فهيم عيسى السليم

كسر يكسر كسراً ومعناه معروف في اللغة العربية وتحت باب كَسَرَ في(لسان العرب) نقرأ:
كَسَرَ الشيء يَكْسِرُه كَسْراً  فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ شُدِّد للكثرة، وكَسَّرَه فتَكَسَّر؛ ق ال سيبويه: كَسَرْتُه انكساراً وانْكَسَر كَسْراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه لاتفاقهما في المعنى لا بحسب التَّعَدِّي وعدم التَّعدِّي.
ورجل كاسرٌ من قوم كُسَّرٍ، وامرأَة كاسِرَة من نسوة كَواسِرَ؛ وعبر يعقوب عن الكُرَّهِ من قوله رؤبة: خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ بأَنهن الكُسَّرُ؛ وشيء مَكْسور.
يقال لكل عظم كِسْرٌ وكَسْرٌ،

والكَسْرُ من الحساب: ما لا يبلغ سهماً تامّاً، والجمع كُسورٌ.
والإستعمال كما هو واضح في العربية متعدد وشامل لتجزئة الأشياء.
أما في اللغة العراقية المحكية فقد ساد الكثير من المجاز باستخدام هذا الفعل أو إشتقاقاته الواسعة المتعددة إضافة لاستخدامه العادي المعروف وإليكم التفاصيل:
أولا : في أجزاء الجسم ويستخدم هنا لأغراض الإشارة غير المباشرة (اﻟﺤﺴﭽﺔ ) المعروفة لدى العراقيين حيث أن ظاهر الكلام هو إستخدام (كَسَرَ) بمعناها وموقعها اللغوي العربي المعروف في حين أن هناك معنى عراقي مبطن وهو جزء مهم من جسم اللغة العراقية المحكيّة :

– نقول ( كَسِرْ عَظمْ ) كما في (صار بيناتهم كسر عظم) والمقصود حصول حدث هام أدى إلى قطع العلاقة مثل القتل ولا ترجى عودتها عادة .ومن الواضح أن التعبير مجازي
– نقول(إنكسرت رﮔبته) أو (هاية الشغلة وراها كسران رﮔبة) والمقصود أنها خطرة يمكن أن تؤدي للأذى الشديد أو الموت.
– نقول (إنكسر ضلعه) : وكسر الضلع شديد الألم صعب الإلتئام لذا يُستشهد به للتعبير عن الألم والأذى النفسي صعب الإلتئام.
ثانياً : الكسر المجازي
– نقول (إنكسرﮔلبه) أو (يكسر اﻟﮔلب) وهنا التعبير مجازي تماماً وواضح الإستخدام.
– ومثله قولنا (يكسر الخاطر) للمسكين المحتاج ويرد في الشعر العراقي:
عمّك جويعد بالشمس يكسر الخاطر
– نقول (كِسر كلام الأكبر منّه) كتعبير عن عدم الطاعة
– نقول (يكسر اخماريّة ) حين يعود لتناول الخمر صباحاً .
– نقول (يكسر ويجبر) لمن يفعل السيئ ويردفه بالحسن محاولا تصحيح المسار.
– نقول (كسر عليّه وجان دعمني إلا شويّة) أي إنحرف باتجاهي والمعنى هنا مختلف
– نقول (الروبة كاسرة ماي)
– نقول (يدوّر مكسّرات) للباحث عن الدنايا
– نقول (السفرة متعبة ورجعتْ مكسّر )
– نقول ( يكاسر الماي) حين يضيف الماء البارد للحار جداً لتخفيف حرارته أو العكس.
– نقول ( جويعد بالمكسر) وهو عادة المكان الذي تغيب عنه الشمس مبكرا فيصبح ظليلاً .
ثالثاً : تعابير عامة
– الكسرة : محلّة من محلات بغداد .
– ومثلها (كسرة وعطش)
– ونطلق على بندقية الصيد (كسريّة)
مرة أخرى نخوض غمار مفردة عراقية جميلة أراد لها العراقيون أن تستخدم كما هم يريدون لتغطي متطلبات لغوية معينة لا وجود لها في المفردة الأصلية