بيروت- هناء حاج
أبهرت الفنانة ميريام عطا الله متابعيها منذ أول إطلالاتها من خلال برنامج الهواة «ستار أكاديمي» ولم تتوقف عند هذا الحد، بل ظلت تسعى لتطوير مواهبها المتعددة تثبتها تباعاً.
من دمشق حيث درست في المعهد العالي للفنون المسرحية انطلقت اتجهت نحو بيروت التي احتضنت الموهبة الرقيقة في أول موسم برنامج الهواة «ستار أكاديمي» حيث برزت فيه شكلاً ومضمونة وموهبة، وحظيت بشعبية عربية واسعة، ومنها كانت نقطة البداية.
شكّلت ميريام عطا الله حالة مميزة في الساحة الفنية العربية، لأنها أرادت جمع المجد الفني من كل أبوابه باحتراف، تميزت طالبة المسرح فجذبت انتباه القيمين على التلفزيون السوري وكانت أول أعمالها الدرامية مسلسل «نرجس»، ومنه كانت وقفتها أمام الممثل القدير ياسر العظمة في مسلسل «مرايا».
أما في الغناء فضلت أن تكون مستقلة لتختار ما تشعر به فأطلقت أغنية منفردة «ما لمع» التي لاقت رواجاً اعلامياً، وعادت لتنتج أغنيتها التالية «أمان» التي أخرجتها رندلى قديح، والتي اعتبرت انطلاقتها الجماهيرية،
واعتبرت ميريام عطا الله الفنانة الجريئة بين بنات جيلها حيث أقدمت على غناء قصيدة «حبلى» للشاعر نزار قباني والحان صلاح الشرنوبي، قبلت بها وغنها في حين رفضتها الكثير من الفنانات لجرأة موضوعها المباشر في مجتمع لا يقبل الجرأة خصوصاً في موضوع الحمل.
وعن هذا الموضوع تقول ميريام عطا الله: «اردت التحدي لأن الأغنية جريئة الموضوع وصعبة الأداء لما في لحنها من قوة، وكان عليّ إثبات مقدراتي الصوتية من خلالها، والحمدلله نجح أدائي للأغنية التي صرت فيها أكثر قوة وأثبتت مقدرتي الصوتية.
بين التمثيل والغناء
عن مسيرتها الغنائية تقول ميريام: «بعد سنوات من التجاذبات بين شركات الإنتاج والعقود والأوضاع التي مرت، فضلت أن انسحب منهم وأعمل بجد على نفسي، بدأت وحيدة مسيرة الإنتاج وأنتجت أول أغنياتي «أمان» ووقف معي الإعلام العربي لما رأوا من تحدٍ وقدرة على المثابرة، وألحقتها بألبوم في العام 2013 ضم تسع أغنيات متنوع اللهجات بين اللبناني والمصري واللهجة البيضاء، وكان بمثابة انطلاقة لنجومية جديدة في خارج إطار حدود العالم العربي.
وتتابع ميريام: «واستكملت نشاطي الغنائي إذ أصدرت بعد عام بألبوم غنائي حمل عنوان «بولاد»، وبعد فترة استتبعت بإصدار أغنيات منفردة فكانت «شب الشببكلي» التي انتشرت بسرعة غير معهودة، وتابعت اصدار أغنيات منفردة لمدة أربعة أعوام وقررت في العام 2107 جمعها كلها في ألبوم غنائي بعنوان «الله بيعلم».
أما في التمثيل فأثبتت ميريام موهبتها من خلال اطلالتها في أعمال درامية مميزة، وعنها تقول: «منذ سنتي الدراسية الثالثة في المسرح نلت فرصتي لأنال أول أدواري في الدراما من خلال مسلسل «النرجس» وسلسل «مرايا»، وبعدها تتالت الأعمال الدرامية حيث نلت دواراً مميزة في عدة مسلسلات سورية منها : المارقون إخراج نجدة إسماعيل أنزور، «ممرات ضيقة» إخراج محمد الشيخ نجيب، «ليل ورجال» إخراج سمير حسين، «خالد بن الوليد» إخراج محمد عزيزية، كما شاركت في المسلسل الكوميدي السعودي «أبو شلاخ البرمائي» بطولة الفنان فايز المالكي، وكذلك شاركت في مسلسل « أسأل روحك « إخراج وائل رمضان، وشاركت في مسلسل «صبايا 3» من إخراج ناجي طعمي وأيضاً مسلسل «يوميات مدير عام 2» من إخراج زهير قنوع. وكنت ضيفة شرف في مسلسل «الهيبة» بدور سمية طليقة تيم حسن جبل شيخ الجبل. وكذلك في مسلسل قناديل العشاق بدور الضرسانة بائعة الهوى التي تبحث عن نمط اخر للحياة بعيد عن ماخور إيف. وفي مسلسل «وجوه وراء الوجوه» من اخراج مروان بركات. ومسلسلات «فسحة سماوية» و»الزعيم» و»ما بتخلص حكايتنا» و»عندي قلب» و»طريق» و»مسافة أمان» و»دقيقة صمت».
