يعمد السوبر ستار راغب علامة وضع الخطط العملية والمهنية خلال مسيرته الفنية، فمنذ انطلاقته لديه مشاريع يعمل على أن يكون البارز فيها، سواء باختياراته لأغنياته وأفكار الفيديو كليب الذي لفت الأنظار ما وضعه على لائحة النجوم منذ بدايته. وتمكن راغب علامة من المحافظة على مراتبه بل طورها ليستحق أن يكون “السوبر ستار”.
لم يتوقف عند حدود النجاح الفني بل انتبه لما يجول حوله فقرر أن يطور المجتمع باهتمامه بالجيل الجديد من خلال تأسيسه مدرسة في المنطقة التي ترعرع فيها، وطور مشروعه ليصير سلسلة مدارس، وحالياً يحضر لتأسيس جامعة تحتضن الأجيال.
وبعيداً عن كل النشاطات لا يخفي اهتمامه بالسياسة كونه يراها مطوراً أساسياً للمجتمع، وهو النشط على صعيد البيئة من خلال كونه سفير البيئة المعيّن من الأمم المتحدة ووجه كل اهتمام لصالح التنمية البيئة من خلال المحاضرات.
في لقائه مع “النجوم” خص الفنان راغب علامة صفحاته بحوار قد يكون الأبعد عن الفن وقريب من محاور إهتماماته.
– ما الذي يميّز الدول الأجنبية غير موجود في لبنان كي تصور فيها أعمالك الغنائية، وآخرها “تركني لحالي” التي صورتها في يونان؟
ليس الأمر مقصوداً لكني أتبع فكرة المخرج “الستوري بورد” وفريق عمله، فقد أخرج أغنيتي الأخيرة المخرج اليوناني أندريا، واختار إلتقاط المشاهد في مدينة “كورفو” اليونانية. ولا أجد من المنطق أن يأتي المخرج وفريق عمله مع كامل معداتهم الى لبنان للتصوير، خصوصاً أن أجواء الأغنية يونانية وهي من ألحان كرياكوس بابادوبولوس وكلمات طوني أبي كرم وتوزيع ناصر الأسعد. فالتصوير في اليونان أعطى الفيديو كليب الطابع الكلاسيكي الرومانسي المناسب لها.
– هل تكون دائماً راضياً عن أعمالك الغنائية؟
أكون مقتنعاً بكل أغنية أسجلها وأغنيها، ولكن أحياناً قد لا تأخذ بعض الأغنيات حقها في الترويج ربما لأن الضوء يكون مسلطاً على غيرها، وأنا أعمد في المناسبات الى أداء معظم أغنياتي لتأخذ جميعها حقها في الترويج.
– ماذا تحضر من جديد؟
على صعيد الغناء لا أزال أستمع الى مجموعة أعمال، عندما تعجبني أغنية سأضمها الى ألبومي الذي لا يزال قيد التحضير، وسأعلن عنه فوز الإنتهاء من كامل تفاصيله.
أما على صعيد الحفلات فلدي نشاط حافل هذا الصيف منها سهرة ضمن فعاليات مهرجانات زحلة في بقاع لبنان. أما خارج لبنان، لدي مشاركات في قرطاج في تونس، وجرش للثقافة والفنون في الأردن، وفي الساحل الشمالي، وسيكون لدي مجموعة حفلات في أوروبا أيضاً.
– بعد سنوات من التأجيل والتأمل في الأعمال السينمائية والدرامية، متى سيكون لك حضور في عالم التمثيل؟
أنا حاضر في هذا المجال من خلال الفيديو كليبات، أما الدراما، فلا يزال الوقت مبكراً وربما سيكون غداً، لا يأخذ هذا الموضوع حيزاً من تفكيري لأني أعرف مقدراتي وأحتاج نصاً يجذبني وكاتباً يقنعني بطرحه ومنتجاً يشجعني ومخرجاً يستطيع أن يظهر ما لدي، ربما سأنجح، لا أحب أن أخطو خطوات قد لا تكون متكاملة.
