مقال د/ منى فتحي حامد / مصر
بت أختار كلمات أدق في المعني ، مشيرة إلى نبضات و أحاسيس حقيقية ، إلى كل من رافقت دنياه جائحة الكورونا …
و هذا ما به  و فيه نحن جميعا الآن …
الكورونا ، و مدى تأثيرها على كلا من المثقف و الفنان ، فكلاهما مشتركان في نفس الوقت مع تفاقم و انتشار هذا الوباء ، مما نتج عنه الالتزام بالتواجد أطول وقت بالحياة المنزلية و ارتداء الكمامات و عدم التزاحم أو الاختلاط ….إلخ كلها أمور واجبة و ضرورية ، للحد من حدة انتشار هذا الفيروس و زيادة المصابين و تعدد الإصابات …
فإذا تطرقنا لكل منهما على حدا ، شاهدنا حقآٓ المعاناة و مدى الألم المعنوي و النفسي ،و المادي أيضا و الاقتصادي و الاجتماعي ، لا يمكننا أن نتخطاهم أو تتناسى التأثير الظاهر و المصاحب بهم …
فبالنسبة إلى المثقف : قد زادت لديه حاسة الاشتياق للعلم و للقراءة و للاطلاع ،لكنه مغلغل الأيدي ، و أصبحت معرفته منحصرة بين الإعلام السمعي و المرئي و الكتاب …
و من ثم وضح لنا أهمية بريق و أريج الكتاب ، لما لقب به بأنه فعلا خير جليس ونعمٓ الأصدقاء.
فالكتاب له مدلولا سحريا على ذهن و نبض و مشاعر القاريء ،خاصة المثقف ، أيا كان مجاله أو تخصصه أو موهبته بالفن و بالابداع ..
و قد أصبح المثقف من داخل مسكنه قادرا على التكيف مع جائحة الكورونا ، و التوازن بينه و بين عالمه الجديد ، من حيث الهدوء و الاتزان و السكينة و الرضا ، بل تزايدت لديه سمات الصبر و التفاؤل و المحبة و الاحتواء للأخرين ، مع التمني بالخير و السعادة إلى كل مٓن حوله  …
لكن المثقف أحيانا شاعرآٓ بالوحدة ، أو اقتراب العالم إلى النهاية و الفناء ، و هذا بسبب عدم حضور الندوات أو الصالونات الثقافية ، التي كان معتادا بالتواجد بها ، أيضا إنحصار السؤال فقط على المقربين و الأصدقاء ،عن طريق استخدام الهاتف و وسائل التواصل الاجتماعي فقط ، دون تبادل الزيارات ، أو الإلتقاء بالأماكن المعتادة التي كانت تجمع بينهم …
أما بالنسبة للفنان ، فتلك الحياة الجديدة ، المصاحبة للكورونا ، كان عليه التعايش معها بِجدية و بِوعي و بِتفهم ، و التقبل لعدم التواجد بالأمكنة الاجتماعية سواء للعمل أو للمناسبات ..
قد كانت هذه الجائحة ببداية الأمر من الصعب تقبلها بسهولة أو يُسر ، لكن فيما بعد تم التأقلم و الالتزام مع كل الأمور المعانقة لها .
و تختلف مشاعر الفنان من شخص إلى آخر ، على حسب نوع الفن أو الموهبة المتابعا لها ، من رسم ، موسيقى ، نحت ، تمثيل ، غناء … إلخ
فالترابط بين المثقف والفنان ينحصر بين القبول لعادات عدم الاختلاط أو التزاحم و التنزه و حضور المناسبات و الالتزام بالتواجد بالمسكن ، و القبول أو الرفض لِنقص دخل المعيشة اللازم للحياة و تلبية الاحتياجات و البقاء …
فمن هذا المقال كلا من المثقف والفنان ، انسان ، يربط بينهما مشاعر الإنسانية و الحس و الذوق و الجمال ، زيادة الوعي و المعرفة و الحرص على القراءة و المتابعة و الإطلاع …
بل توصيل رسالة هادفة ،مناشدة للخير و للمحبة و للسلام ، مع الإهتمام بكل المتواصلين معهما من أقارب و أخوة و أصدقاء ، بل تتزايد إلى الدعاء إلى كل البشرية بالأمان والمعافاة من ذاك البلاء …
حفظ الله جميعآٓكوكبنا من تلك الجائحة الغوغاء