مجلة النجوم – سيدني.
إعداد وتوثيق : الأديبة شادية الحاج
**على هامش توقيع ديوان ليلى سقلاوي “وتغيب ايامي “**
**أضواء على التفاعل الحضاري بين الثقافتين العربية والفرنسية ؛ وهل تساهم الكتابة باللغة الفرنسية في دعم الإنتاج الأدبي والفني وبتوفير بيئة حاضنة لتبادل العلم والمعرفة”.**؟
*شهدت الرواية اللبنانية إنتاجاً وفيراً باللغة الفرنسية، فبرزت أسماء عدة بينها فينوس خوري غاتا, وليلى بركات, وألكسندر نجار, وأمين معلوف, وغسان فواز وجاكلين مسابكي. وكانت الفكرة المشتركة التي تجمع بين هؤلاء الكتاب هي رفض الحرب, والإيمان بالإنسان كقيمة أساسية وبدور المثقف كداعية حوار بين الشعوب المختلفة ومن بين هولاء ايضاً من كتبوا شعراً ك صالح ستيّتيه ؛ جاد حاتم وناديا تويني.
في هذا السياق يقول المحامي كرامي شلق “إنني مع الكتابة بأي لغة كانت شرط أن أنقل مشاعر ومعاناة أمتي ووطني وديني وانتمائي للغة الضاد، لذا فإن الخطورة الحقيقية تكمن في التحدث بلسانك والتفكير بلسان قوم آخرين، كما هو حاصل مع بعض الأدباء والشعراء والمفكرين اللبنانيين”.
وحول ازمة الثقة بالكاتب اللبناني الفرنكفوني والنظرة الاتهامية التي تقذف في وجه الفرنكفونيين والتي يرد عليها أدباء هذا التيار بكثير من الاستهجان والرفض، عبّرت عنه الشاعرة اللبنانية الراحلة ناديا تويني (1935-1983) بقولها “نحن متهمون بأننا نتاج جيل ترعرع تحت الاستعمار الفرنسي وبأننا صنيعة مدارس الإرساليات الأجنبية”.
وتوضح تويني دفاعاً عن كتابتها باللغة الفرنسية :” إن اعتمادنا الفرنسية كلغة إبداع نتاج اختيار واعٍ وحر, ولا يعني قطعاً رفضنا لهويتنا اللبنانية والعربية, بل على العكس من ذلك, فنحن نسعى إلى بلورة هذه الهوية وإلى التأكيد عليها وتفعيلها عن طريق التعبير عنها باللغة الفرنسية التي تؤمّن لها وسيلة لتعرّف عن نفسها أمام الشعوب التي يجمعها عشق الكلمات ذاتها والتي تدخل في علاقة أخذ وعطاء هي في الواقع الغاية العميقة من كل ثقافة”.وليس بعيدا عن ذلك عبّر أمين معلوف عن هذه الأزمة، حين فاز بجائزة غونكور -أرفع الجوائز الأدبية بفرنسا – عن روايته “صخرة طانيوس” الملتصقة بتاريخ المجتمع اللبناني في القرن التاسع عشر.
كما الأديبة والروائية اللبنانية هيام يارد -التي فازت بجائزة “فينيكس” للعام 2009، وتمنح إما لكاتب لبناني يكتب بالفرنسية وإما لكاتب فرنسي يكون لبنان موضوع كتابه- عن كتابها “تحت العريشة”، فتقول “الكتابة هي أن أكتب ذاتي, وأنقل تجربتي ونظرتي للحياة, إلى القرّاء, فأنا في وعيي أكتب باللغة الفرنسية التي أتقنها، إلا أنني أتنفّس ثقافتي العربية اللبنانية في اللاوعي، فأعبّر عن مخزوني المعيشي في الموت والغياب والجمال والحياة”.
وتضيف يارد في حديث صحفي : “أنا أجعل الفرنسية لبنانية, لأنها تعكس لبنانيتي, أنا إمرأة عربية مئة بالمئة ولا أتنكّر لعروبتي إلا أنني أكتب باللغة الفرنسية, وخير دليل على ذلك ما جاء في آخر أعمالي وهو نصّي المفتوح للجدة على أحداث تاريخية كبيرة من حروب واجتياحات عاشها اللبنانيون إضافة إلى القضية الفلسطينية التي تهزّ العالم بأسره”.
بدوره يقول المستشار الدولي في التنظيم الإداري والأستاذ الجامعي والصحافي, مصباح مقدّم إن الفرنكفونية تساهم بتسريع الإنتاج الفكري وتوفر له إمكانيات النشر والتفاعل.
رابط مختصر: https://anoujoum.com.au/?p=20372