واحة  النجوم

باسمة  العوام

حصان طروادة( Trojan Horse) : يرتبط  هذا المصطلح بالإلياذة أو القصة الأسطورية للشاعر الملحمي الإغريقي القديم ( هوميروس ) حول كيفية فتح اليونان القدماء لمدينة طروادة Troy والتي سميت بالآنكليزية إيليوس  Ilios  أو إيليون Ilion ,وباللاتينية ترويا Troia  أو تروجا Troja .

تعود القصة إلى المرحلة التي بدأت فيها الحرب بين الإغريق وأهل طروادة عندما أقدم أحد أمراء طروادة ( باريس بن بريام ) باختطاف( هيلين ) زوجة ملك إسبرطة( مينلاوس ) والتي كانت تعتبر من أجمل نساء الأرض ووعدته بها الآلهة أفروديت لتكون أميرته .

أقنع (مينلاوس) شقيقه( أغاممنون ) بإطلاق جيش إلى طروادة لاستعادة الأميرة .وبذلك انطلق الجيش بقيادة نخبة كبيرة من القادة وأبطال اليونان العظماء ، وعملوا على تدمير المدن والأرياف المحيطة بطروادة على مدار تسع سنوات ،لكنهم عجزوا عن دخول طروادة لكثرة تحصيناتها وقلاعها  أسوارها ، فخطرت لهم فكرة بناء حصان خشبي كبير مجوف من الداخل ،يتم إخفاء عدد من الجنود بداخله ..وأوعز أمر صناعته لنجار إغريقي يدعى( إيبوس ) .

عندما شاهد أهل طروادة الحصان ظنوه هدية من الإله ،فأدخلوه بينهم  ليخرج منه المحاربون ليلا ويفتحوا  أبواب المدينة للجيش وبذلك تنتهي حرب دامت 10 سنوات .

هكذا أصبحت حرب طروادة تروى كأسطورة في الأدب اليوناني الكلاسيكي والروماني . وتشير الدراسات الحديثة  أن اسم طروادة هو إشارةإلى مدينة تقع على الساحل الشمالي الغربي لبلاد الأناضول( تركيا ) وتعود بداية المدينة إلى مالايقل عن 2700 عام وذلك عندما استعمر الإغريق الساحل الغربي لتركيا في القرن التاسع عشر . وعادت للظهور مرة أخرى عندما بدأ رجل أعمال ألماني وعالم آثار يدعى (هاليزيش ) أعمال حفريات في تل يدعى( هيسارليك Hisarlik) المطلة على السهل الممتد على طول ساحل بحر إيجة التركي على بعد 4،8كم من المدخل الجنوبي إلى مضيق الدردنيل .وبسبب موقعها عملت كجسر ثقافي يربط بين منطقة تراوس ،والبلقان ،والأناضول ،وبحر إيجة ، والبحر الأسود وذلك بسبب الهجرة والتنقل .وتدعى اليوم مدينة جناق قلعة( Canakkale) أو  إليوم( Iliom ).

أما عن صحة استخدام الإغريق للحصان الخشبي في حربهم فقد شكك الباحث الإيطالي وعالم الآثار البحرية ( تيبوني )_ ،الباحث في جامعة إيكس مارسيليا الفرنسية عام 2016 _ صحة ذلك وقال أن ماتم الحديث عنه ليس حصانا بل كان سفينة ضخمة مقدمتها رأس حصان كتب عليه اسم  (هيبوس ) وتعني بلغتهم سفينة .

كذلك كتب عنها المؤرخ الفني( آندريا شيونشي ) في صحيفةلاستامباالايطالية ..والباحثة( إليني ستيليانو ) الباحثة في مجال الآثار في أثينا وأشارت أن هذه الملحمة مازالت محل جدل أكاديمي ،،وستبقى هذه الملاحم منجما للمترجمين وسلسلة أفلام ذات مغامرات خيالية .

واليوم متحف طروادة في تركيا بناء حضاري سياحي بامتياز يزوره الملايين لرؤية مااكتشف من آثار وما وثّق من أعمال عن هذه الحرب الأسطورة .

فهل تحول حصان طروادة من ملحمة خيالية لوجود واقعي يقيم بيننا ؟؟!