في يوم السبت 17 من شهر كانون الثاني عام 2015 توفيت الفنانة الكبيرة فاتن حمامة عن عمر يناهز 84 عاما لتشكل وفاتها صدمة كبيرة لجمهورها العريض.
تعتبر حمامة من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة في السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940. في عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفي عام 2000 منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.
وحمامة هي فنانة مصرية، أُطلق عليها لقب “سيدة الشاشة العربية” نتيجة لدورها الكبير وتألقها في عالم السينما والتلفزيون . ، ولدت يوم 27 مايو لعام 1931م في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وكان والدها موظفاً في وزارة التعليم، هي حاصلة على بكالوريوس من المعهد العالي للتمثيل.
تزوجت “فاتن حمامة” عام 1947 من المخرج عز الدين ذو الفقار وأنجبت منه ابنه تُدعى “نادية” ولكن انتهت علاقتهما بالطلاق عام 1954، ثم تزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف وأنجبت منه ابن يُدعى “طارق” وانتهى ذلك الزواج أيضاً بالطلاق عام 1974، لتتزوج بعد ذلك من الطبيب “محمد عبد الوهاب”.
بدأ ولعها بالسينما في سن مبكرة، وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر قام والدها بإرسال صورة لها إلى المخرج “محمد كريم” الذي كان يبحث عن طفلة للتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم “يوم سعيد” عام 1940م، وبالفعل أقتنع المخرج محمد كريم بموهبتها وقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية.
عقب 4 سنوات استدعاها محمد كريم لمشاركة الفنان محمد عبد الوهاب للمرة الثانية في فيلم “رصاصة في القلب” عام 1944م، ومع فيلمها الثالث “دنيا” عام 1946م استطاعت أن تحجز مكانتها في السينما المصرية، ولاحظ الفنان يوسف وهبي موهبتها فطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم “ملاك الرحمة” عام 1946م، لتدخل بذلك مرحلة جديدة في حياتها حيث بدأ تزايد اهتمام النقاد والمخرجين بها، ثم شاركت مرة أخرى الفنان يوسف وهبي في فيلم “كرسي الاعتراف” و”اليتيمتين” و”ست البيت” عام 1949م.
حققت الفنانة “فاتن حمامة” نجاحاً تجارياً كبيراً حيث كانت واحدة من نجوم الشباك الأمر الذي مكنها من القيام بدور البطولة في العديد من الأفلام السينمائية، ومن أبرز أعمالها: “لك يوم يا ظالم” و”بابا أمين” و”صراع في الوادي” و”الأستاذة فاطمة” و”لحن الخلود” و”موعد مع السعادة” و”موعد مع الحياة” و”أيامنا الحلوة” و”موعد غرام” و”صراع في الميناء” و”لا أنام” و”سيدة القصر” و”الطريق المسدود” و”بين الأطلال” و”دعاء الكروان” و”نهر الحب” و”حكاية العمر كله” و”الحرام” و”إمبراطوريه ميم” و”أريد حلاً” و”أفواه وأرانب” و”ليله القبض على فاطمة” و”أرض الأحلام”.
قدمت عمل تلفزيوني واحد بعنوان “ضمير أبله حكمت” عام 1991، ثم قدمت عمل آخر بعنوان “وجه القمر” عام 2000 بعد غياب طويل عن العمل الفني.
خلال مشوارها الفني تعرضت الفنانة فاتن حمامه لمضايقات كثيرة من قبل المخابرات المصرية لأنها رفضت طلبهم بالتعاون معهم، مما أدى إلى مغادرتها البلاد خلال الفترة (1966- 1971) حيث كانت تتنقل بين بيروت ولندن، وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين إقناعها بالعودة إلى مصر، ولكنها لم ترجع إلا بعد وفاة عبد الناصر.
نالت فاتن حمامة العديد من الجوائز والتكريمات حيث تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، عام 2000م، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001م.