جسدت أدوار الأم فرسخت نجوميتها في الأعمال الدرامية

بيروت- هنون الشهابي

هي أيقونة من بين أيقونات الدراما اللبنانية بإحترافها، أطلق عليها ميريل ستريب الشرق… وأمينة رزق لبنان، ولكنها بعيداً عن كل الألقاب وما قد يشبهونها تبقى هي نفسها الممثلة القديرة رندة كعدي التي يطمح الكثيرون للوقوف أمامها في أي عمل، ليس لأنها وجه شكلّ نجومية خاصة في الدراما اللبنانية والعربية، بل لأن إطلالتها تعطي الطاقة الإيجابية للممثل والمشاهد معاً، لما في أدائها من إتقان وصدق في التعبير.

رندة كعدي فنانة ولدت من الموهبة، الأدوار المركبة حرفتها، تطوّع الشخصية مهما كانت لتعطيها حقها، فيصدقها المشاهد بسرعة، ويتفاعل معها بكل همسة قد تتلفظ بها، لأنها وباختصار ممثلة عربية بمواصفات عالمية.

لعبت رندة كعدي أدواراً مختلفة في المسرح وآخرها في مسرحية «خبيصة» مع الممثل غبريال يمين والممثلة ندى بو فرحات، وقامت بأدوار مختلفة مع أن معظمها يجسد شخصية الأم في أكثر من 120 مسلسلاً طوال أكثر من 30 عاماً من مسيرتها الفنية.

لن نبدأ بتفنيد أعمال الممثلة رندة كعدي من الأول بل سنبدأ من أحدث أدوارها في مسلسل «ومشيت» من بطولة بديع أبو شقرا وكارن رزق الله، حيث جسّدت دور أم الشهيد (شهيد في الجيش اللبناني)، وأجادت التأثير في المشاهد بجدارة، فهي فعلاً كانت أم شهيد تأبى أن تتأقلم مع واقع موت ابنها غدراً، تعيش معه وتحدثه تجهز له القهوة الصباحية كالعادة، تهندم ملابسه العسكرية… وتبكيه… نقلت مشاعر الأمومة المجرحة بصدق مع كل نهدة ودمعة، كسرت تبوات الأدوار التقليدية للأم الحزينة، فتارة تدفعنا للفرح معها، وطوراً تبكينا.

أما فيما سلف لم تخرج عن إطار الأم المكافحة في في مسلسل «أدهم بيك» مأخوذ عن قصة «دعاء الكروان» لطه حسين من بطولة يوسف الخال، صاغه درامياً الممثل طارق سويد الذي أضاف إليه مجموعة خطوط درامية كي تتحول إلى مسلسل بصيغة لبنانية، وقامت رندة كعدي بدور الأم التي تعمل جاهدة للمحافظة على بناتها في زمن الخداع والخيانة والغدر، تهرب بهن وتكافح، وتبقى صامدة وقوية حتى بعد قتل ابنتها الصغرى على يد خالها في جريمة «شرف» لم توافق ولكنها تصمت خوفاً على الآخرى. في هذا العمل تمكنت رندة كعدي من نقل العمل من الخط الدرامتيكي الخط التراجيدي وليس الدراماتيكي.

وفي أعمال أخرى توافق أن تكون صورتها مختلفة كوميدية وشريرة على رغم طيبة تعابير وجهها السموح، في مسلسل «بناتي وحماتي» من بطولتها إلى جانب الممثل بيار شمعون.

وتخرّجتُ رندة كعدي من معهد الفنون لديها حب للمسرح الذي تقدم فيه ثقافة خاصة من خلال تعليمها مادة التربية المسرحية، وهذا ما جعلها لا تتهاون بأي خطأ في الشخصيات التي تجسدها، وتحرص على أن تبقي صورتها كممثلة ناصعة وذات مكان إقامة عالية من خلال أي شخصية تؤديها. على رغم تأخر إدراك بعض المنتجين لشخصيتها كممثّلة تملك كل المقوّمات التي تجعل العيون شاخصة إلى أدائها.

إلا أنها ترى أن العطاء من دون ملل وبنفس الحماسة والوتيرة الشغف والحب، فلا بد أن ينضج هذا الحب ويحين وقت القطاف. ولكنها مع زخم العطاء المتوافر لديها تربعت على عرش الدراما في العديد من الأدوار وبقيت هي الرقم المطلوب لنجومية أي عمل، فهي السند القوي للعديد من النجوم الشباب.

أعطت بشغف  في مسلسل «طالبين القرب: فلمع أداؤها، وهذا ما دفع الكاتب مروان نجار ليخصها بمسلسل اجتماعي «أحلى بيوت راس بيروت» المؤلف من 15 حلقة، والذي بات المسلسل الأول والأكثر مشاهدة ما دفع بمحطة LBC من بالمطالبة بتجديده،  وقد تم تجديده بسبب الإقبال الكبير عليه ليس في لبنان فقط، بل كان متابَعاً في دول الاغتراب.

وكانت بدايات رندة كعدي من خلال مسلسل «سنابل الحب»، وهي دائماً تجسد أدوار الأم كما في مسلسلات «لآخر نفس» و «أدهم بيك» و «ومشيت»، لكنها لا تمانع في تجسيد أدوار أخرى إذا اقتنعت بالقصة والشخصية حتى لو كان الدور صغيراً، تكونها ضيف على الشخصية المكتوبة من ذاتها لأنها أكاديمية وتُعلم التمثيل المسرحي فضلاً عن تمتّعها بالموهبة والخبرة.

تنقلت كعدي في أعمال متعددة إلى آخر أعمالها التي انتظرها الناس في شهر رمضان وكانت البارزة بشخصيتها، ومنها مسلسل «قيس وليلى» ومسلسل «وين كنتي» كتابة كلوديا مارشليان، وبطولة كارلوس عازار وريتا حايك، ومسلسل «لآخر نفَس» كتابة وبطولة كارين رزق الله وإخراج أسد فولادكار و»أدهم بيك»، وآخر أعمالها «ومشيت» حيث حطت رحال النجومية المحبب عند المشاهدين الذين باتوا ينتظرونها في معظم الأعمال اللبنانية.

ومن جهة أخرى، تمنت أن تشارك يوماً بدراما خليجية لتحقّق أكبر انتشار عربي ممكن، كما أعربت عن سعاجتها باهتمام أهل الإمارات وتحديداً الشارقة بالمسرح» مؤكدةً أنها لا تمانع أن تشارك بمسرحية خليجية.