مجلة النجوم سيدني 

بقلم المدربة والمعالجة بالإيحاء ميرنا المصري 

☆حِب حالك☆

أحبِب ذاك الذي يُسدِّد، ويُخطِئ…

 أحبِب ذاك الذي قد تختفي -من روزنامة يومه- واجباته الثقيلة أحياناً…

 وتتساقط عزيمته أرضاً، وتتسرب من بين يديه الهِمة أحياناً…

 ويجد منسوب الاجتهاد لديه يُشير إلى صفر لا أكثر أحياناً…

 أحبِب ذاك الذي يلبس معطف اللامبالاة، ويسير بحذاء الغفلة إلى مرابع النّسيان أحياناً…

 أحبِب ذاك الذي يملئ تضاريس جسده بالمأكولات العاطفية، وخزانته بمشتريات التّعويض عن النِّقص، ويزرف وقت الوحدة الباذخ أمام شاشات التّواصل الاجتماعي… أحبِب ذاتك غير الكاملة، والمملوءة بالعيوب… صدقني أنت لا تنتمي إلى فئة الملائكة… والله…

 وغير مطلوب منك أن تكون كامل الأوصاف، مُبهر الصفات، متفرد الحكمة، منقطع النظير… أنت بشر، والبشر سمتهم أنهم خطاؤون فارحم نفسك من الجلد، والعار، والخزي، وأحبُّها…

أحبِب ذاتك قبل أن يستعمل ذوي العُقد النفسية، نواقصك كالحبال الكهربائية، يُحيطونها حولك، ويضغطون عليها كلما طافت بالحسد جرار قلوبهم المريضة…

أحبِب ذاتك الناقصة، وافرد هامتك بتمام الثقة بالنفس، وقل في وجه الناقدين:” نعم عندي أخطاء، نعم  لست كاملاً يا له من اكتشاف”.

طالما لديك ثقوب في شخصيتك تجهد لرتيها بوساطة الثقة بالنفس الزائفة سيتسرب الناقدون عبرها للعبث في سلامك، ويشعروك بالعار…

أظهر نفسك أنت كما أنت من  دون إخفاء وضعك المادي الذي يُشعرك بالعار…

دون إخفاء همومك، وابتلاءاتك، ووحدتك، ونقصك، وضعفك…

 دون إخفاء عيوب في شكلك.. أَظهر ما تظنه يسبب لك إحراج بالله عليك… وتقبله، وأحِبه، وعانقه…

 لا أدعيكم إلى إهمال النفس، ورميها في مهملات التكاسل… أبداً…نحن لا نُهمل من نُحب.. بل نُهمل مَن نكره… نحن نعتني جيداً بمن نقدر… ونتجاهل مَن نجده بلا قيمة… نحن نحمي جيداً مَن يعز علينا… ولا نتركه في مهب التّجريح، والنقد…

أحضنوا ذاك الطّفل داخلكم الذي يبحث عن تقبل عن حبّ لا مشروط الذي يجهد ليخفي آلامه، ونواقصه؛ كي يجد من يمنن عليه بنظرة إعجاب من خلال كلمة تشجيع… كونوا لذواتكم بعد الله سنداً، وعوناً، وحضناَ آمناً… كن أوّل مَن يُصفق لك حينما تُنجز، وأوّل مَن يُمسك بيديك عندما تقع… كن أوّل مَن تتكئ عليه حينما تلبسك الدنيا لباس الضّعف، وأوّل مَن ترفع يد نفسك عند الفوز… لا تضع مفاتيح ثباتك في جيوب الآخرين، وتمضي سنين العمر تترقب من يفتح أبواب أحلامك ويوصد خزانة آلامك، ويُشعرك أنك جيد كفاية…

You are good enough

أنت كفاية… وأنت باهر، ومميز، وما خلقك الله إلا لأنك كذلك… صدقني… وصَدِّق نفسك، وثِق بقدراتك، وارحم ضعفك، وانطلق، وحقق كل ما تريد…

دمتم بخير..

رابط مختصر –https://anoujoum.com.au/?p=15823