مجلة النجوم – سيدني
خير جليس في دبي 1,1 مليون كتاب
كنز ثقافي لا ينضب.. بتوقيع: الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
بقلم الكاتب نعيم شقير
استثمار جديد وفريد من نوعه يحمل توقيع نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
لا يتأثر بالبورصات العالمية، لا يخاف وول ستريت ولا يخشى أسواق القطع، ولا يرتجف أمام أوبيك ولا تربكه ميكروسوفت.
استثمار لا يتأثر بأسعار النفط ولا بأسعار الذهب، ولا بالأسهم ولا بالعملات الافتراضية ولا بسلالة بيتكوين وأخواتها.
استثمار تزداد قيمته كلما مرّ عليه الزمن، ولا يحتاج إلى ترشيد ولا إلى ترشيق، ولا حتى إلى خطط بديلة…
استثمار يتفوق على قطاع الدواء والاستشفاء، ويتخطى حدود الإعمار والطاقة البديلة، ويراهن على بيئة فكرية نظيفة، لا تشوبها تشويهات ولا اختراقات ولا حتى ثقوب سوداء.
بيئة ثقافية تعم الأرض من أقصاها إلى أقصاها، تكون بمثابة الغذاء الروحي للمليارات الذين يشكلون سكان الكرة الأرضية…
يغطي مساحة نصف مليون قدم مربع، ويرتفع سبعة طوابق في تصميم هندسي يحاكي المستقبل الواعد الذي يخبئ المفاجآت في دولة الإمارات.
نحن لا نتحدث عن برج من نظم الخيال، ولا عن فندق تحت الماء، ولا عن سياحة تزلج في مدينة في الصحراء، ولا عن مدينة ديزني لاند الوافدة إلى الإمارة ولا حتى عن متحف اللوفر الذي جدّد الإقامة في الإمارات. إننا نتكلم عن مكتبة حاكم دبي، التي تعتبر منارة ثقافية جديدة في الإمارة، التي تنجب كل يوم مفخرة تضاف إلى سلسلة المفاخر التي تهم الإنسان وتحاكي أمانة واستقراره وراحة باله.
بلغت كلفة الاستثمار مليار درهم، لكنه يعود بالنفع لجميع سكان الإمارات، وللعالم أجمع. فالمكتبة التي تهدف إلى تعزيز وتعميم ثقافة القراءة ودعم النشاط الإبداعي والمعرفي، وسط ثقافة المسلسلات والشاشات التي تتنافس لتقديم اللهو على طبق من تخطيط يهدف لإفقار الثقافة والمثقفين، والقضاء على القراءة، واستبدال الكتب بالأجهزة التي تحتوي من الألعاب ما يفوق خيال الكبار قبل الصغار، ويجعل المجتمع فريسة للهو ويبعده عن الثقافة وعن حضارتنا العربية التي كاد الزمن الحاضر أن ينسينا إياها…
مكتبة تهدف إلى توفير منصة معرفية للعقول الفكرية والأدبية والإبداعية بالمنطقة والعالم… إلى جانب دعم وتسهيل وصول الكتاب الورقي والرقمي للناس من مختلف الفئات والاهتمامات، مع التركيز على الشباب لبناء جيل عربي يدرك اهمية القراءة والثقافة ويقضي على الأمية التي انتشرت في عالمنا العربي بفضل التخلي عن القراءة لصالح التلفاز، والاستغناء عن مكتبة وطنية لصالح بناء سينما، والقضاء على ندوات ثقافية تناقش هموم مجتمعنا الثقافي لصالح ندوات عن الازياء العصرية وثقافة التاتو الآخذة في الانتشار..
في افتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير، قال صاحب الفكرة والمبادرة “هدفنا منها تعزيز القراءة ونشر المعرفة، ودعم الباحثين والمبدعين والعلماء، وإنارة فكر الانسان…”. وأضاف “أول وصية من السماء هي (إقرأ) واليوم نطلق صرحا ثقافيا وفكريا لأجيالنا لتنفيذ هذه الوصية”. وأكد سموه “الاقتصاد بحاجة للمعرفة، والسياسة بحاجة للحكمة، والأمم بحاجة للتعلم، وكل ذلك موجود في الكتاب، واليوم لدينا صرح يضم ملايين الكتب لتطوير مسيرتنا التنموية”. وختم “المكتبات ترسّخ هويتنا وثقافتنا وجذورنا وتصنع مستقبلنا ومستقبل اجيالنا”.
بئر ثقافية لا تنضب
تضم مكتبة محمد بن راشد، على امتداد طوابقها السبعة، أكثر من مليون ومئة الف كتاب ورقي ورقمي باللغات العربية والأجنبية، وما يزيد على ستة ملايين رسالة علمية، ونحو 73 الف مقطوعة موسيقية، و57 الف فيديو، ونحو 13 الف مقالة، وأكثر من 5 آلاف دورية ورقية والكترونية تاريخية كأرشيف ل 325 سنة، ونحو 35 ألف صحيفة ورقية وإلكترونية من مختلف انحاء العالم وما يقارب 500 من المقتنيات النادرة…
لا شك أن هذا الكنز الثقافي يفتخر به لانه يعزز مكانة دبي عاصمة ثقافية عالمية، ويساهم في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للقراءة (2016-2026) الهادفة الى بناء مجتمع إماراتي معرفي.
وتتألف المكتبة من 9 مكتبات تخصصية هي: المكتبة العامة، ومكتبة الإمارات، ومكتبة الشباب، ومكتبة الطفل، ومكتبة للمجموعات الخاصة، ومكتبة الخرائط والأطلس، ومكتبة الفنون والإعلام، ومكتبة الأعمال، ومكتبة الدوريات، بالاضافة إلى الكتب الورقية، توفر المكتبة إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية، وإمكانية الإطلاع على ملايين الكتب ومصادر المعلومات والمحتوى من جميع انحاء العالم.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=12731