دينا سليم حنحن

تعتبر ولاية كوينزلاند ثاني أكبر ولاية في القارة الأسترالية، وتتألف من سبع وسبعين محافظة، تمتد على طول النظر في مساحات شاسعة مكونة من أرض خصبة تارة وصحراوية تارة، اخترت الذهاب في عكس اتجاه المحيط، وقصدت الولوج داخل القارة، وبعيدا عن المياه الزرقاء.

كان يوما ماطرًا في مدينة بريزبن، استقللتُ الطائرة إلى مدينة كويلبي، لم تكن الرحلة مباشرة، عندما هبطت الطائرة في المطار بعد أكثر من ثلاث ساعات، وجدتُ نفسي في بيئة مختلفة وطقس مختلف، جاف وبارد جدا خاصة في ساعات الليل، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 3 تحت الصفر، ولولا المدفأة الحطبية، لما كنت استطعت النوم داخل فندق يقع على مفترق طرق في شارع ويلز، احتفظ بصور تذكارية تاريخية حملت ذكريات طيارين قاموا بهندسة إنشاء الفندق الذي امتلأ أيضا بالخردوات الجميلة، والأواني الفخارية والخزفية الملهمة، كان التجوال بين أروقة الفندق بحد ذاته متعة حقيقية.

تقع Quilpie في محافظة واريكو، على ضفاف نهر Bulloo، على بعد 208 كيلومترات غرب شارلفيل، و 980 كيلومترًا غرب عاصمة الولاية، بريزبن، يقيم فيها فئة من السكان الأصليين، يتحدثون لغة مارغاني، Margany. ويبلغ تعداد سكانها 600 نسمة فقط.

افتتحت مدرستان سنة 1900، درّس فيها المدرس ذاته لقلة عدد الطلاب، لكنها أغلقت بعد سنتين، ثم تمّ فتح مدرسة جديدة سنة 1918، وأصبحت ثانوية سنة 1966.

افتتح مكتب البريد 1921، وبعد سنتين وصل الهاتف إلى المنطقة التي تبلغ مساحتها 17,847.0 كم مربع.

عند مد خط سكة الحديد سنة 1917، أعلن ولأول مرة في الصحف الأسترالية عن المدينة التي كان اسمها الكروان الحجري.

يعتمد اقتصاد المنطقة على صناعات الرعي والتعدين، تمتلك المنطقة واحدة من أكبر رواسب صخور العقيق (حجر كريم) في العالم، وحقول شاسعة من الأوبال (حجر كريم، عين الشمس)، ويعد الأوبال الحجر الوطني الأول بلا منازع، وتقدم أستراليا إلى سوق المجوهرات العالمي من الحجر ذاته، سنويا، النسبة الكبرى، تأتي بعدها أمريكا اللاتينية، ثم المجر، أثيوبيا. وتكثر في المنطقة أيضا رواسب كبيرة من الغاز والنفط.

يوجد في Quilpie عدد غير قليل من الغابات المشجرة، لكنها تتعرض إلى الجفاف أحيانا والذي حين يطول يمكن أن تصبح المناظر الطبيعية جافة وقفراء.

السماء العاصفة لا تخيّب أبدًا في المناطق النائية، حصل وتعرضت المنطقة إلى حريق هائل، وبسبب قلة المياه، وقف السكان كمتفرجين، كما أنها تعرضت إلى تجويف حاد في حوض المياه الارتوازية، الذي كان يوفر المياه، وأدى إلى كارثة طبيعية، جفاف، ومحل، ويبوسة، ونفوق الحيوانات. وفي الفترة  التي امتدت ما بين 1952 و 1963 تم استخدام الماء الساخن لتوليد الكهرباء التي تحتاجها المدينة.

تعتبر المنطقة بالكامل مرتعا لرعي المواشي، بجانب ذلك، تقام أعمال التعدين، وتكرير النفط والغاز، وهي من الصناعات الثانوية الرئيسة للاقتصاد المحلي، وغالبية العاملين في هذه الصناعات من السكان المحليين، وتنخفض في المدينة معدلات البطالة، كما تكثر فيها حيوانات أسترالية مثل الكانغرو، وايموس، ومخلوقات غريبة أخرى.

تقام في المنطقة ثلاثة مهرجانات سنوية، تعد من العادات والتقاليد لأصحاب المنطقة المذكورة، مهرجان  (فخر الغرب)، و(سباقات الكأس)، ومهرجان (Kangaranga Do).