مجلة النجوم سيدني 

كانت 2023 السنة الذهبية للفنانة الأميركية تايلور سويفت، إذ وصلت الى ذروة مسيرتها الفنيّة مع تحطيمها الكثير من الأرقام القياسية، بما في ذلك تخطي إيرادات جولتها “ذي إيراس تور”، للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، عتبة المليار دولار في 60 حفلة بين آذار وتشرين الثاني 2023.

تعود “وول ستريت جورنال” إلى مراحل تكوين مسيرة أهم نجمة بوب في العالم.

تواجه تايلور العديد من المخاوف، ومن بينها الخوف من أن يمل العالم منها، مؤكدةً: “أخشى أن أكون عادية”. بدا الأمر كأنه شيء قد تقوله سويفت لتبرير صعودها الى النجومية، لكن هذا الكلام يعود إلى حين كانت تناهز الـ16 عاماً.

في ذلك الوقت، أصدرت سويفت ألبومها الأول عام 2006 بعنوانٍ يحمل اسمها، وجلست في ما بعد في مقابلة إلى جانب أيقونات في الموسيقى الريفية مثل دوللي بارتون وويلي نيلسون. ولكن إن كانت متوترة في مقابلتها الأولى، فإنها لم تظهر ذلك، كانت النجومية أمراً لم تكن تخاف منه.

اليوم، بعد نجاح جولتها “ذي إيراس تور” ببيع تذاكر تجاوزت المليار دولار وتأثيرها الاقتصادي عبر ملء الملاعب والفنادق والمطاعم، يظل لدى تايلور سويفت تأثير لا يقهر. أصبحت الفنانة الأكثر شعبية على “أبل ميوزك” و”سبوتيفاي”، وقدمت الى جمهورها طرقاً جديدة لإنفاق الأموال بانتظام، حتى نجحت في إطلاق سوق مربحة لأساور الصداقة المزيّنة بالخرز. في أوقات فراغها، شاركت في مباريات اتحاد كرة القدم الأميركية وروّجت لأكثر رياضة شعبية في أميركا.

ومع كل هذا، كان هناك شيء آخر باعته تايلور سويفت لجمهورها هذا العام: الطموح. إنها سمة مميّزة لها، وفي زمن تجد فيه الطموح تناقضاً، لا يكون فقط محدداً وملهماً في إصرارها الشديد، ولكنه يشكل القوة المحركة وراء مسيرتها المهنية من البداية.

تمتاز سويفت بذكاء فنّي وموهبة، وكان والدها سمساراً في البورصة. وعندما سألها المعلمون عن مستقبلها، برزت الصغيرة تايلور في فصل مليء براقصات الباليه ورواد الفضاء الطموحين. “سأكون مستشارة مالية!”، أعلنت في سن العاشرة، لكنها سرعان ما أدركت بعض أحلامها الأكبر.

قرّرت في العاشرة من عمرها أن تصبح مغنّية موسيقى الريف، ولم يمرّ وقت طويل حتى كانت تطرق أبواب ناشفيل وتعرض نفسها حاملة قرصاً لألبومات “LeAnn Rimes” و”The Chicks“.

عندما لم تُعطَ المهمة التي تستحقها في صناعة الموسيقى، أخذت الفتاة الطموحة، التي وصفت نفسها بأكثر الأشخاص قدرةً على المنافسة،مصيرها  بيديها. عادت إلى ولاية بنسلفانيا وبدأت بتعلم العزف على الجيتار وكتابة الأغاني بعد المدرسة.

بينما كانت في صف الرياضيات للطلاب الجدد، خطرت لها فكرة أغنية “Tim McGraw“، وهي الأغنية التي ستعزفها لبقيّة حياتها.

وبمجرد أن أتقنت الموسيقى، حرصت على أن يستمع الناس إليها. سحبت المعدّات لأداء حفلاتها الموسيقية الأولى لنوادي الحدائق وقوات الكشافة. أرسلت رسائل شكر مكتوبة بخط اليد إلى مبرمجي الراديو الذين بثّوا أغانيها على الهواء، وبذلت قصارى جهدها لتتذكر تفاصيل عن أزواج وأطفال المديرين التنفيذيين الذين تعاملت معهم.

عرفت تايلور سويفت على وجه التحديد من ستكون.

وفي تجربة علمية، جرت متابعة الكثير من الأشخاص لفترة طويلة، لمعرفة ما إن كان هذا النوع من الدافع لدى المراهقين يُترجم إلى نجاح البالغين. إحدى هذه الدراسات هي الدراسة الوطنية لتنمية الطفل، التي تهدف إلى تتبّع الأطفال البريطانيين الذين وُلدوا خلال أسبوع واحد في عام 1958.

وقد جرت مقابلتهم على فترات منتظمة طوال حياتهم، بما في ذلك عندما كانوا في سن 16 و33 عاماً.

يصادف أن هذا هو بالضبط عمر سويفت عندما أصدرت ألبومها الأول وحين شرعت في جولتها الشهيرة.

وخلال الدراسة، عندما كان عمر المشاركين 16 عاماً، سُئلوا عن الوظيفة الأولى التي يريدونها؟ وبحلول الوقت الذي بلغوا فيه 33 عاماً، تراجعت آمالهم. معظمهم لم يكبروا للقيام بالأشياء التي تخيّلوها، لكن الباحثين اكتشفوا أمراً بشأن طموح الطفولة: فقد تبيّن أن أكثر من نصف المتخصّصين في الرعاية الصحّية البالغين من العمر 33 عاماً قد حققوا أهدافهم البالغة 16 عاماً.

أي إن هناك بعض الأشخاص الذين وجدوا هدفهم في وقت مبكر من حياتهم. لقد فهموا ما يريدون القيام به وقد فعلوا ذلك بالفعل، وينضمّون الى لائحة سويفت.

وفي فيلم وثائقي عام 2006، قالت سويفت: “حلمي الكبير هو أن أنظر إلى حشد من آلاف الأشخاص وأجعلهم يغنون كلمات أغانيّ”. وبحلول هذا العام، تحققت لها الأحلام بشكل لا يمكن تصوّره.

رابط النشر –https://anoujoum.com.au/?p=25040