فريال فياض
برزت موهبته بعمر مبكر، شارك في العديد من المعارض أيام الدراسة، بدأ مسيرته الفنية الإحترافية عام 1997 فكان لأعماله الفنية وقع مميز على الساحة التشكيلية. أسس محترف لتعليم الرسم وخرّج فنانين أثبتوا وجودهم على الصعيد الفني. أقام أربعة معارض شخصية تحاكي طبيعة وتراث لبنان، بالإضافة الى مشاركته في العديد من المعارض والورش الفنية.
تأثر الفنان سعد بطبيعة بلدته الساحرة برجا وبأحيائها وبيوتها الريفية، فجسّدها بلوحات تحمل الطابع الشرقي حيث سافر بنا عبر الزمن الى القرن الماضي ليولد معرضه الأول بعنوان «برجا في الذاكرة»، الذي تصدر بأعماله الفنية غلافات الكتب والروزنامات والمواقع الإلكترونية، ليستحق بعدها لقب مؤرخ برجا. كما عُيِّن مديراً لمشروع «برجا بالألوان» الذي شكل ثورة فكرية في عالم التشكيل والهندسة المعمارية. بعد هذا النجاح الكبير كان معرضه الثاني «عيون الشرق» الذي سلط الضوء على التراث اللبناني والمناظر الطبيعية فكان معرض يحاكي الوطن والأرض، وفي مرحلة لاحقة كان معرضه «زمان الألوان» الذي عكس قدرته في تشكيل الألوان بحرفية عالية وإبرازها في أعماله، حيث بدا تأثره الواضح بالمدرسة الإنطباعية لإعتقاده أنها تعكس حبه وتأثره بالبيئة التي تحيط به. أما الحدث الأهم هو آخر معارضه «بيروت على خط الأفق» الذي شكل حدث بارز في الوسط الفني اللبناني. إستطاع الفنان سعد من خلاله تجسيد المخزون البصري في مساحات جمالية إبداعية تجسد جمال بيروت ومعالمها الحضارية والتراثية وتعيدنا بالذاكرة الى أيام الزمن الجميل. فقد أراد أن يوثّق حقبة من تاريخ مدينة بيروت قبل أن تغيب عن مخيلة المتلقي بألوان ورؤى تترجم مشاهد لطالما حملتها البطاقات البريدية وتغنى بها الشعراء وجاء فناننا ليجعلها متعة لكل متذوق للثقافة والفن.
لوحات تستحق الوقوف أمامها لما تتضمنه من قيم جمالية ومقاييس فنية ومعالم تراثية، أقل ما يقال فيها أنها تكاد تنطق لتخبرنا عن براعته في إيصال رسالته الفنية الى المشاهدين.