«عازف الكيتار والمغني أوديشو فنان ولد في مدينة الموصل شمال العراق وهي مدينة حضارة وفن وجمال، ترعرع وبدمه حب العزف على الكيتار والغناء وهذا الحب دفعه الى العمل منذ صغره عاملا في فرن الصمون لغرض جمع مبلغ مالي لشراء آلة الكيتار ، وكما له قصة عشق مع الطرب الغربي قادته الى تأسيس باند غربي واشتهر في غنائه للمشاهير من نجوم الطرب الغربي باللغة الانكليزية غير اجادته للغة الأشورية والعربية والغناء بهما ، النجوم سلطت الضوء على مسيرة أودي من خلال اللقاء به في مكتبه في قاعة مونومور».
عن بداياته حدثنا أودي قائلا» منذ طفولتي كنت احب الموسيقى والغناء ولعل ادائي لاغنية المطرب فاضل عواد» لا خبر» الشهيرة آنذاك كانت بداية موفقة لي بشهادة الجميع حيث اديتها في مناسبة اجتماعية وتقاضيت عليها أول أجر في حياتي ،واستمريت في تطوير موهبتي ولكن ظروفنا المادية وقتها لم تسمح لي بشراء آلة الكيتار فذهبت للعمل في فرن صمون عراقي في السبعينيات وجمعت مبلغا واشترت كيتار كهربائي و « أمبي فاير» . وكنت مولعاً بسماع فرقة» البيلتز» الشهيرة وارتياد دور السينما ، وهذا ما طور امكانياتي الفنية عزفا وغناء ، ولقد أسست فرقة للباند الغربي وعمري 13 عاما مكونة من ثلاثة عازفين» درامز وبيز كيتار وانا عازف كيتار ومغني»
*- وكيف كانت رحلتك التالية مع الفن وما سبب رفضك من معهد الفنون الجميلة في بغداد ؟
يكمل أودي» بعد تخرجي من الدراسة المتوسطة ذهبت الى العاصمة بغداد لتقديم اوراقي والدراسة في معهد الفنون الجميلة لعدم وجود معهد في الموصل آنذاك، وكانت هناك لجنة فنية استمعت لي ونلت اعجابهم ، ولكن المشكلة كانت في المقابلة الثانية مع لجنة أخرى يرأسها رئيس الاتحاد الوطني للتأكد من انتمائي السياسي ، فقلت لهم انا رجل مستقل ولا اعرف السياسة ولا انتمي الى حزب البعث، فأثرت حفيظتهم ومزقوا استمارة قبولي ورفضوني، وهكذا اجهضوا حلمي في دراسة الفن بشكل اكاديمي»
*- وكيف واجهت الأمر؟
اضاف أودي لم اسكت ابدا فقد حاولت التسجيل في معهد تعليم الموسيقى أهلي كان باشراف الفنان القدير فاروق هلال ولكني لم افلح لاكتمال عدد الطلبة ، فقررت دراسة الموسيقى واصولها على يد اساتذة اعطوني دروسا خصوصية لكي أطور موهبتي ومعرفتي لاصول الفن بشكل اكاديمي ، ومنها بدأت رحلتي الاحترافية في المطاعم والملاهي والصالات وبكافة المناسبات، بل واصبحت مسؤلا عن الفرق الغربية في محافظة الموصل.*- بمن تأثرت من المطربين والفرق الغربية عراقيا وعربيا وعالميا وما هو تأثيرها على مسيرتك الفنية اللاحقة؟
عراقيا اعتبر الفنان الهام المدفعي هو ملهمنا كشباب في تذوق التراث الغنائي العراقي ، وعربيا كان سامي كلارك وفؤاد مسعود وفرقة شيراك الأرمنية ، وعالميا كما ذكرت فرقة البيلتز والكثير من المطربين باللغة الانكليزية . واعتقد ان هذا ولّد لدي نضجا فنيا دعاني الى تأسيس فرقة باند غربي» فرقة الأحبة» وكنا خمسة اعضاء قدمنا خلالها اجمل الامسيات في ارقى الاماكن ومنها فندق نينوى اوبروي وكان لدينا عقدا مع سد الموصل للغناء ايام» الاربعاء والخميس والجمعة» وغيرها الكثير .
وخلال الحرب العراقية الايرانية كنا نمارس احياء الحفلات والعزف في الاجازات الدورية ،وكانت بدايتي الاولى في حقل العمل الموسيقى حيث فتحت محلا لبيع وتأجير الالات الموسيقية وهو اول محل من نوعه في الموصل وبعدها فتحت قاعة السلام لاحياء كافة المناسبات الاجتماعية وبهذا مزجت بين العمل التجاري والفني معا .
ثم غادرت الموصل للسكن في العاصمة بغداد بعد زواجي من الدكتورة انعام ججو وبدأت العمل في تجارة الاجهزة الموسيقية وفتحت صالة» القيثارة» في منطقة الكرادة وتركت الغناء والعزف بعد حرب الخليج الثانية لاسباب تتعلق بتغيير التقنية والنظام بوجود «كيبورد» يقوم مقام بقية الالات واصبحت ظاهرة» فرقة الشحص الواحد» هي السائدة وانا من أوائل الذين غنوا في اللغات العربية والانكليزية والاشورية في العراق .
*- هجرت بغداد نحو تركيا واليونان وأخيرا استقرارك في سيدني ، حدثنا عن هذه الرحلة فنيا؟
«كانت رحلة صعبة حقا حتى وصولنا الى سيدني حيث اضطررت للعمل في مهن حرة ورعاية اطفالي حتى استطاعت زوجتي من معادلة شهادتها في طب الاسنان ، وقد هزني الحنين الى الفن فاسست فرقة مع الفنانة كارميلان واستمرينا بتقديم الاغاني في الحفلات في سيدني لمدة 3 سنوات، وبعدها فتحت صالة» مونومار» في مدينة فيرفيلد وبها حققت حلمي في ان اكون صاحب قاعة احيي فيها الحفلات واغني واعزف بها ، وقد عملت على دعوة كبار المطربين العراقيين مثل سعدون جابر ، اسماعيل الفروجي ، هيثم يوسف ، عادل عكلة ، وسيدة المقام العراقي فريدة ما عدا المطربين والمطربات الاشوريين
«جولينا جندو لندا جورج ، وايوان أغاسيا.
*- ما هي ابرز مشكلات المطرب العراقي المحلي في سيدني ؟
بصراحة اقولها المشكلة الرئيسية ان الفنان لم يأخذ حقه في الانتشار الفني ولا في الاستحقاق المادي ، وللاسف شاعت ظاهرة مطربي الأعراس واثرت على المطرب الحقيقي والطرب الاصيل ، والذي لم يستطع العيش بكرامة من خلال فنه فقط . ووصيتي للفنانين الشباب ان يتسلحوا بالمعرفة والعلم ويدرسوا الفن بشكل اكاديمي لتدعيم مواهبهم الفطرية وانا سأسعى الى دراسة الفن في اقرب فرصة ممكنة .