صفاء ) عن مهنة المتاعب التي تمتهنها وهي بكل لهجتها السورية الدمشقية ذللتها , قالت:طلبنا السلام والعيش والبحث عن وطنٍ آمن..
لذا جئت الى مدينة أستنبول كي أعمل، والعمل في الأعلام يستهويني جدا وأجده عشقا بالنسبة لي فهو الذي يجعلني أقول ما لايمكن أن يقوله غيري ومن خلال نقل الفرح والحرية والعادات للشعوب وكل تفاصيل الحياة الدقيقة أترجمها بالصوت والصورة وهذا العمل جعل مني أكثر أتساعا، روحا وفكرا وثقافة حتى صار العالم بالنسبة لي مدينة صغيرة أتجول بها بخفة ورشاقة , وتستدرك ( صفاء ) فتقول : الرشاقة هنا أيضا لها وقع جميل فكوني مدربة ( يوغا ) كان هذا العمل أمارسه في وطني الأم ( سورية ) وهو خلق مني فتاة تحسن ترويض نفسها على الأشياء من حولها والصبر والعمل بصمت ودأب وهذا أضاف لعملي الأعلامي القدرة على الأستيعاب وتقبل الآخر بروية وروح أنسانية عالية. ، ورغم ألمها الكبي على وطنها “ سوريا “ وتطاطع مصائر أهلها ولكنها تحمل روحا إيجابية إذ ختمت حديثها بالقول “ الصفاء أسم علم يلوح بي وأن كان في أعلى المدينة فسيكون أسمي الذي ينطق بانسانيتي فوق كل مسمى”.
لون أبيض.. لون أسود
الألوان مصدر إيحاء ولغة تعبير عن الإنسانية، هذا ما لمسناه من قصة العشق بين أسطنبول وهو من أصل أيرلندي يعمل في هندسة الموانيء وقد جاء للعمل وأرتبط بعلاقة عشق مع فتاة من ارتريا ( راشيل موني )
لون واحد! هنا في وجهها وأشار أرنست لملامح راشيل وأتم : : جذبتني بلون روحها وأختلط القلب بالقلب
كل مافيها خارطة الحب الذي أبحث عنه رقيقة باسمة جعلتني طفلا مدللا..
راشيل تقول ضاحكة :بين قلبه تسكن مدينتي ( أسمرة )كل شيء فيه يقودني إليه وكنت أعرف ان البحث عنه في وطن آخر حلم لكنه تحقق هنا أنا وأرنست تلاقحنا كما بذار الأقحوان من الهواء يبعث لحبيبته بذارا !حتى لم أفكر في الأنجاب يكفيني هو طفلا وحبيبا .
اللغة عائق كبير حين لا تجيد لغة الآخر ولكن لابد من الخروج من هذا المأزق بالحب أولا .
هنا على مشارف المدن المأهولة بالحكايات يبقى التصفح للوجوه من معالم الأوطان التي لا تبقى في مكان واحد بل تتحرك بهذا التلاقح الأنساني.