– إذا وجدت النص من تحب أن تقف أمامك؟
الاسماء كثيرة، إذا كان العمل أجنبياً أحب سلمى حايك، وإذا كان عربياً فأختار نادين نجيم أو هيفاء وهبي.
– هل لأنهن تتمتعن بجمال وجاذبية؟
بالتأكيد، في كل واحد ممن ذكرت جاذبية خاصة أمام الكاميرا، بالإضافة الى قدراتهن في إقناع المشاهد بالشخصية التي يمثلنها. وهذا ما أكسبهن جماهيرية واسعة.
– لماذا برأيك يعلق البعض على بعض الكلمات دون الوقوف عند قصدك منها، مثلاً حين وصفت حبك للمرأة بأنه نعمة؟
لا أتوقف كثيراً عند ما قد يفهمه البعض من قصدي إلا إذا كان فيه تطاولاً أو تجريح، عندما أقول إن حب المرأة نعم، هي فعلاً نعمة، أليست أمي رحمها الله نعمة، وأختي نعمة وزوجتي نعمة العائلة؟ حضور المرأة في حياة الإنسان عندما يكون مؤثراً وإيجابياً هو نعمة، كما أن حب المرأة عامة لي نعمة، فالكثير من السيدات أعجبن براغب الفنان وشاركوني فرحهم، حتى أنني شاركت بعضهن أفراح بناتهن، ما أجمل هذا الشعور عندما أحيي عرس الأم وبعد سنوات طويلة أحيي عرس أبنتها أو إبنها. أليس هذا الأمر نعمة؟ بلا هو كذلك.
– حققت مدارسك إنجازات على الصعيد الرياضي والتعليمي هل تتابع كل ما يحدث في مدارسك وتكرّم طلابك؟
تغمرني سعادة لا توصف حين أرى تفوق طلابي وأرى فيهم أحلامي، كوني أعطيت فرصة للعديد من الطلاب بأن يأخذوا حقهم بالتعليم في مدارس ستكون مدعاة فخر لهم في المستقبل.
وأنا أفتخر بما حققته ولا أزال أعمل عليه، وبات إسم مدارس “السان جورج” مدعاة ثقة بين الناس وأهالي الطلاب، والدليل مشاركة طلابي في فريق فريق MUN من مدارس السان جورج في المؤتمر الذي تنظمه جامعة LAU New York عن country statement award وفاز طالبين من أصل 1800 طالب مشارك من العالم، وهما حسن بيضون وهيا شميطلي الذين فازا بالجائزة الاولى.
– هل تساعد الطلاب ممن يرغبون بالتعليم في مؤسستكم؟ وهل تقدم منح دراسية؟
لا تعرف يدي اليسرى ما تقدمه اليد اليمنى، لا أبخل على المجال العلمي أبداً ولدي طلاب يتعلمون على حسابي الشخصي في المدارس، كما لدينا منح لا تتوقف عند حدود المدرسة فقط، فإذا وجدت في طالب تفوقاً أقدم له منحة جامعية، لا أخفيك سراً فاجأت أحد اعضاء فرقتي بمنح إعطاء إبنه منحة للدراسة في الجامعة اللبنانية الأميركية لانه يستأهل.
– أين صار مشروعك بتأسيس جامعة؟
لا يزال قيد التحضير، فبعد سلسلة المدارس التي أسستها أحضر حالياً لبناء جامعة نموذجية، فعندما تجهز سأعلن عنها.
– ذكرت مرة أن أجمل رحلاتك الفنية كانت الى أستراليا وقلت “وينك يا وائل أبو فاعور تشوف وصفتها بالروعة، لماذا؟
أستراليا من الدول الجميلة التي زرتها، حين وطأتها أول مرة علّقت “كم هي نظيفة هذه البلد.. قمة النظافة والروعة، فعلاً ذكرت هذا لما فيها من جمال وأناقة ونظافة، لا يحتاج المواطن فيها للمراجعة بل هو حريص على بلده.
