مجلة النجوم سيدني
برعاية السفير الفلسطيني عزت عبد الهادي د. نجمة حبيب تطلق كتابها “ربيع لم يزهر”
بقلم علا بياض رئيسة التحرير
بحضور سعادة السفير الفلسطيني الدكتور عزت عبد الهادي، وقعت الدكتورة نجمة حبيب كتابها “ربيع لم يزهر” بحضور عدد من الشعراء والكتاب والمثقفين والإعلاميين، وعدد من الجالية الفلسطينية واللبنانية .من المؤسسات الإعلامية الصحافي أنطوان القزي رئيس تحرير جريدة التلغراف ،وعلا بياض رئيسة تحرير مجلة النجوم .
قدمت الحفل السيدة نهى فرنسيس رئيسة رابطة خير جليس، وكانت كلمة لسعادة السفير عزت عبد الهادي عبر فيها عن الكثير من التقدير والثناء للدكتورة نجمة حبيب في إثراء الساحة الثقافية، ورؤيتها الإبداعية والإنسانية، باعتبارها نموذجا مضيئا في الدفاع عن الظلم والعدالة والحرية، وأشاد د.عبد الهادي أنها من أهم الشخصيات الأدبية والأكاديمية الفلسطينية، الذين أفنوا عمرهم في تعزيز الرواية الفلسطينية والدفاع المستمر عن الحقوق الوطنية الفلسطينية. وفي هذه المناسبة كرم السفير عبد الهادي الدكتورة نجمة على شرف توقيع كتابها مقدما لها درعا وشهادة تقديرية.
وكانت كلمة للناشط الفلسطيني حسن غنام ،والدكتورة سمرحبيب، والأستاذ جورج هاشم.
و ألقت الدكتورة نجمة حبيب كلمة شكرت فيها الحضور الذين شاركوها حفل توقيع كتابها، وأثنت على أصدقائها الذين ساهموا في إنجاح هذا الحفل، وشكرت السيدة سناء أبو خليل التي أشرفت وساهمت في تحضير هذه المناسبة.
وشكرت الدكتورة حبيب سعادة السفير عبد الهادي على التكريم الذي يحمل قيمة خاصة وكبيرة بالنسبة لها ،وبصوتها الهادئ وكلماتها المعبرة الراقية قالت : رغم ثراء اللغة العربية الكبيرة إلا إنني لا أجد فيها ما يكفيك حقك، قلة هم السفراء (السياسيون) الذين يتمتعون بتواضعك، وبتغليب راحتهم الشخصية على تشجيع مواطنيهم، لقد حولت حفل توقيعي المتواضع إلى مهرجان تكريم ملأني فخرا.
واستحضرت الكاتبة الكبيرة نجمة في كلمتها عن الرواية ذاكرة مؤلمة عاشتها بتفاصيل حياتها، وظلال لماض توشح بالسواد، كتاب “ربيع لم يزهر” هو قصص عن معاناة الإنسان الفلسطيني في لبنان أثناء الحرب الأهلية، وصولا إلى الاجتياح الإسرائيلي، واستعرضت مشاهد من القتل الذي استشرى في مخيمات الفلسطينيين،بما فيها أحداث مخيمات ضبية وصبرا وشاتيلا، وحصار العاصمة بيروت، والتشرد الفلسطيني عاكسة الكاتبة الخراب الوجودي للذات.
كلمة سعادة السفير الدكتورعزت عبد الهادي كاملة
يشرفني اليوم أن أقف بينكم لأكرم واحدة من أهم الشخصيات الأدبية والأكاديمية، الفلسطينية حتى نخاع العظم، الصديقة العزيزة د. نجمة حبيب.
لم تتح لي الفرصة بعد لألتقي بشكل كافٍ ونوعي بالدكتورة نجمة حبيب، وهذا تقصير مني كبير أعترف به، فالأدباء قدرهم كبير وهي واحدة من هؤلاء الذين أفنوا عمرهم في تعزيز الرواية الفلسطينية والدفاع المستمر عن الحقوق الوطنية الفلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونية الزائفة والاحتلال والكولونيالية والفصل العنصري.
ناقدة أدبية من طراز رفيع وسلم أخلاق يتماشى مع كونها إحدى الرائدات في مجال حقوق الإنسان والعدالة والحرية.
لا تزال قصة اللجوء من لبنان إلى أستراليا تسكن في أعماق أعماقها وتؤثر على ماهية كتاباتها وقصصها، وتلازمها طوال الوقت. إنها قصة كل الفلسطينيين الذين فقدوا أرضهم في غفلة من الزمن وكأننا فقدناها في حادث سير.