جديد بين الفرح والألم
تعمل ميريام عطا الله على أن تكون مميزة في أي عمل تقدمه، وبعد تحضيرات لانطلاقتها المتجددة مع شركة «العنود برودكش» للمنتجة العنود معاليقي، وعن هذا التعاون تؤكد ميريام أنها و»العنود» عنوان موحد للاحتراف الفني الصحيح، لما تحمل من نجاحات مع أهم نجوم العالم العربي، وستنال حصة الأسد من هذا التعاون الإنتاج، فجاءت النتيجة بانطلاقة أكثر من باهرة بالنجاح من خلال أغنية «كل ساعة ويوم»، كلمات وألحان وتوزيع الموسيقي اللبناني إحسان المنذر، وتسجيل استديو هادي شرارة. حيث أظهر فيها عطا الله في الأغنية مقدرات فنية جمعة فيها بين جمال صوتها الناضج بنبرته الجميلة وبين الموهبة التمثيلية الناجحة وبين هوايتها الفنية بالرقص والرياضة، إضافة الى الأناقة المعهودة في حياتها، فالأغنية تحمل الكثير من كل هذا كونها تنتمي الى نمط الطرب الشعبي الذي يمكن أن يتأرجح بين الأداء الخفيف والأداء القوي، خصوصاً أن الموسيقى بأسلوبها الجديد أعطت ميريام المساحة الكافية لتظهر كل ما لديها.
أما الفيديو كليب الذي صورته مع المخرجة رندلى قديح ظهرت ميريام عطا الله امرأة في زمن الحدوتة المصرية التي استوحت المخرجة فكرتها من فيلم مصري، فكان أداء ميريام معبّر فوق العادة، حيث كانت الفنانة الاستعراضية الشعبية والراقية، والسيدة العاشقة، تظهر من نظراتها رهافة المرأة. فكانت الجميلة صوتاً وصورة.
لم تكتمل فرحة ميريام عطا الله بإصدارها أغنية كان لها وقع إيجابي سعيد على جمهورها العربي، لتحصل كارثة هزت كيان لبنان ومحيطه بتفجير مرفأ بيروت، ما جعلها تظهر وجعها على بلد انطلقت منه غنائياً، فاختارت أن تكون من أول المشاركين بترجمة ألمها من خلال أغنية «شو بِتمنّى» من إنتاج شركة العنود بروداكشن التي اعتبرتها رسالة أمل وسلام لِبناء الأوطان، وهي من كلمات جمال عزام، لحن يحيى الحسن، وتوزيع موسيقي حسن يحيى المعوش.
أثرت ميريام عطا الله بكل من سمع وشاهد الفيديو كليب لما فيه من بساطة في الأسلوب وصدق في تعبيرها، بين الحلم والأمل من خلال نظرتها البعيدة عن التمثيل، بل كانت صادقة بوطنيتها التي جمعت في رسالة من سوريا الى لبنان، ليكون وطن الألفة والمحبة.
ولن تتوقف ميريام عند هذا الحد بل لا تزال تتابع تحضيرات فنية جديدة على صعيد الغناء والتمثيل.
ألقاب وجوائز
فازت ميريام عطا الله بلقب أفضل مطربة صاعدة لعام 2009 من مؤسسة دير جيست للطبع والنشر، كما حصلت على نفس الجائزة مناصفة مع المطربة العراقية شذى حسون من « الميما « أو ال ميدل ايست ميوزك أورد، كما وفازت بجائزة الدير جسيت الفنية كأفضل فنانة شابة عام 2010