– حققت الكثير على الصعيد الفني، متى ستحقق ما تريده في السياسة؟
كلما فكرت أن الفترة المقبلة ستكون فرصتي أغيّر رأيي، ليس لأن السياسة لا تزال “مطاطة” لكن لأن الظروف لا تزال غير مهيئة لأتمكن من تحقيق الغاية الإنسانية من ترشحي للعمل السياسي، فغايتي الإنسان أولاً في وطن صنّفه زعماؤه عالماً ثالثاً، وأنا أسعى بالإرتقاء بالمواطن لأنه بنظري درجة أولى وعالم أول. أنظروا حولنا لما حققه اللبناني في دول الإغتراب في كل المجالات السياسية والإقتصادية والفنية والإنمائية والثقافية وغيرها، فلماذا لا يحقق هذا الأمر في أرض الوطن؟ سؤال عندما أجد الجواب عليه سأعمل على تحقيقه.
– وإذا عرض عليك العمل السياسي الآن هل سترفض؟
بالتأكيد لن أرفض إذا كان المنصب السياسي إنمائي وطني، لأؤكّد من خلاله أنني جدير بثقة الناس الذين يريدونني في هذا المنصب أو ذاك، فإن كنت وزيراً سأكون في قلوب الناس، وإن كنت نائباً فسأكون نائباً عن الناس.
– تربطك صداقة بالعديد من السياسيين من كل الجهات، هل أنت حريص على أن تمسك العصا من منتصفها؟
لا ليس مسألة منتصف العصا، بل هو مبدأ أن كل الأطراف السياسيين هم أبناء هذا الوطن، وكلهم لبنانيين، وعلى هذا الأساس أتعامل مع الجميع، أحياناً يعجبني رأي شخص ولا يعجبني في مرة أخرى، ثم أنني فنان وأتعامل مع الجميع من خلال قناعاتي في طروحاتهم أو عدمها.
– لهذا أبديت إعجابك بطروحات النائب سامي الجميّل؟
حين يسود الفساد ويقول سياسي رأيه المطابق لرأيي أؤيده بالتأكيد. وما قاله سامي الجميل بهذا الشأن أعلنت تأييده، وشاركت بهاشتاغ #أوقفوا_الفساد.
– من هم أصدقائك في الوسط السياسي؟
لدي العديد من الأصدقاء في كل المجالات وليس في السياسة فقط، بما أنك طرحت السؤال سأقول أن معظم السياسين أصدقائي، أولهم الرئيس سعد الحريري وسامي الجميل والرئيس بري….
– ما أكثر المواقف لم تستطع تجاوزها؟
قوة الإيمان تجعلنا نتجاوز كل المواقف، ولكن فراق والديّ في وقت متقارب لم أستطع تجاوزه بسهولة، خصوصاً أن علاقتي بأهلي متينة ومليئة بالحب والاحترام، وأحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه أن والدي ووالدتي توفيا وهما راضيين عني وعن أخوتي.
– متى تتعب من السفر؟
لا أتعب حين ألتقي جمهور طلبني وأحبني ولبيت له الطلب، فأنا أغني للناس، ولكن أحياناً أتعب جسدياً من كثرة الإنتقال، لهذا أحتاج بعد فترة تحضير وأسفار متواصلة لاستراحة أجد فيها راحة نفسية برفقة عائلتي.
– كيف تصف علاقتك بأولادك؟
هم أصدقائي الصغار، أكون قريب منهم كما كان أهلي معنا، وأتعامل معهم كأنهم أصدقائي نتحدث ونتسامر في العديد من المواضيع التي تهمهم وتهمني، وأحياناً يكون رأيهم المسيطر لأن حجتهم قد تكون أقوى، خصوصاً فيما يخص التكنولوجيا والأمور الشبابية العصرية. أشعر بأنني مع خالد ولؤي شاب أكتسب منهم مجريات الحياة الحديثة التي يعيشونها.