لا نضيف إلا القليل في تكريمها، فهي الحائزة على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة سيدني وعلى منحة المجلس الأسترالي الأعلى للفنون، وعلى جائزة جبران خليل جبران العالمية الصادرة عن رابطة إحياء التراث العربي في أستراليا وكذلك على شهادات تقدير من الكثير من المؤسسات المجتمعية العربية والفلسطينية.
لم يقتصر أدب د. حبيب على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، بل تخطى ذلك إلى الأفق العالمي وأجندات العدالة الأخرى، وخاصة الكتابة عن والدفاع عن الفئات المهمشة كالنساء والأطفال، كما هو في قصتها الأخيرة ” ربيع لم يزهر”.
بدأت الكتابة في الثانية عشرة من عمرها وبدأت بقراءة روايات جرجي زيدان ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والمنفلوطي وفيكتور هيجو وغيرهم.. تأثرت بهم ولكنها شقت طريقاً مختلفاً ومميزاً وأصبحت لديها هوية أدبية خاصة بها.
جذبتها رواية غسان كنفاني ” رجال في الشمس” كما أثارت اهتمامنا جميعاً، وكأن الرواية تعيد إنتاج قصتها في اللجوء، إلا أنها في المقابل حفزتها لرفع الصوت عالياً في وجه الظلم وتعزيز العدالة والحرية وخاصة في ظل مجتمع أبوي بطريركي يضطهد المرأة ويضعها في رتبة أقل من الرجل.
لم يثنيها انقطاع 20 عاماً لتربية أسرتها، المكونة من أربعة أبناء، من العودة إلى مقاعد الدراسة الجامعية، فقررت العودة إلى الجامعة اللبنانية لمتابعة تحصيلها العلمي وقررت دراسة أدب “كنفاني” بشكل أعمق من خلال دراساتها العليا ودرست النموذج الإنساني في أدب غسان كنفاني، وكانت قد أنهكتها الحرب الأهلية في لبنان وفصولها المحزنة، وقررت مرة أخرى أن ترفع الصوت عالياً ضد الظلم متبنيه مقولة غسان كنفاني في روايته “رجال في الشمس” “لماذا لم تقرعوا أبواب الخزان”.
قصة هذه الفلسطينية المكافحة تواصلت مع لجوئها إلى أستراليا وعملها المضني في محل تجاري والذي كان حافزاً لها للبدء بكتابة القصص القصيرة في بعض الصحف الأسترالية العربية.
أصدرت د. نجمة حبيب كتابها الأول، الذي كان رسالتها في الماجستير، ” النموذج الإنساني في أداء غسان كنفاني”، الذي تأثرت به كثيراً كما ذكرت سابقاً، ولما لا وهو الكاتب والصحفي والروائي الكبير.
للمرأة وحريتها ومساواتها مكان هام في فكر وقصص د. نجمة حبيب، ولعل بعض تجاربها الشخصية وتجارب المرأة الفلسطينية والنظام الأبوي بشكل عام كان له أثر هام على فكر د. حبيب، فكما ذكرت هي في إحدى المقابلات، فإن قصة “جدتي تفقد الحلم” تعبّر بشكل واضح عن معاناة واضطهاد المرأة.
وأخيراً، فإن د. نجمة حبيب، عدا عن كونها روائية وناقدة وأكاديمية، فإنها أيضاً من أشد المدافعين عن الحقوق الوطنية الفلسطينية والرواية الفلسطينية وكذب وافتراء الرواية الصهيونية، وأن الفلسطينيين لا بد يوماً ما من الحصول على حقوقهم كاملة، وكما ذكرت د. نجمة حبيب أيضاً في إحدى مقابلاتها، فإن هذا الإيمان العميق بحتمية النصر والعدالة والحرية هو ” ما أشاع الفرح في رواية “ربيع لم يزهر” رغم مأساويتها”.
د. نجمة حبيب، مفكرة وروائية ذات رؤية ثاقبة، متفائلة رغم رحلتها الصعبة من اللجوء الأول إلى الثاني، ومن كونها حملت الهم الفلسطيني مبكراً.
وكما كل النساء، فإن رحلتها كانت “صعبة وجبلية”.
تصوير الحفل الاستاذ رافق العقابي .
رابط مختصر –https://anoujoum.com.au/?p=17762