مجلة النجوم سيدني
المدربة والمعالجة بالإيحاء ميرنا المصري
المؤهلات العلمية:
درست الرياضيات في الجامعة اللبنانية، ثم تخرجت فيها بحصولي على الدرجة الأولى على مستوى لبنان، وماجستير رياضيات –معدل جيد جداً.
ثم تابعت دراساتي العليا في بيروت الAgence Universitaire de la Francophonie
وحزت على Master 2 في الModélisation et Calculs Intensifs .
بعدها سافرت إلى فرنسا؛ لألتحق بجامعة ليون -1 – وحزت على شهادة ماجستير Maths pure.
ثم تحولت إلى اختصاص التنمية البشرية، وحصلت على شهادة بصفتي اختصاصية علاقات، ثم بدأتُ بتأليف كتابي الأول (Ounsa )لا تنسى؛ يتحدث عن العلاقات العاطفية، وسبل إنجاحها.
لدى ممارسة عملي بصفتي اختصاصية علاقات، بدأت أصول وأجول في النفس البشرية، وأتمحص أسباب فشل أغلب العلاقات بدءاً من إصابة أحد طرفي العلاقة باضطراب في الشخصية إلى البرمجيات الخاطئة التي ربما تعرض لها عقلنا الباطن، وأصابت تقديرنا لأنفسنا، فاعتقدنا أنّنا نستحق المعاملة السيئة‘ لسنا جيدين بما يكفي، علينا -دوماً- أن نعطي دون حدود، وعدم المطالبة بحقنا عن طريق بالأخذ، إلى النقص الهائل نحو معرفة أحد طرفي العلاقة في عالم الطرف الآخر وحاجاته، وهمومه، ورغباته مع طريقة تفكيره، أيضاً التوقعات غير المنطقية من العلاقة؛ فقد ذكرتها مع سبل معالجتها في كتابي .
وللتعمق أكثر في برمجة العقل الباطن، تابعت دورات عديدة في ال NLP ؛(البرمجة اللغوية العصبية) حتى أصبحت NLP coach و anxiety coach و life coach.
بدأت أشق طريقي في العمل على إصلاح العلاقات، لكن قبل ذلك أساعد كل طرف في العلاقة، أن يكوّن نظرة صحيحة عن نفسه، ويضع توقعات منطقية عن الشريك، و العلاقة، وأن يسعى إلى ترتيب بيته الداخلي؛ ( الثقة بالنفس، وتقبلها، وحبها مع الاهتمام) قبل إدخال شريك مناسب إليه.
وكتبت كتابي الثاني منذ سنة تقريباً ” مَن قتل نفساً “، بعد خبرة العمر، وتجارب الحياة، والدراسة، والعمل مع ضحايا النّرجسي المختلفة منهم: أولاد نرجسي أو (نرجسية) إلى زوجة نرجسي أو (زوج)، أيضاً أصدقاء نرجسية أو (نرجسي) إلى زملاء النرجسي، وموظفي المدير النرجسي أو (النرجسية) الخ… أي؛ عملت على الشفاء من النرجسي بكل أشكال، وأنواع العلاقات.
ولكن مَن هو النّرجسي : هو شخصٌ مضطرب يعاني من الNPD. يعشق المدح، ولفت الأنظار إليه والاهتمام به، لا يتعاطف -لا يشعر بعذاب الضمير، ولا يتقبل النقد، والنصيحة، يعرفنا بدقة؛ أي يعلم كل نواحي قوة، وضِعف شخصيتنا، ويتلاعب فينا على هذا الأساس ، وناقد لاذع- منافق- حسود لا يتقبل أن تصيب غيره النعم.
من أهم أسلحته: الهجر، والإلقاء، والتشهير، والنقد مع إضعاف الثقة بالنفس الخ… وكثير من الصفات والغوص في متاهات الشخصية النرجسية ؛ في داخله القبيح، وحيله، وأساليبه في التحكم بنا، تجدونها في الكتاب بوضوح، وإسهاب.
قد حمّلتُ كتابي المعرفة الواسعة بهذه الشخصية المضطربة، وأضعها بوصفها وديعة في أكف كل مَن يتخبط في الآلام النفسية، ولا يدري أضحية هو أم مقصر! يستحق شتى أنواع النقد، والهجر، والعذاب.. لكل غارق في أوحال علاقة مرضية ولا يجد متكئاً أو سنداً، ليس هناك مَن يشعر بآلامه أو يقدر مدى معاناته ، ولا يستطيع الرحيل أو البقاء…
لكل مَن يعيش على هامش إسعاد شخص آخر، شخص لا يرضى أبداً، ويعدُّ أيَّ عطاءٍ يقدمه له واجباً أو فرضاً؛ أي لكل مَن يعاني من علاقة نرجسية… هذا الكتاب يدٌّ تمسك بيده، وكتف يتكئ عليه، وطريق تصله إلى الخلاص من العلاقات المرضية، والوصول إلى الراحة النفسية.
