د. علاء العوادي
العرب يقرنون الصدق بالشرف، والشريف لديهم هو الصادق منطقاً وفعلاً
الكذب ظاهره سلوكيه قديمه عانت منها كل المجتمعات البشريه السابقه وقد وضعت تلك المجتمعات قوانين صارمه للحد من انتشار هكذا سلوك شاذ، فالاغريق القدماء مثلا كانوا يعاقبون الكذابين بالنفي في الجزر النائيه او الجبال بشكل انفرادي لعده اشهر، بينما الفرس يعاقبون الكذاب بالعمل في السقي للمزروعات لعده اشهر وبدون اجر وكلن الرومان اكثر قسوه حيث كان العقاب بالتعليق داخل الاسواق وامام الماره مما يعرضه للاذلال والسخريه والبابليين القدماء يعملون على حشر الكذابين مع قطعان الماشيه ليلا ولعده ايام وحتى العرب مثلا كانوا يقرنون الصدق بالشرف وانه حسب تعبيراتهم البلاغيه ان الشريف لديهم هو الصادق منطقا وفعلا
على الرغم من علم الكذّاب التام ان الكذب ظاهرة مرفوضه اخلاقيا واجتماعيا وحتى شرعيا، وهي بالوقت نفسه مصدر قلق واحراج في حال تم اكتشاف امرها، ولكنها يمارسها . ترى لماذا يضطر هؤلاء الناس من اقتراف هذه الظاهرة
سوال يعيش داخل مشاعر كل الناس لوجود قطاعات كبيره قد عانت او تضررت من هكذا سلوك جراء حسن النيه وطيبه القلب او الثقه المفرطه احيانا والتي تشكل احد اسباب الكذب من قبل ضعاف النفوس
ولأجل الاجابه وبإسلوب علمي على هكذا سؤال أقول :
هناك مجموعه عوامل تضع الانسان بمساس مباشر مع الكذب يمكن لي ان اوجزها كالاتي .
اولا :عوامل تربويه ناجمه عن ضعف اخلاقي وسوء اعداد تربوي من قبل الاهل مما ادى لصناعه شخصيه لا تمتلك ابسط قواعد احترام الناس
ثانيا : عوامل نفسيه اهمها الانهزامية وفقدان قدره صمود الشخصيه انعدام المواجهه والمجابهة روح الحس العدائي وهذه كلها تدرج ضمن الامراض النفسيه
ثالثا: ضعف القواعد الاجتماعيه واعني بها فقدان عنصر المحاسبه والردع الذي يفتقده المجتمع في ملاحقه الكذابين وهذا بالتاكيد يشجع على انتشار ظاهره الكذب في التعاملات الشخصيه ويعمل على زعزعه الثقة