أحمد الاسدي
الصداقة نعمة من الله , لها في حياة الانسان أهمية لايمكن قياسها وتعداد مأثرها وأيجابياتها , ولقد ورد ذكرها حتى في الكتب المقدسة السماوية في أكثر من مرود وبصيغ مختلفة , ذلك لان الانسان خلق أجتماعيا له كل الميل للرفقة والصحبة , ومن النادر أن يشذ عن هذه القاعدة الازلية في الكون والخليقة في أي زمان كان ومن أي مجتمع . وبما أن التطور في الحياة يطرأ على كل شي من حولنا فلابد وان يكون للصداقة نصيبا منه ,فالمشاعر تتطور , وطرق التواصل بين الاصدقاء ايضا تطورت نما بعضها وتضاءل البعض ,, تعدد مفهوم الصداقة وكثرة أنواعها , ضل الكثير منها ( حقيقيا ) وصار جزء منها ( أفتراضيا ) لهذا أيجاب وسلب , ولذاك أيضا , هنالك أنواع للصداقات منها صداقة الطفولة وصداقة العمل وصداقة المراكز والنوادي والتجمعات وصداقة الشدة الناجمة عن الحاجة للمساعدة وبها يختبر الانسان معنى الصداقة الحقيقي وهنالك صداقة السؤ !! ولعلها أسؤ أنواع الصداقات واشدها ضررا على الانسان ,
نتحدث عن ( الصداقة الافتراضية ) التي شاع مفهومها مؤخرا وهي العلاقة داخل الغرف المغلقة في زوايا وثنايا وجدران الحاسبات واجهزة الموبايل , هل صداقة الشارع على الابناء أخطر ؟ أم العالم الافتراضي ؟ هل أن الصديق الذي يرافق الولد في المنطقة والجامعة والنادي أخطر ؟ أم ذلك الذي يكون معه عبر محادثات ( الشات ) عبر كل مواقع السوشل ميديا ؟
وقفتنا الاولى كانت مع ( د.ورود ناجي – تدريسية) التي قالت , أن البحث عن الاصدقاء والاختلاط هو حاجة فطرية , فالصداقة تبنى على تجارب حسية وقد تحتاج الى لحظات كي تتوثق على عكس الصداقة الافتراضية , ولو نظرنا الى الصداقة الحقيقية فهي تمر بمواقف حياتية وبيئات مختلفة , اما الافتراضية فمحصورة بشاشة الحاسوب أو الهواتف الجوالة , أن مفهوم الصديق وقت الضيق لانجده في العالم الافتراضي , فسيكولوجية العلاقات البشرية تحتاج الى وجود واختلاط حسي على عكس الافتراضية , وللاسف ( تتكمل الدكتورة ورود ) أن الصداقات الافتراضية في تزايد وهذا ينذر بخطر كارثي على العلاقات لاسيمى العاطفية منها , هل تصدق أن بعض الاهالي يرددون عبارة ( ليتنا تركنا أولادنا في الشارع ولم ندعهم يدخلون هذا العالم الافتراضي ؟؟!!)
أما الاعلامية ( منة الله الظاهر –مقدمة برامج ) فقد قالت , الانسان فطر على أن يكون مخلوقا أجتماعيا لايمكنه العيش وحيدا بمفرده دون مشاركة الاخرين له في أفراحه واحزانه , بل أنه يفتقد لمن يقف معه في مواقفه الصعبه ويدعمه بطريق نجاحه , أننا نقضي الكثير من وقتنا مع الاصدقاء الاوفياء المخلصين اكثر مما نقضيه مع الاهل , لكن بخصوص الفرق بين المفهومين فأقول من المستبعد أن تزيح الافتراضية الصداقة الحقيقية التي لابد فيها أن ارى وجه صديقتي واكلمها واجلس معها واشراكها في افراحي واحزاني وربما أسراري .
وسن جمعة ( صحفية ) كان لها وجهه نظر اذ تقول أنا لست ضد العالم الافتراضي , نحن جزء منه , ولكن مع ذلك نحاول الا يسرقنا من العلاقات الاجتماعية الحقيقية , ونؤكد أنه مهما وجدنا من المتعه مع الاصداقاء في العالم الافتراضي لكن المتعه الحقيقية اكبر مع العالم الحقيقي والاصدقاء الحقيقين , انا تجدني مع صديقاتي اللواتي أراهن في العمل ومحيط حياتي واكلمهن وجها لوجه واستمع لهن , نعم صحيح عندنا أصدقاء عبر مواقع التواصل ونعتز بهم ونحترمهم وقد أضاف لنا العمل الكثير منهم , لكن ايضا هولاء لايغنون عن الذين هم حولنا دوما .
أما الانسه ( لينا الاوسي ) فقد كان لها وجهه نظر أخرى , لماذا هذا الهجوم على العالم الافتراضي للصداقة , او بمعنى اخر وادق أصدقاء العالم الافتراضي ؟ نحن كيف نحصل على اصدقائنا اليس من خلال التعارف ؟ ثم نميز الصالح من الطالح فيهم ؟ أذا فيمكن لهذا العالم أن يهبنا الكثير من الاصدقاء الذين قد يكونوا ( أوفى ) لنا من الذين تسميهم حقيقيون ولاأدري من أين اتيت بهذه التسميه .
ووقفتنا الاخيرة كانت مع الناشط المدني والباحث الاجتماعي ( حكيم العبودي ) الذي كانت وجهه نظره تتمثل في ان لكل من الظاهرتين ( الحقيقية والافتراضية ) سلب وايجاب , ولاضير من وجود اصدقاء افتراضيين قد التقيهم فيما بعد , المشكلة بحد ذاتها ليست في طريقة اللقاء بين ( بني البشر ) وانما في ادامه هذا التواصل بين البشر , عندما يقول لنا صديق عبر مواقع التواصل انه يحبنا , علينا ان نقول له الى متى ستضل تحبنا ؟! المحافظة على المشاعر هي المعيار والمقياس , انا اتعرف على اصدقائي في هذا المفصل او ذاك من مفاصل ومجالات الحياة ولكن ديمومة هذا التواصل هي الهدف والغاية والمفترض ان تكون العلاقات الاجتماعية هكذا , علينا ان نكون مخلصين في كل حياتنا ولنا القدرة على التمسك بالوفاء تجاه الاصدقاء سوا كنا عرفناهم بالطريقة الافتراضية , او الحقيقية .