مقطع من الكتاب:
“بربك متى كانت آخر مرة تعمقت فيها بذاتك توغلت في داخلك، ونظفت من أعماقك كل ما لا يشبهك كل ما لا يناسبك، ولا يسهم في تطويرك كلما يعيق تقدمك. متى كانت آخر مرة شرعت أبواب قلبك فتحت نوافذ روحك العظيمة… لتتخلص من عبق الأحزان البالية القديمة… متى كانت آخر مرة ألبست فيها جدران قلبك ورود الرضا، والتسليم؛ كي تخفي تشققات الماضي الأليم…
متى كانت آخر مرة فجرت ينابيع السكينة في شوارع قلبك المهملة الحزينة؛ كي تزيل كل ترسبات الماضي وأنينه…
متى كانت آخر مرة نظرت بعين الرحمة إلى كاهلك المثقل، وأعطيته يوم سلام -يوم تأمل- يوم إجازة عن العمل… متى كانت آخر مرة أزلت عنه هموم البشرية جمعاء... متى كانت آخر مرة ضمدت بالتخلي جروحه، ووضعت كريمات التغافل؛ لتزيل التقرحات، والأوجاع...
متى كانت آخر مرة جلست تحتسي قهوة معك… تعرفت عليك على نقاط قوتك وضعفك كلها.. ووقعت معاهدة بينك وبينك أن تصلح ما أفسدته الحياة عبرك فيك، وتبلور ما منّ الله عليك، وخصك به عن سواك… فابدأ من هذه اللحظة والآن، أن تلملم شظايا قلبك، وفتات روحك، و تصهرهم ، وتصقلهم، وتعيد تشكيلهم، وتهيأ لهم غرفاً صالحة للعيش – للسعادة -للعطاء صالحة لحياة أفضل، وغدٍ أجمل..
إن أول طرائق الشفاء من النرجسي التركيز على النفس… أنت تسبح في فلكه طيلة الوقت. كل تصرف تقوم به، تقوم به وأنت تفكر في ردة فعله، كل الوقت يشغل النرجسي تفكيرك، همك راحته -سعادته -حالته النفسية -حاجاته -رغباته… أنت نسيت نفسك تماما ًأهملتها إلى درجة الفقد… فقدت ذاتك وبت شيئاً تابعاً له… عُد إلى خالقك؛ تلك القوة العظيمة التي لا يمكن أن تتلاعب فيك، لا يمكن أن تهجرك، لا يمكن أن تتركك، وتحبك على ما أنت عليه، وستنصرك، وستقف بجانبك، وستؤيدك… عد إلى ربك ثم إلى ذاتك. الله هو الثابت الوحيد، والباقي، وما حييت نفسك هي الباقية معك… فعزز علاقتك بهما، وحسنها وطورها.”
أوجزت في هذا المقطع ما يخلصنا من العلاقات النرجسية؛ ألا وهو التركيز على أنفسنا، والاستثمار فيها مع تطويرها، الاعتناء بها ، حمايتها… أمسك بيد ذاك الطفل الصغير داخلك طمئِنه، كن له سنداً، أحبه، عانقه قبل أن يلقيه الجوع العاطفي، والرغبة بالتقبل في أحضان مَن يبتزوه، ويستغلوا حاجته للحب، والاهتمام … كن لنفسك بعد الله سنداً وملاذاً.
لقد تسرب النرجسي عبر ثقوب في شخصيتك؛ ليعبث في سلامك الداخلي… مِن تزعزع في الثقة بالنفس إلى جلد للذات، وشعور بالعار إلى تقبل المعاملة السيئة مع العطاء غير المقنن إلى الإنكار الذات… املأ ثقوبك النفسية، وحصن دفاعاتك فلن يجد أي نرجسي إلى داخلك طريق. صلِ بالطريقة التي تناسب معتقدك الديني؛ فالصلاة تبث في نفسك الطمأنينة، والراحة حيث تشعر أنك تستند إلى ركن متين… مارس الرياضة التي تضخ فيك هرمونات السعادة، وتزيد من ثقتك بنفسك… نمي مهاراتك… أحط نفسك بمن يشجعوك، ويدعموك، ويحبوك كما أنت… انخرط في أعمال الخير… ساعد محتاج… امدح نفسك كن طيب معها -رحيماً بها… سامح نفسك إذا ما أخطأت، وتعلم من أخطائك دون الاستغراق في الندم، وجلد الذات… حاول كل يوم أن تضع 5صفات إيجابية عن نفسك مدعمةً بالأمثلة من خلال يومك. مثلاً: أنا كريمة لقد تصدقت، أنا مجتهدة أنهيت عملي الخ… تعلم كل يوم شيء جديد… حاول السيطرة على أفكارها؛ لأنها ستتحول إلى مشاعر ثم إلى تصرفات… اشغل نفسك ما استطعت بالأفكار الإيجابية، ولا تستسلم للأفكار السلبية أبداً… هذه السبل تساعدك على رفع تقديرك الذاتي، وثقتك بنفسك، وتساعدك على الوصول إلى السلام النفسي.
وتذكر لن يساعدك أحداً إن لم تساعد نفسك، لن تتغير حياتك إن لم تتغير أنت، وتغير طريقة تفكيرك السلبية، ولن تحصل على أي شيء إن لم تبذل جهداً، واعلم أن الكون مِرآة لما في داخلك، وستحصل على ما تظن في معتقدك الداخلي أنك تستحقه..
رابط مختصر –https://anoujoum.com.au/?p=15816