بعد 33 عملاً فنياً احتل معظمها دور البطولة المطلقة، وبعد أن أحبه الجماهير واتخذوا من كلماته حِكَماً وأمثالاً، ومن كوميدياه ما يجعل الجلسات ترفيهية ذات طعم جميل، يقول بعض الإعلاميين أن اللمبي ينتحر فنيا ولم يعد له نفس البريق الذي ظهر به في أول أعماله.. مدعين أنه فقد تأثيره على الأطفال قبل الكبار.. وأصبح مملا بما فيه الكفاية.. وأنه -بحسب ادعاءاتهم- فاحت رائحته لدرجة جعلت أغلب المشاهدين ينفرون من مشاهدته.. وصار البعض يشهرون به متشدقين بعبارات ((محمد سعد انتحر)) .. ((مات بـ«السكتة الفنية»)) .. ((قتل نفسه عمداً)).. ((اغتال موهبته مع سبق الإصرار)) .. ((كتب شهادة وفاته بنفسه)).

سام نان

ولم تتوقف الاتهامات عند هذا الحدّ فحسب، بل اتهموه أنه يكرّر الشخصية ويبتذل في الكوميديا، وأن هذا التكرار صار مملاً وفقد مذاقه.
وفي الوقت الذي يعترفون فيه بأن محمد سعد هو أكثر أبناء جيله المعجونين بالموهبة الحقيقية، لكنهم يتهمونه بأنه أكثرهم «بهدلة» لهذه الموهبة، والإساءة إلى نفسه وتاريخه؛ بالاعتماد على نفس «التيمات»، و«المفردات»، والقصص الفاشلة، والسيناريوهات «الشايطة»، والإنتاج المسلوق.. مدّعين أن كل موسم جديد يشهد تراجع المشاهدين في الإقبال عليه، ولم يعد نجم شباك، كما لم تعد أفلامه تحقق «إيراداتاً خياليةً»، كما كانت في السابق.
ولم يكن اللوم موجهاً إلى الفنان محمد سعد وحده وإنما امتد أيضاً إلى المنتج أحمد السبكي، وخرجوا بمصطلح يقول «السبكية» تجار «شطار»، يعرفون من أين تُؤكَل الكتف، فهل يرتضون «الخسارة» لأنفسهم، أم أنهم يراهنون على المشاهدين العرب؟!.
من هنا تحركت مجلة النجوم لتكشف حقيقة ما أقرّه الإعلاميون، هل انتحر محمد سعد فنياً وكتب شهادة وفاته السينمائية كما يدّعون؟
تعالوا بنا نأخذ محمد سعد في محكمة النجوم لنعرف ما هي الاتهامات الموجهة إليه ونتحرىَ عنها لنكشف حقيقتها..
الاتهام: محمد سعد كرّر شخصية واحدة في جميع أفلامه..
الرّد على الاتهام: لم يكن هذا التكرار إلا في فيلمين متتاليين وهما «اللمبي» و «اللي بالي بالك» وهي شخصية الحشاش أو المدمن، ورغم ذلك فإن الجمهور أحب هذه الشخصية جدا وتمنى لو أن محمد سعد يقوم ببطولة فيلم جديد بنفس شخصية «اللمبي».
ولم يكن محمد سعد ليثبت على شخصية واحدة، ففي الفيلمين سالفي الذكر كان بشخصية الحشاش خفيف الظل، وفي عوكل كان بشخصية الشاب الأخنف المحب، وفي فيلم بوحة كان بشخصية الجزار الأبلة، وفي فيلم كركر كان لابسا شخصية فاقد الذاكرة المجنون، وفي فيلم كتكوت كان بشخصية الصعيدي في بساطاه وشهامته، وفي فيلم بوشكاش كان الشخص المخدوع بالسحر والشعوذة، وفي فيلم الليمبي 8 جيجا كان يمثل شخصية المحامي الفاشل، وفي فيلم تيك تك بوم كان بشخصية البسيط صاحب محل مفرقات أطفال، وفي فيلم تتح كان في شخصية الجاهل خفيف الظل.
فلم يكن محمد سعد لابساً شخصية واحدة في كل أفلامه، بل كان متنوعاً وذا شخصية مختلفة في كل مرة.
ولكن ما يجب إلقاء الضوء عليه أن القصص التى تُعرض عليه في هذه الأيام لم تكن بالقوة التي كانت في اللمبي أو كتكوت أو كركر،
أو ربما أن السبكي يبحث عما يدر الربح المادي معتمدا على حب الجماهير للفنان محمد سعد فلم يتروَ في اختيار السيناريو وبالتالي نلوم على محمد سعد ونطالبه أن يتروى في اختيار القصة.
وأنا أرى أن محمد سعد عنده الموهبة والقدرة على كتابة قصة بنفسه وستكون قوية جدا وهادفة وناجحة.
وفي النهاية نقول أن وجهة نظر البعض في أن محمد سعد ينتحر فنيا ما هو إلا كلام لا يعتقد فيه إلا القليل من الناس، وهي وجهة نظر يجب أن نحترمها ولكنني شخصيا لا أوافق عليها.
وأكررُ، أن الفنان محمد سعد لديه القدرة على كتابة سيناريو فلمه الجديد وربما يمكنه إخراجه بجدارة، ونحن في انتظار ذلك بكل شغف.
وفق الله الفنان محمد سعد وليعطه البصيرة في اختيار السيناريو الناجح ليزداد تألقاً ولمعاناً على شاشة السينما.